عيد عليّان الأول على دبلوم أكاديمية اللاجئين:
المخيم هوية الفلسطيني الذي يُذكّره أنّ له وطناً
السبت، 02 شباط، 2013
عيد محمد عليّان من قرية سمخ قضاء من طبريا
في فلسطين، تشرد أهله عدة مرات منذ عام 1948 حتى عام 1967، وانتقلوا إلى مدن وقرى كثيرة،
حتى وصلوا عام 1967 إلى قرية تل شهاب في محافظة درعا جنوب سوريا، حيث عملوا في الزراعة،
هناك درس المرحلة الابتدائية. وبعد وفاة والديه عام 1975 انتقل مع بعض إخوته إلى مخيم
اليرموك في مدينة دمشق، فتابع دراسته الإعدادية في مدارس الوكالة التابعة لمنظمة الأونروا،
وفي عام 1979 عاد إلى مدينة درعا وتابع دراسته الثانوية فيها، وبعد ذلك عاد إلى مخيم
اليرموك، ونظراً إلى صعوبة الوضع المعيشي درست في معهد V.T.C التابع
لوكالة الغوث، فحصل منه على دبلوم في التبريد والتكييف.
ماذا يعني لك المخيم في تكوين هويتك الوطنية؟
المخيم بالنسبة إليّ خبز الطابون (التنور) وثوب أمي
القديم ومضافة جدي ولمّة الأهل والأقارب والخلان، وعلى عتباته تختصر كل الخراريف (الحكايات
الفلسطينية)؛ ففيه مرح الصبية وصحبة الشباب وحميمية الشيّاب. باختصار، المخيم هو هوية
الفلسطيني الذي يذكره دائماً بأنّ له وطناً سليباً يجب أن يعود إليه؛ فهو مكان إقامة
مؤقت ريثما تتحرر فلسطين ونحقق حلم العودة.
لماذا اخترت الالتحاق بدبلوم دراسات اللاجئين؟
إنّ السبب الرئيسي الذي دفعني وشجعني على
دراسة دبلوم اللاجئين هو زيادة المعرفة والاطلاع على قضية اللاجئين الفلسطينيين بأسلوب
أكاديمي ممنهج، ولكي أطلع على جميع المصطلحات المتداوَلة عن حق العودة من الناحية الشرعية
والقانونية؛ لأصبح أكثر قدرة على الدفاع عن حق العودة وإقناع الآخرين به.
في العام الماضي عندما تخرجت الدفعة الأولى
من أكاديمية دراسات اللاجئين، كنت أتابع مع أصدقائي خطوة بخطوة ما يقومون به من دراسة
للمنهاج وكتابة الأبحاث، ما شكل لدي حافزاً للتسجيل في الأكاديمية. بالطبع، هذا بعد
تشجيع الأصدقاء لي، وهذا تقاطع مع رغبتي بزيادة ثقافتي الوطنية، الأمر الذي يؤصل الانتماء
الوطني بقضيتي الفلسطينية.
هل كنت تحتاج إلى صقل معلوماتك، أم تريد
من الشهادة دوراً أكبر في التعريف بقضيتك؟
لا أخفيك سراً أنّ كل فلسطيني يجب أن تكون
عنده معلومات عن قضيته، فكيف وأنا عضو من أعضاء تجمع العودة الفلسطيني (واجب)، فهذا
يحتم عليّ أولاً صقل معلوماتي بطريقة أكاديمية صحيحة للانطلاق من أجل دور أكبر في عملية
التعريف بالتفاصيل الدقيقة لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وغير ذلك لأستطيع إفادة أبنائي
وأعضاء اللجان في التجمع والجيل الجديد بالمعلومات الأساسية لقضيتي، ومن أجل ذلك شجّعتُ
أبنائي وأصدقائهم على الدراسة في الدورة الشبابية التي أعلنتها الأكاديمية في هذا العام،
وقد حصلت ابنتي آلاء عليان على المرتبة الثامنة فيها.
ماذا أضاف الدبلوم إلى معلوماتك؟ وهل كان
على مستوى ما يحتاج إليه الفلسطيني في الشتات من دراسة وتعلم؟
أضاف إليّ الكثير من المعلومات والأرقام
والإحصائيات والمصطلحات التي كنت أسمع بها وأرددها من دون أن أعرف ماهية تفاصيلها،
كالتأصيل الشرعي لحق العودة، والوضع القانوني لقضية اللاجئين الفلسطينيين، والقرارات
الدولية والمعاهدات والاتفاقيات التي تناولت هذا الحق. وكان للأكاديمية الفضل في زيادة
معلوماتي في كيفية كتابة البحث بطريقة علمية ممنهجة.
ما هي المواد التي وجدتها الأقرب إلى نفسك؟
بصراحة، جميع المساقات والمواد التي أُعطيَت
في الأكاديمية قدمت معلومات مهمة جداً، سواء كان من جهة الاطلاع على الوضع القانوني
للاجئين الفلسطينيين، أو في تناولها لكافة المخيمات الفلسطينية في الشتات وأماكن اللجوء
وداخل الأراضي المحتلة، وبالتالي لا نستطيع التمييز بين مساق وآخر؛ لأن جميعها ترفدك
بالمعلومة وتزيد من اطلاعك؛ فالأكاديمية بالنسبة إليّ كنبع الماء الصافي، كلما ارتشفت
منه طلبت المزيد.
هل كانت الامتحانات متناسبة مع المنهاج
الذي دُرِّس؟
إلى حدٍّ ما نعم. ومن وجهة نظري، هناك بعض
الأخطاء في نظام الامتحان، وخاصة في الأسئلة بالفصل الأول يجب على المعنيين تداركها
وأن يعاد النظر فيها. فمثلاً في الفصل الأول كنا نضع إشارة صح أمام الإجابة الصحيحة
في بعض الأسئلة، وعند ظهور النتيجة نُفاجأ بأنّ إجابتنا موجودة أمام السؤال الخطأ،
وإلى الآن لم نعلم سبب هذا الخطأ.
ما هي العوائق التي واجهتكم في هذه الدراسة؟
تجليات الأزمة السورية انعكست على الجميع،
فضلاً عن المخيمات الفلسطينية في سورية، ما سبب لنا حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار
نتيجة تدهور الوضع هنا؛ فكنا ننزح من بيت إلى بيت، وهذا ما أثّر على متابعتنا للأكاديمية.
أضف إلى ذلك مشكلة انقطاع التيار الكهربائي باستمرار. هذا من جهة، أما بخصوص الأكاديمية،
فكانت المشاكل تنبع من صعوبة.
المصدر: مجلة العودة، العدد الخامس والستون