القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

قدورة: جمعنا 3 آلاف شجرة عائلة بمشروع هوية

الهدف من المشروع الحفاظ على حق الفلسطيني بأرضه
قدورة: جمعنا 3 آلاف شجرة عائلة بمشروع هوية
 

الإثنين، 30 تموز، 2012

المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة (هوية)، حقق خلال عمره القصير نسبياً (انطلق عام 2008)، أهدافاً لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعونها، إذ استطاع جمع ثلاثة آلاف شجرة عائلة، مع صورهم، وبلداتهم، ومن خلال ذلك تأكيد حقهم في قراهم وبيوتهم التي هُجّروا منها.

"المركز الفلسطيني للإعلام" التقى مدير مشروع "هوية" ياسر قدورة الذي تحدّث عن المشروع، وإنجازاته، والمصاعب التي تواجهه.

لو تحدثنا بداية عن مشروع "هوية"؟

المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية) هو مشروع وطني يحمل على عاتقه الحفاظ على حق الإنسان الفلسطيني بأرضه المحتلة، سواء الذين بقوا داخل الوطن أو الذين يقبعون في الشتات منذ عقود. وهو مشروع يريد أن يدعم الفرد الفلسطيني حيثما كان ليطالب بحقه مدعوماً بالوثائق والصور والروايات التاريخية الصحيحة، ولذلك كان حرصنا على الاهتمام بتوثيق تاريخ وحاضر كل عائلة فلسطينية بغض النظر عن حجمها أو طائفنها أو حتى وضعها الاقتصادي أو نفوذها السياسي.

كيف جاءت فكرة انطلاق المشروع؟

المشروع بدأ فكرة في العام 2008، في الذكرى السنوية الـ 60 للنكبة عندما أنجز أحد الناشطين شجرة عائلته، واقترح أن تتم مدارسة إمكانية الاستفادة من الشجرة في توثيق حق هذه العائلة بالعودة إلى فلسطين. وبالفعل انصرفنا إلى دراسة الفكرة من باب البحث عن مدخل جديد لتأكيد حق الشعب الفلسطيني بفلسطين.

واستمر البحث في الفكرة لعدة أشهر قمنا خلالها بمراجعة معظم ما يتعلق بالعائلة الفلسطينية فتبين لنا أن الشعب الفلسطيني عموماً له اهتمام واسع بموضوع العائلة الفلسطينية وشجرة العائلة، وقد تبين لنا ذلك من خلال وجود عشرات المواقع الالكترونية العائلية في الوسط الفلسطيني، وإن كان مستوى العمل متفاوتاً بين الهواية والاحتراف أحياناً. أما عن المراجع والكتب فقد وجدنا الكثير منها إلا أن معظمها يتناول مجموعة محدودة من العائلات وهي العائلات التي كانت تتمتع بنفوذ سياسي أو اقتصادي، أما باقي العائلات وخاصة عائلات الفلاحين فلم تجد من يوثق لتاريخها أو يهتم بجمعه.

ما هي أبرز أهداف المشروع؟

بعد مرحلة الدراسة بدأنا نعمل على تحويل الفكرة إلى مشروع، بحيث يتحول الاهتمام والعمل على موضوع العائلة الفلسطينية من العمل الفردي إلى العمل المؤسسي، الذي يمكنه أن يجمع كل الجهود السابقة في إطار واحد لتحقيق أهداف محددة. وقد وضعنا للمشروع جملة من الأهداف نوجزها في محورين أساسيين:

الأول: توثيق كل ما أمكن توثيقه لكل عائلة فلسطينية: شجرة العائلة، تاريخها وشهادتها على النكبة، الوثائق من أوراق ثبوتية إلى كواشين الأرض، إضافة إلى صور العائلة، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة لوضع ما يتم جمعه بين يدي الجيل الشاب كي يكون بين يديه مادة تدعمه في المطالبة بحقه في قريته أو مدينته.

الثاني: العمل على تعزيز التواصل بين أفراد العائلة الذين تفرقوا وتشتتوا بفعل النكبات المتكررة التي حلت بالشعب الفلسطيني، وتوثيق الصلة بين الأجيال الجديدة والأجيال الذين عاشوا في فلسطين وشهدوا نكبتها.

ما هي أهم الأنشطة لديكم؟

تتعدد الأنشطة التي تعتمدها المؤسسة، فهناك التواصل اليومي بشقيه الالكتروني والميداني، فالموقع الالكتروني (www.howiyya.com) وما يرافقه من صفحات خاصة بالمشروع على موقع التواصل الاجتماعي هي مساحة احتكاك يومي بين إدارة المشروع وأبناء الشعب الفلسطيني، وكذلك بين المستخدمين أنفسهم، وهناك نشاط ميداني متواصل يقوم بها فريق عمل هوية بشكل يومي مع العائلات في مختلف المناطق.

