القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

شاكر: دعاية الاحتلال تتراجع في أوروبا وأجيال فلسطينية جديدة تتقدّم

شاكر: دعاية الاحتلال تتراجع في أوروبا وأجيال فلسطينية جديدة تتقدّم

/cms/assets/Gallery/1369/2021469996.jpg

باريس ـ المركز الفلسطيني للإعلام

رصد خبير واستشاري في الشؤون الإعلامية والأوروبية نموّاً ملحوظاً في تطوّر العمل المؤسسي الفلسطيني في القارّة الأوروبية وتأثيراته الإعلامية خلال الأعوام الأخيرة، بما يأتي على حساب النفوذ التقليدي الذي حظي به النشاط المؤسسي الرافد للكيان الصهيوني ومنظومته الدعائية.

وقال الاستشاري الإعلامي حسام شاكر، من "شبكة سياسات الإعلام والاتصال" في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" إنّ العمل المؤسسي والجماهيري الفلسطيني في القارّة الأوروبية "يتفاعل ويتطوّر بشكل لافت للانتباه".

وأضاف "نحن نتحدّث عن حالة نابعة أساساً من الجهد الشعبي المؤطّر في مؤتمرات وجمعيات أهلية ومؤسسات تخصصية ومبادرات ولجان".

أجيال جديدة وتراكم الخبرات

وأشار إلى "تنامي المفعول التراكمي للأداء والخبرات المحمولة مع الأجيال الفلسطينية الجديدة، ومن خلال الاتجاهات التخصّصية التي تشمل العمل الشعبي والتأثير الإعلامي والتواصل السياسي والأداء الحقوقي، وغير ذلك".

وقال: "من الواضح أنّ هذه القدرات التأثيرية تتنامت في الأساس عبر تفاعل الجهود الفلسطينية مع جهود المتضامنين مع قضية فلسطين في الساحات العالمية، بما في ذلك جهود التجمعات العربية والإسلامية في البلدان الغربية".

ومضى شاكر بالقول: "لا شكّ أنّ التفاعل يتأثر بشكل جليّ بالحدث الفلسطيني والوقائع الفلسطينية، كالعدوان الحربي، أو الحصار الخانق، أو الانتهاكات بحق القدس، أو الملاحقات القضائية، أو التقارير الدولية ذات الأصداء الواسعة كتقرير غولدستون، أو غير ذلك".

وفيما إذا كان هناك توجيه إعلامي للخطاب الفلسطيني في أوروبا يراعي أهمية البيئة؛ قال شاكر: "بالفعل هناك جهود متزايدة تسعى لتحسين كفاءة الخطاب، بما يراعي الخصوصيات التواصلية في البيئة الأوروبية، بما في ذلك سمة التعددية اللغوية، ومع ذلك فهناك صعوبات وتحديات".

الدعاية المؤيدة للاحتلال تتراجع

وعن التحدي الذي تمثله دعاية الاحتلال في مواجهة المؤسسات الفلسطينية في القارّة الأوروبية، أوضح شاكر أنه "من الناحية الزمنية تُعتَبر دعاية الاحتلال أو المؤيدة له، أسبق وبفارق ملحوظ من حضور الجهود التواصلية الفلسطينية، علاوة على أنها فائقة الإمكانات المادية والبشرية، بل إنّ هذه الدعاية أو الجهود التواصلية الصهيونية قد سبقت احتلال فلسطين، كونها انبثقت مع بروز التوجّهات الصهيونية في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر".

وتابع: "نظر كثيرون إلى دعاية الاحتلال باعتبارها واسعة النفوذ في البيئة الأوروبية، وذات تأثير واسع، وهو انطباع لم ينهض من فراغ. لكنّ الدعاية المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي تحرز تراجعات متواصلة في البيئة الأوروبية، مع تنامي الوعي في قطاعات الجمهور في البلدان الأوروبية بحقيقة هذا الاحتلال وممارساته البشعة".

وفي المقابل؛ يقول: إنّ "الجهود الفلسطينية، أو التي تخدم القضية الفلسطينية، في التواصل والتأثير، أو الدبلوماسية العامة، تتنامى على نحو مطرد وبطريقة كمِّية ونوعية، وهو ما يفسِّر الحملات المنهجية التي تشنّها مؤسسات الاحتلال ضدها".

تطوّر مؤسسي فلسطيني

وعن تطوّر العمل المؤسسي والجماهيري الفلسطيني في القارّة الأوروبية، أكّد شاكر أنّ هذه الجهود هي "ثمرة تلاقي إرادات شعبية فلسطينية، من خلال الأطر الفلسطينية في الشتات الأوروبي، بما في ذلك المنظمات الأهلية والاتحادات والروابط والقطاعات التخصصية والنقابية".

ومضى متابعاً إنّ هناك "إدراكاً لأهمية الجهد التواصلي الذي تتولّاه الأطر التخصصية، كالأطباء الفلسطينيين في أوروبا، وكالمهندسين، وكذلك التواصل مع السياسيين، والتواصل مع الإعلاميين وغيرهم"، وقال "عموماً هناك أطر تخصصية تنهض وأخرى تتأسّس والاتجاه متصاعد".

وأضاف الخبير شاكر: "لا شكّ أنّ مؤتمر فلسطينيي أوروبا قد أتاح فرصاً أفضل لتبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحة وتطوير التعاون المتبادل في مجالات شتى، في سبيل تطوير العمل لصالح القضية الفلسطينية".

ومن الأمثلة على ذلك؛ كما قال، "تشكيل الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة في 2008، والاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية على امتداد القارة الأوروبية طوال عام 2009، وتطوير التفاعل مع قضية الأسرى في سجون الاحتلال خلال عام 2010، وانطلاق الجهود لمساندة اللاجئين الفلسطينيين في سورية بدءاً من عام 2013، وغير ذلك من الشواهد".

وعن شرائح الجمهور التي يخاطبها مؤتمر فلسطينيي أوروبا، أفاد شاكر أنّ المؤتمر "هو منصّة للعمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا، المنفتح على شتى الشرائح والفئات من الرجال والنساء من مختلف الأعمار وعلى امتداد التراب الأوروبي غرباً وشرقاً".

وعلاوة على ذلك؛ يرى أنه "في أطر المؤتمر وفي المؤسسات والتجمّعات والروابط والنقابات المتنوِّعة ما يخاطب شرائح بعينها أو يتخصّص في شؤونها، بما يحقق حالة من التنوّع والتكامل، يُرجى لها أن تتطوّر باستمرار"، كما قال.