الإثنين، 09
تشرين الثاني، 2020
حدد خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة
حماس، ثلاث خطوات لتحقيق المصالحة، داعيا لإعادة تعريف السلطة الفلسطينية وتغيير وظيفتها.
وقال مشعل، خلال حوار مباشر عبر مركز المركز الفلسطيني
لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية (مسارات)، مساء السبت، تابعه "المركز
الفلسطيني للإعلام": إن المقاربة الحقيقية الأكثر فعالية لتحقيق المصالحة تتكون
من ثلاث خطوات؛ العمل بالميدان وفق برنامج نضالي مشترك، والشراكة في بناء المرجعيات
والمؤسسات الوطنية والقرار السياسي، والمسارعة لخطوات على الأرض تعزز الثقة وتعيد الاعتبار
للحريات بالضفة وغزة.
ورأى أن رئيس السلطة (أبو مازن) حين رأى ممارسات
(رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو و(الرئيس الأمريكي دونالد) ترمب أخذ خطوة نحو
المصالحة، ويشكر عليها، لكن نريد أن نكمل المشوار.
وأشار إلى أن هناك عدة عقد توضع في وجه المصالحة؛
منها خارجي، ومنها داخلي، وبيّن أن هناك عدة مخاوف عند الأطراف الفلسطينية؛ منها التخوف
المتعلق بالبرنامجين المتناقضين سياسياً (المقاومة والمفاوضات)، والتخوف الثاني حول
موضوع الشراكة، والتموضع في القرار السياسي، مشددا على أن هذا الأمر يقع على حركة فتح،
لأنها حركة كانت موجودة من قبل في المنظمة والسلطة وفي مؤسسات القرار.
ورفض المقارنة بين فشل المفاوضات وفشل المقاومة،
مشدداً على أن أوسلو فشلت والمفاوضات فشلت، ولا يمكن اعتبار أن المقاومة فشلت، فغزة
موضع فخر لنا. وأكد مشعل النظر إلى أن الفلسطينيين حرموا من المقاومة في الضفة، عبر
التنسيق الأمني وغيره.
وتحدث القائد الفلسطيني عن أن القضية الفلسطينية
أمام عدة خيارات؛ منها خيار حلّ السلطة، ولكن لا يتم إنهاء السلطة الفلسطينية إلا بتوافق
عام من الجميع، مؤكداً أنه مع خيار إنهاء السلطة.
ونبه مشعل إلى ضرورة وجود توافق فلسطيني على كيفية
إدارة غزة، إدارة وطنية مركزية واحدة، في حال اختيار حلّ السلطة، مشيراً إلى أن الشعب
الفلسطيني يعيش أربع حالات مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل فلسطين المحتلة
سنة 1948 وفي الشتات.
وتحدث مشعل عن خيار إعادة تعريف السلطة، وتغيير
وظيفتها، مشدداً "نحن شركاء في قرار المواجهة وفي العمل السياسي"، كما القرار
السياسي نشترك فيه، قرار المقاومة والمواجهة نشترك فيه.
وحول تقييمه للوضع الفلسطيني الراهن، قال مشعل:
هناك خطر داخلي، وخطر خارجي على القضية الفلسطينية؛ الخارجي القرارات الأمريكية والإسرائيلية
وهناك قرار بتصفية القضية.
أما الخطر الداخلي فهو ممن يطلب التطبيع مع العدو
ويطعن الشعب الفلسطيني؛ وفق مشعل.
وقال: إن أبناء فلسطين في الخندق الأول (في مواجهة
الاحتلال)، لكن هناك مسؤولية عربية وإسلامية، وهناك مسؤولية إنسانية وأخلاقية ووطنية
وشرعية ودينية، مشددا على ضرورة دعم صمود أهل فلسطين عموما وفي القدس وغزة خاصة.
ودعا إلى وضع الخطط على المستوى الرسمي والشعبي
لحماية الأقصى والدفاع عنه وتعزيز الوجود العربي والفلسطيني فيه.
وأكد أن المعركة مع الاحتلال واحدة ووسائلها وأنماطها
متعددة، وأن حركة (حماس) مع كل أشكال المقاومة، واستطاعت، من خلال تجربة قطاع غزة،
الجمع بين السلطة وبين المقامة المسلحة.
وفي تعليقه على التغيير في الإدارة الأمريكية بعد
انتخابات الرئاسة، أشار مشعل إلى أن هنالك فروقاً بين الجمهوريين والديمقراطيين، في
السياسة الأمريكية الخارجية، وخاصة بالشأن الفلسطيني.
وذكر أن إدارة بايدن يمكن أن لا تتعامل مع مصطلح
"صفقة القرن"، ولا قرار الضمّ (السلب)، ولكنها لن تعاقب "إسرائيل"،
ولا تحاول ردعها، مجرد انتقاد لـ"إسرائيل"، ملمحاً إلى أن التطبيع الإسرائيلي
مع العرب ممكن أن يتراجع.
وعبّر مشعل عن الخوف من العودة إلى مسار المفاوضات،
مبدياً خشيته من أنه يمكن أن تتأثر بذلك المصالحة.
ودعا مشعل إلى عدم المراهنة على هذا التغيير، بل
على قوتنا.
وعن علاقة حماس مع الإخوان المسلمين بعد وثيقة
2017، شدد القائد الفلسطيني على أن الوثيقة كانت فقط إحكام الكلمات مع الواقع.
وقال: حماس كانت إخوانًا مسلمين في فلسطين، وبقيت
كذلك، لكن يجب التمييز بين الجانب الفكري والجانب التنظيمي. وحماس من مدرسة الإخوان
الفكرية والتربوية، لكنها حركة وطنية فلسطينية تنظيمية مستقلة.
وفيما يتعلق بالتغييرات التي حدثت بعد الربيع العربي،
ذكر مشعل أن حماس بقيت على تواصل والعلاقة الجيدة مع الأنظمة، وفي الوقت نفسه رحبت
بإرادة الشعوب، وتعاطفت مع تحرك الشعوب، ولكنها لم تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد،
وحماس تأثرت من ذلك، حيث صنفها البعض ضمن محاور.
وعن تطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني،
شدد مشعل على أن حماس ترفض جميع أشكاله، وأنها لا تجامل بذلك أحداً، ولكنها لا تستطيع
أن تملي سياستها على أحد.