القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

صلاح: من حق اللاجئين الفلسطينيين أن يكونوا جزءاً فاعلاً من القرار السياسي


الإثنين، 22 حزيران، 2020

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في منطقة الخارج الدكتور ماهر صلاح إن هناك محاولات لتهجير اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسورية والأردن. كلام صلاح في لقاء مع فضائية الأقصى بمناسبة اليوم العالم للاجئين.

وقال صلاح "هناك أكثر من 30 دولة في العالم، فيها أعداد معتبرة من الفلسطينيين. ومن المهم أن ندرك أنه من أصل 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الدول العربية، هناك حوالي خمسة ملايين حرصوا على أن يكونوا في أقرب نقطة من وطنهم فلسطين، فهم موجودون في الأردن وسورية ولبنان. ومن المهم أن نشير أن هناك لجوء داخل فلسطين. ربع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية يعيش في مخيمات. وحوالي ثلثي سكان غزة من اللاجئين الفلسطينيين. بالمجمل حوالي ثلثي الشعب الفلسطيني يُصنف كلاجئ. فحق العودة قضية أساسية وعنوان مهم في القضية الفلسطينية".

وأردف "إن محاولات التخلص من عنوان اللاجئين، ونقض حق العودة لم تتوقف منذ بدء الاحتلال. فتطبيق حق العودة يعني زوال الاحتلال. صفقة القرن محور أساسي فيها كان استهداف حق العودة. سواء بوثيقة صفقة القرن، أو محاولات تصفية الأونروا، من خلال وقف التمويل الأميركي لها، والكلام عن الفساد في الوكالة لوقف عملها. وهناك محاولة إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني من خلال حصره بالذين تهجروا من فلسطين دون أبنائهم وذريتهم. كذلك محاولات تغيير المصطلح من لاجئين إلى جاليات، وكأن هؤلاء الناس هاجروا طوعاً. أيضاً هناك محاولات التهجير وهي من أخطر المشاريع التي تواجه اللاجئ الفلسطيني. المخيمات الفلسطينية في لبنان، وسورية، والأردن، يتعرضون لمحاولات التهجير".

وأشار إلى أن الفلسطينيين في لبنان "كانوا قرابة الأربعمائة ألف، آخر الإحصاءات تقدر نسبتهم بأقل من نصف هذا العدد، بغض النظر عن دقة ذلك. هناك استهداف المخيمات الأمني، منع سبل الحياة الكريمة عنهم، إثارة القلاقل داخل المخيمات، مثل إغراقها بالمخدرات وغيرها، فتح باب الهجرة وتنظيمه. هناك جهات منظمة تأخذ الفلسطيني من مخيمه إلى المطار فوجهات مختلفة. هناك جهود حقيقية. هناك مخيمات تعرضت للتفريغ بحكم ما جرى في سورية. هناك الفلسطينيون في العراق، الذين انخفض عددهم إلى عُشر ما كانوا قبل عام 2003".

وحذّر من "أن اللاجئ الفلسطيني مستهدف، يُراد أن ينتهي هذا التعريف، وهذا العنوان. نحن في حركة (حماس)، ومعنا الشعب الفلسطيني، حريصون ومجتهدون في إبقاء هذا العنوان، والدفاع عن حق العودة وحقوق اللاجئ الفلسطيني. كما أن هناك حق اللاجئ الفلسطيني في المشاركة في القرار السياسي. هو شريك كامل الصلاحية في القرار. الفلسطينيون في خارج فلسطين من حقهم أن ينظموا جهودهم، وأن يكونوا جزءاً فاعلاً في القرار الفلسطيني. لنستذكر بعض أدوار الشعب الفلسطيني خارج فلسطين كيف قاد النضال عقوداً. واليوم شعبنا داخل فلسطين هو اليوم حربة المقاومة، وهو فخر لنا جميعاً".

وتابع "الفلسطينيون في الخارج كان لهم دور رئيسي في إنشاء أكبر حركتين هما "فتح" "وحماس" في الخارج. اليوم الفلسطينيون خارج فلسطين يمتلكون خبرات واسعة، سواء نضالية، أو علمية، أو أدبية، أو فنية. الفلسطينيون في أميركا اللاتينية مثلاً ما يزالون، وبعد مائة عام، متمسكين بفلسطينيتهم. الفلسطينيون في أوروبة وتركيا نظّموا أنفسهم في مؤتمرات وطنية. وكل ذلك تُوّج في مؤتمر فلسطينيي الخارج الذي تشارك به قامات وطنية كبيرة".

وقال إن "(حماس) تشجع، وتدعم، وتشارك، وتساند كل هذه الأعمال. في لبنان، حماس حاضرة بشخصياتها في المخيمات والتجمعات وغيرها. وأكثر ما يدرك دور (حماس) في الخارج هو العدو الصهيوني. لذلك هو يستهدف دور الحركة في الخارج بشكل مكثّف. بالاغتيالات المباشرة، محمود المبحوح، عز الدين الشيخ خليل، محمد الزواري، فادي البطش، محاولة اغتيال الأخ خالد مشعل. التحريض على (حماس) في الخارج. محاولة التفريق بين (حماس) والأمّة. (حماس) في الخارج تعمل بالتقنيات، والخبرات الفنية، بأصحاب الاختصاص، بالعلاقات السياسية التي تشكل شبكة حماية لهذه المقاومة. مشروع (حماس) يمتاز بأنه ليس محصوراً بمنطقة جغرافية واحدة".

وتطرّق إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فقال إنه "عندما نتكلم عن لبنان نتكلم عن اللاجئين الذين هُجّروا عام 1948. هم يعيشون في مخيمات بلبنان، لكن بشهادة إخواننا في غزة الذين زاروها، إنها أسوأ من مخيمات غزة. لا يُسمح للفلسطيني بالعمل في حوالي 70 مهنة. يعاني من استهدافه أمنياً، من التضييف الاقتصادي عليه، يعاني من إدخال المخدرات على مخيماته، ومحاولات زجّه في المعارك. كذلك من العنصرية. مع أن الفلسطيني لا يرغب باستيطان أي أرض. وفي سورية أيضاً الفلسطينيون تعرّضوا للتهجير، وما حلّ بسورية حلّ بهم. حوالي 150 ألف فلسطيني خرجوا من سورية. دون أن ننسى الحديث عن الفلسطينيين في الأردن، وهم الأكثر عدداً بين اللاجئين الفلسطينيين".

وأكد أن اللاجئين الفلسطينيين يخوضون "معركة الوعي والهوية، وربط الأجيال المتعاقبة من الفلسطينيين بأرضهم. والحركة نجحت نجاحاً كبيراً في هذا المجال، ولا نزال نخوضها. (حماس) وقفت مع الشعب الفلسطيني في لبنان، بنشاطها، ومؤسساتها. وهناك مبادرة أعلنها الأخ المجاهد إسماعيل هنية، ووصلت المساعدات إلى 45 بالمائة من شعبنا في لبنان، وهذا واجبنا تجاه الشعب الفلسطيني".

ودعا صلاح "الحكومة والقوى اللبنانية أن تتعامل مع الفلسطيني كضيف يريد أن يعود لبلده، وأن يكون هناك حوار لبناني فلسطيني لتحقيق الموازنة بين أمن الدولة اللبنانية والموازنات الموجودة فيها وأن لا يكون ذلك على حساب حقوق الفلسطينيين".

وفي حديثه عن الجهود الدولية التي تبذلها حركة (حماس) أشار صلاح إلى أن "هناك مروحة واسعة من العلاقات التي تديرها (حماس)، وتحرص الحركة على أن تقدّم مصالح الشعب الفلسطيني. زارت وفود الحركة برئاسة الأخ أبو العبد إسماعيل هنية قبيل أزمة كورونا سبع دول، وطرحت المخاطر والاحتياجات للشعب الفلسطيني".

واعتبر أن "المطبعين هم الفئة القليلة المنبوذة في أمّتنا. التطبيع جريمة أخلاقية وخطيئة سياسية وخيانة". وعن المعتقلين الفلسطينيين في السعودية قال إن ما يعانونه "دليل على دور الفلسطينيين في الخارج، وأنهم يدفعون الثمن كما يدفعه الفلسطينيون داخل فلسطين. وهؤلاء المعتقلون هم من صفوة المجتمع الذي ناصروا القضية الفلسطينية. وأقول إن هذه الأزمة ستنتهي، ولن يُعدم الخير أبداً، وستعود المياه إلى مجاريها. الحركة لم تقصّر بالاتصالات بالسعودية، وتواصلنا مع شخصيات عديدة. وهذه الجهود مستمرة".