الأمن في المخيمات أمن سياسي توافقي
علي بركة: يجب تشكيل المرجعية الفلسطينية قبل أي بحث في الملف الأمني
الخميس، 24 تشرين الثاني، 2011
قال ممثل حركة حماس في لبنان، علي بركة، في تصريح خاص لموقع "القدس للأنباء" أن تناول الموضوع الفلسطيني من زاوية أمنية فقط أمر خاطئ ولا يساعد على معالجة الوضع الفلسطيني في لبنان، مشدداً على ضرورة تشكيل مرجعية سياسية موحدة في لبنان من جميع الفصائل الفلسطينية.
وأكد بركة خلال حديثه، على ضروة معالجة الملف الفلسطيني في لبنان كرزمة واحدة، وبدون إقصاء مسألة والتركيز على مسألة أخرى، مشيراً الى أن تحالف القوى الفلسطينية أبلغ الجهات الرسمية البنانية، التي تسعى من أجل تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية "بأننا نريد أولاً أن نشكل مرجعية فلسطينية موحدة و بعد ذلك ننتقل إلى الملف الأمني وغيره من الملفات".
ولدى سؤاله عن الموقف من زيارة عزام الاحمد الى لبنان مؤخراً، وطرح مبادرة ما يسمى "بالشرطه المجتمعية" قال بركة "كان ينبغي على الأخ عزام الأحمد وعلى قيادة حركة فتح في لبنان أن تلتقي مع كافة الفصائل الفلسطينية في لبنان وأن تبحث معها الأمر، أما أن نسمع عن هذه المبادرة أو هذا المشروع عبر وسائل الإعلام، فهذا الامر لا يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني ابداً
وحول اذا ما كان ملف الشرطه والموقف حوله له علاقة بملف المصالحة واللقاء المرتقب بين مشعل – عباس، أكد بركة أن "لقاء الأخ ابو الوليد خالد مشعل مع الأخ ابو مازن ليس له علاقة بالوضع الفلسطيني في لبنان بشكل مباشر فالمسألتين مفصولتان عن بعضهم البعض.
أخيراً شدد بركة على أن الأمن في المخيمات الفلسطينية في لبنان هو أمن سياسي توافقي، لا يستطيع فصيل فلسطيني وحده أن يضبط الوضع داخل المخيمات أو يتحمل مسؤوليته، فهنالك تعددية فلسطينية في المخيمات في لبنان وهذا الأمر بحاجة إلى توافق فلسطيني لأن الأمر سياسي.
وفي ما يلي نص المقابلة:
- كثر الحديث مؤخرا عن مشروع الشرطة المجتمية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، ما هي رؤيتكم لهذا الموضوع ؟
أولاً نحن في حركة المقاومة الإسلامية حماس، نعتقد أن الوجود الفلسطيني في لبنان له أبعاد متعددة منها البعد السياسي والأمني والإجتماعي والإقتصادي والقانوني، وتناول الموضوع الفلسطيني من زاوية أمنية فقط أمر خاطئ ولا يساعد على معالجة الوضع الفلسطيني في لبنان، لذلك نحن نؤكد على ضرورة تشكيل مرجعية سياسية موحدة في لبنان من جميع الفصائل الفلسطينية، هذه المرجعية الفلسطينية تتولى مع الحكومة اللبنانية ترتيب الأوضاع الفلسطينية في لبنان، وخصوصا ً الشأن الأمني والإجتماعي والإقتصادي والقانوني. كما ونؤكد على ضروة معالجة الملف الفلسطيني في لبنان كرزمة واحدة بدون إقصاء مسألة والتركيز على مسألة أخرى، ونحن كتحالف ابلغنا الجهات الرسمية البنانية التي تسعى من أجل تقريب وجهة النظر بين الفصائل الفلسطينية بأننا نريد أولاً أن نشكل مرجعية فلسطينية موحدة و بعد ذلك ننتقل إلى الملف الأمني وغيره من الملفات.
