القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

عندما اقتلعت العاصفة خيمة طرفة دخلول في ليلة عرسها ورحلة العذاب اثناء النكبة



محمد السعيد، خاص- لاجئ نت|| الجمعة، 13 أيار، 2022

بعد مرور أربع و سبعين عاماً على ذكرى «النكبة»، مازال الفلسطينيون يحلمون بالعودة، كما هو حال اللاجئة الفلسطينية طرفة دخلول، التي فرت مع عائلتها إلى لبنان عام 1948، ليصبح المخيم في لبنان مسكنها.

طرفة دخلول من مواليد العام 1939 تقيم في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين ، أو ما يطلق عليه اسم مخيم «الشهداء» ، نسبة الى الشهداء الذين ارتقوا اثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان وللمجازر الصهيونية التي ارتكبت بحق هذا المخيم ، أو «مخيم الثلاسيميا» لانه يضم نحو 9% من مرضى الثلاسيميا على مستوى لبنان.. من غير أن يلقى العناية اللازمة في العلاج، ولا تقدم «الأونروا» لهؤلاء المرضى ما يكفيهم .

طرفة دخلول، فرت مع عائلتها من قرية الناعمة إلى منطقة الغجر ثم الى جديدة مرجعيون جنوب لبنان عام 1948 ، ومن ثم الى مخيم البرج الشمالي الواقع في الشرق من مدينة صور في جنوب لبنان، وعلى بعد ثلاثة كيلومترات منها.

كانت طرفة تعيش آنذاك مع عائلتها في قرية الناعمة التي تبعد 26 كيلومتر شمال شرق مدينة صفد، بمساكن متباعدة ومساحة 112 دونماً على عكس ما هو الوضع في المخيم الأن ، حيث تصطف البيوت المتلاصقة التي تميزها رائحة الرطوبة القاسية ويخيم عليها شبح الفقر الذي يطارد السكان ، ويطبق على صدر الحياة ويضعها في قبضته منذ النكبة وحتى الآن، حيث معدلات البطالة المرتفعة.

تعيش اللاجئة الفلسطينية طرفة دخلول، في منزل صغير في الطابق الأرضي داخل احد ازقة المخيم .

تزوجت وانجبت 10 أولاد 6 ذكور و4 اناث، توفي الابن البكر «علي» نتيجة حادث بصعقة كهربائية في المخيم وترك طفلين يتيمين، وآخران توفيا نتيجة الفقر والامراض التي نتجت بسبب اللجوء هما هنية ومحمد وكانا لا زالا صغيرين.

سنوات طويلة عاشتها طرفة دخلول كلاجئة وما زالت، ورغم مرور كل هذه السنوات، إلا أنها تنتظر العودة إلى بلادها والى قريتها، بعد سنوات من التشرد. تقول: «ليتنا لم نخرج من فلسطين ونتذوق مرارة اللجوء، سكنّا في خيم، وكانت الحياة صعبة للغاية. في فصل الشتاء كانت مياه المطر تنزل علينا وكنا نشعر بالبرد. وفي الليل، لما كان يجي الهوا كانت الشوادر تطير واحنا نايمين»..

وتتطرق طرفة متذكرة يوم زواجها وتقول والابتسامة على وجهها: «تزوجت بنت 13 سنة، كانت الدنيا شتاء ودعست وخبصت بالوحل وانا رايحة لعند زوجي.. وبعد ما نمنا طار الشادر علينا وطب بالبستان، هذا حالنا ..

وكان زوجي الله يرحمه بحبني ومتعلق فيني كتير وبس اتاخر شوي بصير يسالني وين رحتي ووين اجيتي، ما كان يقدر يقعد بلاي.. ووقت كنت روح زور اخواتي ما كنت اقدر اضل وما بيجيني نوم». وكان يقول عنها زوجها ابو علي «هاي الغالية وما بقدر اقعد بلاها.. هاي ام علي حبيبتي وانا بقدرش اعيش بلاها وبشتاقلها اذا بتغيب عني "

وعن فلسطين تقول «لا يمكن ان نتنازل عن اي شبر من فلسطين، العيشة تحت شجرة او بخيمة افضل من ان نعيش بقصر وما عنا وطن، والوطن غالي ولا يمكن انه ينباع بكنوز العالم.. ليتنا بقينا في فلسطين ولم نعش حياة الذل والهوان التي نعيشها اليوم في المخيمات.. ليتنا لم نخرج من بلدنا..».