قيادي فلسطيني: الوضع الإنساني والصحي في مخيم اليرموك اللاجئين
الفلسطينيين بدمشق مأساوي
الجمعة
، 06 آذار، 2015
أكد خالد عبد المجيد أمين جبهة النضال الفلسطيني
بدمشق أول أمس الأربعاء أن الوضع الإنساني والصحي في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين
بجنوب العاصمة دمشق "مأساوي"، محملا المجموعات المسلحة التي تسيطر على المخيم
المسؤولية الكاملة عن تردي الأوضاع الصحية والإنسانية هناك ومنتقدا في الوقت ذاته تقصير
السلطة الوطنية الفلسطينية تجاه معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك.
وقال
القيادي الفلسطيني في مقابلة خاصة أجراها معه مكتب وكالة أنباء ((شينخوا))، وسط انتشار
معلومات تفيد بموت أكثر من200 لاجئ فلسطيني بمخيم اليرموك بسبب الجوع وانتشار الأمراض
، قال "لاشك أن الوضع في مخيم اليرموك مأساوي، ومنذ أكثر من شهرين لم نستطع إدخال
المواد الغذائية والصحية إلى المخيم نتيجة عرقلة الفصائل المسلحة الموجودة داخل المخيم".
وأشار
عبد المجيد إلى أن وكالة غوث اللاجئين (الأنروا) والفصائل الفلسطينية بذلت جهودا كبيرة
وحصلت على تسيهلات من قبل الحكومة السورية من اجل إدخال المواد الغذائية، مبينا أنه
في كل مرة تحاول وكالة غوث اللاجئين إدخال هذه المواد تقوم المجموعات المسلحة بافتعال
اشتباكا في المدخل الذي يتم توزيع المواد الغذائية منه.
وأضاف
"هناك حالة مأساوية في المخيم، وهناك انتشار لمرض الكبد الوبائي، وهناك أمراض
كثيرة انتشرت في المخيم بسبب نقص الدواء وهناك حوالي 18 ألف مواطن فلسطيني وسوري يعانون
معاناة كبيرة داخل المخيم" ، مؤكدا أنه سيتم استئناف إدخال المواد الإغاثية إلى
المخيم غدا الخميس بعد أن جرت اتصالات حثيثة مع الحكومة السورية والجهات المعنية من
أجل إدخال مواد إغاثية .
وأكد
فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أمس أن الحكومة السورية أعطت تعليمات بدء توزيع
المساعدات لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وحل أي عقبة تحول دون ذلك .
يذكر
أن السلات التي وزعتها الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين والأونروا بدعم من الحكومة
السورية على المقيمين في المخيم خلال العام الماضي تجاوزت 55 ألف سلة غذائية و11 ألف
سلة صحية.
وردا
على سؤال حول الأرقام التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام عن موت أكثر من 200 لاجئ
بداخل المخيم بسبب الجوع الناجم عن الحصار، قال القيادي الفلسطيني إن "الأرقام
التي تنشر في وسائل الإعلام ليست دقيقة"، مؤكدا وجود حالات وفاة وقعت بسبب الجوع
ونقص الدواء، مبينا أنه لا توجد "إحصائية دقيقة من داخل المخيم ولا عند الفصائل
الفلسطينية أو الجهات الصحية"، مؤكدا أن "هناك عملية تهويل وتوظيف لما يجري
داخل المخيم".
وحمل
عبد المجيد المجموعات المسلحة المسؤولية الكاملة عما يجري في المخيم من مآسي لأنها
تفتعل الحوادث لمنع إدخال المواد الغذائية بإطار مخطط يستهدف استغلال الوضع الانساني
داخل المخيم.
وحول
اتفاق الهدنة الذي اعلنوا أنه سيوقع مع المسلحين الذين يسيطرون على المخيم، أكد أمين
عام جبهة النضال الفلسطيني أن كل الاتفاقيات التي وقعت في السابق "كلها باءت بالفشل"،
مشيرا إلى أن الفصائل الفلسطينية ملتزمة بوقف إطلاق النار وكذلك الحكومة السورية، لكن
المجموعات المسلحة هي التي تعرقل كل الاتفاقيات .
ونفى
عبد المجيد الاتهامات التي توجه ضد الفصائل الفلسطينية بأنها غير مهتمة بشأن المخيم،
مؤكدا أن هذا يندرج في إطار "التحريض"، لافتا إلى أن الفصائل الفلسطينية
تبذل جهودا مضنية من أجل إدخال المساعدات الإنسانية ، مبينا أن حوالي 15 قتيلا سقطوا
من قبل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين أثناء عملية التوزيع خلال العام الماضي.
وفي
سياق آخر انتقد القيادي الفلسطيني تقصير السلطة الفلسطينية وحركة التحرير الفلسطينية
لعدم قيامها بدورها اللازم تجاه اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، مبينا أن السلطة
الفلسطينية ووكالة غوث اللاجئين هما الجهتان الرسميتان المسؤولتان عن اللاجئين الفلسطينيين
بمخيم اليرموك ولديها الميزانية المالية الكافية لانقاذ اللاجئين الفلسطينيين .
وأشار
عبد المجيد إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا سوريا حوالي 160 ألف لاجئ
فلسطيني غادر من سوريا إلى عدة بلدان عربية واجنبية.
وتبث
بعض مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) صورا لبعض الأطفال والأشخاص الذين انهكهم الجوع
والمرض، وصورا أخرى لأطفال وهم يحملون لافتات تنتقد تقصير الفصائل الفلسطينية في معالجة
أزمتهم الخانقة "انقذوا مخيم اليرموك"، و " انتفضوا من أجلي قبل أن
أموت جوعا " ، وأخرون يشربون مياه ملوثة تسبب لهم الأمراض المزمنة .
وأشارت
مواقع التواصل الاجتماعي من داخل مخيم اليرموك إلى أن أكثر من 172 شخصا ماتوا نتيجة
الجوع و الحصار المفروض على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
كما
نظم لاجئون فلسطينيون في الخارج حملة للتظاهر والاعتصام أمام السفارات الغربية نصرة
لجياع أهالي مخيم اليرموك.
ويحاصر
الجيش السوري مخيم اليرموك منذ أكثر من سنتين تقريبا من ثلاثة جهات نظرا لقربة من العاصمة
دمشق، ويوجد بداخل المخيم أكثر من عشرين ألف لاجئ فلسطيني وقد مات أكثر من 100 شخص
منهم بسبب الجوع ونقص الأدوية .