وعندما بدأنا العمل في المشروع كان ذلك من المكتب الرئيسي في بيروت، ولكننا بعد ذلك بفترة اعتمدنا مندوباً رسمياً في سوريا وبعدها مندوباً رسمياً في الأردن، ونحن بصدد توسيع الشبكة في المستقبل القريب، وبالطبع يتعاون معنا فريق كبير من المتطوعين.

إضافة إلى هذا النشاط اليومي تشارك هوية في بعض الفعاليات النوعية مثل الحملة الوطنية للحفاظ على الهوية الفلسطينية (انتماء) بشكل سنوي، كما شاركت في معرض الكتاب العربي والإسلامي أكثر من مرة، ونظمت (هوية) سلسلة من المحاضرات في لبنان وسوريا، وشاركنا في مهرجان العودة في الكويت في أيار/مايو الماضي.

هل هناك مصاعب تواجهكم، ما هي؟

بطبيعة الحال هناك صعوبات متعددة، أبرزها أن المصدر الأساسي للمعلومات بالنسبة لنا هم كبار السن، الشاهد والراوي الحقيقي لما عاناه الشعب الفلسطيني قبل وبعد نكبة 1948، أي أننا نتحدث عن جيل قد بلغ من العمر ما يقارب الثمانين عاماً، وهؤلاء باتوا قلة، ونحن مضطرون للعمل مع هؤلاء في أسرع وقت وعلى مساحة جغرافية واسعة جداً.

نحاول أن نتجاوز هذه الصعوبة بالاستفادة من التقنيات الحديثة لتجاوز عقبة المسافات واتساع الرقعة الجغرافية، أما عن كبار السن فنحن نعمل على تنظيم بعض الفعاليات الجماعية لكبار السن بحيث نتمكن من الاجتماع بهم والتوثيق معهم خلال فترة زمنية قصيرة.

ما هي أهم الإنجازات التي يمكن الحديث عنها؟

لناحية التوثيق أنجزنا الكثير بحيث تجاوز عدد شجرات العائلات التي تم جمعها ال 3000 شجرة، إضافة إلى جمع آلاف الصور العائلية وبينها وثائق متنوعة (أوراق ثبوتية، كواشين أرض، إيصالات دفع ضرائب)، كما أثبتنا ما يتجاوز 25 ألف اسم عائلة في موطنها الأصلي في فلسطين، واتحنا لهذه العائلات مساحة في موقعنا الالكتروني لإضافة ما تشاء من أخبارها وتاريخا وصورها.

أما لناحية التواصل بين العائلات، فبالفعل وجدنا أن المشروع يحقق أهدافه من خلال قصص كثيرة حدثت معنا خلال الأشهر الماضية، سواء في حالات تعارف بين أبناء العائلة الواحدة من خلال عملهم على بناء شجرة العائلة، أو من خلال تواصل العائلات عبر الموقع، أو بفعل نشر صور لبعض رجالات العائلة أحياناً.

هناك من يخشى أن يؤدي هذا المشروع إلى خلق عصبيات عائلية أو عشائرية، ماذا تردون؟

الهدف بالنسبة لنا واضح جداً وهو طرق باب العائلات الفلسطينية لتأكيد الانتماء لفلسطين وليس للعائلة فحسب، لذلك تجد أن كل عائلة في موقع هوية يتم إثبات اسمها في البلدة التي عاشت فيها قبل العام 1948، وكل بلدة يتم إدراجها في المحافظة التي تقع فيها (بحسب التقسيمات الإدارية عام 48). كما أن إدارة المشروع تحرص على اجتناب اللغة التي قد تؤدي إلى إثارة مثل هذه الحساسيات والعصبيات (مثل أكبر، وأفضل، وأغنى عائلة)، وتتعامل مع كل العائلات على أنها عائلات كبيرة ومهمة (بغض النظر عن عدد أفرادها)، لأن كل عائلة فلسطينية بنظرنا هي صاحبة حق وعلينا االعمل على استعادته. وفي المقابل فإن أي مادة، مقالة، أو صورة لا تنشر من قبل المشاركين إلاّ من بعد مراجعتها من قبل الإدارة، الأخطاء تحصل أحياناً ولكن يتم معالجتها بأفضل الطرق. والضمانة بالنسبة لنا أن بوصلتنا فلسطين وليست عائلة أو عشيرة بعينها، وطالما أن البوصلة واضحة فسنصل إلى الهدف ولو واجهتنا بعض العقبات.

هل هناك تحضيرات لمشاريع مستقبلية؟

هناك دائماً تفكير بالتطوير والتحسين، فمع بداية العمل كان اهتمامنا بالصورة عادياً ولكن مع التجربة صار لها أولوية، وخصصنا لها مشروع (بنك صور شهود النكبة) لنحاول توثيق صورة لكل من شهد نكبة 1948. ونقوم الآن بالتحضير لقسم جديد في الموقع الإلكتروني هو قسم الفيديو لنشر ما يتم تصويره بشكل منظم ومبوب، وهناك مشروع مستقبلي لترجمة العمل إلى لغات أخرى إن شاء الله.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام