محمد السعيد، خاص – لاجئ نت|| الجمعة، 07 تشرين
الأول، 2022
يحيي الشعب الفلسطيني اليوم السابع من شهر
تشرين الأول / أكتوبر من كل عام، يوم التراث الفلسطيني، حيث يتم احياء مظاهر
التراث الفلسطيني بأشكال وأنشطة متعددة، بهدف الحفاظ عليه من السرقة والنسيان.
ويمثل التراث الفلسطيني الوجود الحقيقي لشعبنا، ويرسخ حقه التاريخي في أرضه
ومقدساته، ولا سيما في ظل المحاولات المتكررة للعدو الصهيوني من سرقته.
ويقول ياسر علي (مدير عام مؤسسة العودة
الفلسطينية) لشبكة "لاجئ نت" أن الثراث الفلسطيني زاخر بالأدوات
والمعاني والحنين، وهو قادم من عمق التاريخ الشعبي الفلسطيني، ويؤكد على تجذر
شعبنا في فلسطين، مشيراً إلى ان التراث هو نتيجة تفاعل والإنسان والبيئة
الاجتماعية عبر الزمن، وهذه النتيجة لا تأتي من خلال شعب عابر لم يتجذر بالأرض.
يضيف علي: من هنا، نعتقد أن التراث هو أحد أهم
الشواهد على وجود شعب ومجتمع كامل في فلسطين، ثابت فيها حتى ولو اقتلعوه، حي فيها
حتى ولو قتلوه.
وقال علي لـ"لاجئ نت" بأن فكرة هذا
اليوم أطلقها الباحث في التراث الفلسطيني نمر سرحان مؤلف موسوعة التراث الفلسطيني،
والذي أطلق عدة برامج للحفاظ على التراث الفلسطيني، واقترح له الأول من تموز من كل
عام، بدءاً من عام ١٩٨١ غير أنه تم لاحقاً في عام ١٩٩٩ تغيير هذا اليوم إلى ٧
تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام ليتوافق مع عودة الطلاب إلى المدارس، حيث يكتسب
الاحتفال زخماً طلابياً، ويساهم في تثبيت الوعي لديهم بشكل أسرع وأثبت وأوضح، كما
أنه يتزامن مع موسم قطاف الزيتون السنوي، ونحن نعلم ما للزيتون من قيمة كبيرة.
ولفت علي إلى أن ميزة التراث الفلسطيني أنه
شريك في اللجوء، وشريك في المقاومة، فكل وطن يتكون من قواسم مشتركة لأهله: الدين،
الأرض، الشعب، اللغة.. ونحنا عندما اقتُلعنا من الأرض، لم ننسَ فلسطين، ولم نهمل
بقية القواسم... فتراثنا تشكل من هذه العوامل أيضاً، ولا ينقصنا سوى الأرض.. التي
حافظنا عليها في وجداننا.
وشدد ياسر علي بأن العدو الصهيوني كيان بلا
تاريخ، يريد ان يسرق طين الأرض، ويغير تاريخها وتراثها، وينسبه لنفسه، وقد حاول
سرقة الأطعمة (الحمص والفلافل)، وسرقة الثياب والمطرزات (ثياب مضيفات طيران
العال)، وسرقة الحجارة والحفريات ونسبتها اليه، وسرقة المكتبات العامة والخاصة
(مكتبة الجامعة العبرية تُعد أكبر مكتبة مسروقة في العالم)..
وأكد علي في حديثه بأن التصدي لهذه المحاولات
يكون بالمقاومة بكل أشكالها، بالمقاومة الثقافية والتراثية بالوعي والتثقيف،
وإحياء التراث والفولكلور.. المقاومة بتربية الأجيال على هذه الطريق. طريق التحرير
والعودة، والحفاظ على الجذور.
وبدوره تحدث المنشد والملحن الفلسطيني بسام صبح
لشبكة "لاجئ نت" على أهمية أحياء يوم التراث الفلسطيني لتحمل الاجيال
الشابة وتتذكر تراثها وماضيها وتحفظه من السرقة الاسرائيلية. كما أنّ أهميته تكمن
في محاولته لنقل الثروة الضخمة لهذا التراث، هذه الثروة التي تتمثل بالأدب والقيم
والعادات والمعارف الشعبية، والمعارف الثقافية والفنون بأنواعها، والحرف والمهن
والأكلات والملابس والموسيقى والأغاني، وهذه المظاهر العظيمة لا يُمكن تجسيدها في
يوم واحد، ولكن يبقى اليوم السابع من شهر تشرين الأول شاهدًا حيًا على عظمة التراث
الفلسطيني وعظمة الشعب الفلسطيني النابض بالحياة.
ويؤكد صبح على أهمية التراث الفلسطيني كونه
جامع وشامل لكل مراحل حياة الفلسطييني، فتجد مثلا الأغنية التراثية الفلسطينية
ترافق حياة الانسان الفلسطيني منذ ولادته حتى وفاته بالاضافة لكل تفاصيل حياته.
وقال صبح أن من واجبنا كشعب فلسطيني مناضل أن
نتشبث بلغتنا بعاداتنا وتقاليدنا واغانينا ودبكاتنا، وان ننشر تراثنا اولا بين
اولادنا ومجتمعاتنا وان نعلمهم قيمة هذا التراث في الحفاظ على الهوية، ثم في كل
المحافل الدولية، لنؤكد على هويتنا الفلسطينية وأن لا نغفل عن محاولات العدو
الصهيوني في سرقة هذا الحق ورفع الدعاوى القانونية عليه في المحاكم المختصة حتى
يعرف كل العالم أن هذا عدو مغتصب للأرض وتراث الشعب ولا بد من عودة الحق لأصحابه.
وختم صبح قوله لـ"لاجئ نت" بأن يوم
التراث الفلسطيني مهم جداً لنا كفلسطينيين لما يمثله من تمسك وتشبث بالأرض وحق
العودة للأرض التي منها نبع تراثنا. فالتراث الفلسطيني سلاح لا يمكن قهره في وجه
الممارسات الغاشمة للعدو الإسرائيلي.