القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«صيام درجات الجامع» قصة ترويها اللاجئة الفلسطينة حنيفة الصالح «أم أكرم»


متابعة – لاجئ نت|| الثلاثاء، 04 نيسان، 2023

قالت اللاجئة الفلسطينية حنيفة صالح حسين أم أكرم من مواليد قرية شعب عام 1936 في روايتها لكتاب "شعب وحاميتها" للكاتب الفلسطيني ياسر علي: أنّ لرمضان في فلسطين جو مميز، فيتم تحضير المأكولات الخاصة به قبل أسابيع. ولم تكن تلك المأكولات نادرة ولكن حالة القلة التي كان يعيشها الفلاح، كانت تجبره على طعام يومي لا يتجاوز الطبيخ المعتاد المكون من البرغل والعدس كمادة أساسية في طبيخ أهل القرية، أما في رمضان فكانوا يحضرون من إنتاج البلد أيضا الصبر والعنب والتين الأخضر واليابس، وكانوا يحضرون الزلابية اذا كان الفصل شتاءً وذلك لما تحتاجه من زيت لا يفرطون فيه إلا في موسمه.

وأضافت أم أكرم في روايتها: وكانوا يشترون قمر الدين والأرز، ونشير إلى أنه لم يكن يخلو بيت من بقرة وحليب أو دجاج وبيض وكان البعض يحضر القطايف الطازجة من عكا.

وأشارت في روايتها عن موعد السحور فتقول كان توقيته يعتمد على النجوم، ولم يكن يعتمد على مسحر للقرية فكانوا يعرفون الوقت من النجم الذي كانوا يعتمدون عليه أيضا في أسفارهم وصلاة الفجر وإخراج الطرش.

وتابعت حديثها قائلة "اما عند الغروب فكان معظم أهل البلد يفطرون على أسطح المنازل إذا كان الجو صيفا لينظروا إلى غروب الشمس أولا ويسهل عليهم سماع الأذان، وليتجنبوا الطقس الخانق والحرارة.

ويذكر ان أول هجوم لليهود عند احتلال شعب الأول كان في وقت الغروب وعند ساعة الإفطار في رمضان، حيث نزل إليها اليهود من ميعار المشرفة عليها، واقاموا فيها ثلاثة أيام، قام اليهود بقتل بعض كبار السن الباقين في القرية، وكان ذلك بين 19-20 تموز ١٩٤٨.

وتتذكر حنيفة الصالح (أم أكرم ) فتقول: كنا أطفالاً في أواخر الأعوام التي قضيناها في فلسطين، وكان بيننا قريب من الجامع، وعند ساعة الغروب يكون الصيام قد فعل فعله بنا، وكان عنادنا يدفعنا المقاومة الجوع، إلا أننا كنا نصعد إلى سطح المنزل ونراقب الشيخ في المكان الذي يؤذن منه، سطح مقام سيدي احمد العليمي الملاصق لسطح المسجد الذي كان على شكل قبة، كان يصعد قبل الأذان بأكثر من ساعة، ربما عند العصر يتمشى على سطحه بانتظار غروب الشمس ومن كثرة ما يمشي كنا نظنه يقصد اغاظتنا في هذا الأمر.

اما صيامنا، حين كنا أصغر من ذللك السن، فقد كان حتى أذان الظهر، وكنا نأخذ كوب الماء إلى مقام سيدي أحمد العليمي ونجلس عند الدرج الذي كان يصعد عبره المؤذن إلى السطح ليرفع الأذان، وما إن يرفع أذان الظهر حتى نشرب كوب الماء، وينتهي صيامنا عند هذا الوقت.

كان هذا الصيام بمثابة التدريب للأطفال الذين لا يستطيعون الصوم، وكان يسمى صيام درجات الجامع...

وفي العشر الأواخر من رمضان، كانوا يوحشون لوداع الشهر الكريم وينشدون فيها:

لا اوحش الله مثلك يا رمضان

لا أوحش الله منك يا شهر الصيام

لا اوحش الله منك يا شهر الرحمات

لا أوحش الله منك يا شهر البركات

وعندما ينتهي شهر رمضان، يحين يوم عيد الفطر الذي لم يكن يخلو ايضاً من طقوسه الخاصة.