- ما رأيك بزيارة عزام الاحمد الى لبنان، تصريحاته تعكس تباين في وجهات النظر بين فتح و بين التحالف حول هذه المسألة؟ هل يمكن القول ان هناك مسارين على الساحة اللبنانية فيما يتعلق بموضوع الشرطة المجتمعية؟
نعم نحن نريد أن نوضح أن الأخ عزام الأحمد لم يلتق أحداً من حماس أو من التحالف عندما زار لبنان مؤخراً، والذي سمعناه عن ترتيب الأوضاع في المخيمات هو كلام في وسائل الإعلام، ونحن لا نريد أن نتحاور بالشأن الفلسطيني في لبنان عبر وسائل الإعلام، كان ينبغي على الأخ عزام الأحمد وعلى قيادة حركة فتح في لبنان أن تلتقي مع كافة الفصائل الفلسطينية في لبنان وأن تبحث الأمر معها، أما ان نسمع عن هذه المبادرة أو هذا المشروع عبر وسائل الإعلام، هذا لا نعتبره عملاً مجزياً ولا نعتبر أنه عرض علينا شيء، لأن حتى الأن لم يعرض علينا من قبل حركة فتح صاحبة الفكرة اي شيء لذلك نحن جاهزون لمناقشة أي فكرة فيها مصلحة للشعب الفلسطيني.
- كيف يمكن تفسير موقف عزام الاحمد، هل الموضوع مرتبط بملف المصالحة وبلقاء ابو مازن- مشعل الاسبوع المقبل؟
لقاء الأخ ابو الوليد خالد مشعل مع الأخ ابو مازن ليس له علاقة بالوضع الفلسطيني في لبنان بشكل مباشر، يعني المسألتين مفصولتان عن بعضهم البعض يعني نحن كتحالف جاهزون لبحث الملف الفلسطيني في لبنان بكل جوانبه مع الدولة البنانية ومع فصائل منظمة التحرير، لا بأس في ذلك لكن ينبغي أن نكون شركاء في الوضع الفلسطيني لأن الأمن في المخيمات هو أمن سياسي توافقي لا يستطيع فصيل فلسطيني وحده أن يتحمل أمن المخيمات أو أن يضبط الوضع داخل المخيمات، هنالك تعددية فلسطينية في المخيمات في لبنان و هذا الأمر بحاجة إلى توافق فلسطيني لأن الأمر سياسي .
ونحن بدأنا منذ عام 2005 في لبنان الحوار من أجل تشكيل مرجعية سياسية في لبنان ترتب الأوضاع في المخيمات وتشكل لجان شعبية وأمنية، فإذا حصلت المصالحة الفلسطينية خير على خير وإذا لم تحصل المصالحة الفلسطينية فإننا نريد أن نرتب أوضاعنا في لبنان على اي حال.
- لكن ألا تعتقد أن نجاح المصالحة الفلسطينية قد تساعد على تشكيل هذه الشرطة مثلا ً أو التوافق لبنانياً في هذا الموضوع ؟
المصالحة الفلسطينية إذا نجحت و نأمل أن تنجح و نحن حرصون على أن تنجح بالطبع سوف يكون لها تداعيات إيجابية على الشأن الفلسطيني في لبنان، ليس بالضرورة تشكيل شرطه، المطلوب أن نجلس إلى الطاولة ونبحث ماذا نريد، لا ان يفرض علينا شيء مسبق، نحن نريد أن نبحث الملف الفلسطيني في لبنان في كل جوانبه، أما ن تقول لي تعال إصعد إلى الباص ونحن نقود الملف الأمني هذا غير مقبول، فنحن إذا كنا شركاء علينا أن نبحث الملف الفلسطيني على الطاولة وجهاً لـ وجه والذي نتفق عليه نلتزم به جميعا، أما ما سمعناه في وسائل الاعلام وبعض التسريبات هنا وهناك أن هناك شرطة وهناك 7000 عنصر وكذا وكذا... هذا أمر نعتبره غير رسمي وغير جدي. فإذا كنا حريصين على ترتيب الوضع في المخيمات فتعالوا الى حوار فلسطيني لترتيب الوضع الفلسطيني في لبنان..
- ميدانيا هل هناك إستعدادات داخل التحالف او داخل حماس لهكذا شرطة مفترضة؟
هذه المسألة قيد الدراسة حتى الأن لم نخرج بقرار نهائي لكن المتفق عليه داخل حماس و داخل التحالف لابد من البدء بتشكيل مرجعية سياسية موحدة هذه المرجعية السياسية الموحدة ترتب الوضع الأمني والإجتماعي في المخيمات لاحقاً.
المصدر: القدس للأنباء