القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

هشام يعقوب لـ«لاجئ نت»: الهدف من إحراق المسجد الأقصى يتلخص برغبة المستوطنين المتطرفين في السيطرة الكاملة على المسجد وإقامة المعبد المزعوم



محمد السعيد - لاجئ نت|| الأحد، 21 آب، 2022

في الـ 21 من آب / أغسطس 1969 أقدم المتطرف الصهيوني مايكل دينس روهان على إشعال النار في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى.

وروهان متطرف صهيوني من أصول أسترالية يتبنى المزاعم الصهيونية المتطرفة التي تريد إزالة المسجد الأقصى من الوجود وإقامة المعبد المزعوم مكانه.

وجاءت الجريمة في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 بهدف طمس الهوية الإسلامية والحضارية لمدينة القدس.

وحول الدوافع والأسباب التي دفعت إلى إحراق المسجد الأقصى أوضح الأستاذ هشام يعقوب رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية في مقابلة خاصة أجرتها شبكة "لاجئ نت" أن الدوافع الأساسية تتلخص برغبة المستوطنين المتطرفين في السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى وهدمه وإقامة المعبد المزعوم مكانه.

وقال يعقوب إن العدو الإسرائيلي عندما احتل المسجد الأقصى في حزيران عام 1967 أصيب المستوطنون بخيبة أمل لعدم تمكنهم من السيطرة الكاملة على المسجد، وكانوا يحلمون بأن يسيطروا على المسجد ويهدموه وإقامة ما يسمى المعبد المزعوم على أنقاضه، ولكن هذا الحلم اصطدم ببعض الفتاوى الدينية الرسمية اليهودية التي تحرّم على اليهود دخول الأقصى قبل أن يتطهروا بصورة كاملة وهذا ما لا يتحقق في يهود هذا الزمن، بالإضافة الى اصطدامه بعقبة سياسية لدى الحكومة الإسرائيلية آنذاك والتي لم تكن ترغب في مزيد من تأجيج المشاعر لدى المسلمين وإثارتهم في مختلف أنحاء العالم أو إثارة الرأي العام العالمي ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب المجازر في معركة حزيران عام 1967.

وحول ردة فعل الفلسطينيين أشار يعقوب إلى أن الفلسطينيين هبوا لإنقاذ المسجد الأقصى وإطفاء الحريق الذي اندلع في الجامع القبلي ولا سيما منبر نور الدين زنكي التاريخي الذي أحرق بالإضافة الى العديد من مقتنيات المسجد التي تأذت بشكل كبير من هذا الحريق الذي نتج عن مواد شديدة الاشتعال ألقاها المتطرف روهان داخل الجامع القبلي، وحين هب الفلسطينيون لنجدة المسجد الأقصى تعمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قطع المياه عن المسجد الأقصى آنذاك، وعرقلت وصول سيارات الأطفال ووصول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى ومع ذلك استطاع الفلسطينيون بما توافر لديهم من إمكانيات متواضعة آنذاك إطفاء الحريق بعدما ما التهم الكثير من المقتنيات والمرافق والأثاث داخل الجامع القبلي.

أما المسلمون عموماً فكانت لديهم ردة فعل في العديد من الأقطار العربية والإسلامية نتج عنها اجتماع للدول الإسلامية وتأسست بعد هذا الاجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي التي أصبح اسمها لاحقاً منظمة التعاون الإسلامي وتأسست عام 1969 بعد احراق المسجد الأقصى وكان الهدف الأساسي من تأسيسها حماية المسجد الأقصى والدفاع عنه.

وأضاف يعقوب أن المخاطر التي تهدد المسجد الأقصى ما زالت مستمرة، مؤكداً أن المسجد الأقصى يتعرض إلى مخاطر عديدة تتمثل بمحاولة الاحتلال الإسرائيلي فرض السيادة الكاملة والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى من خلال تشريع أبواب المسجد لاقتحامات المتطرفين اليهود والسماح لهم بأداء الطقوس والشعائر اليهودية الدينية داخل المسجد، ومن خلال تقييد يد دائرة الأوقاف الإسلامية المعنية والمسؤولة الحصرية والوحيدة عن إدارة شؤون المسجد الأقصى، وتقييد الحضور الإسلامي داخل المسجد عبر منع وصول المصلين إليه في أيام ومناسبات كثيرة وفرض القيود العمرية على دخول المسلمين للمسجد الأقصى عبر منع الاحتلال الإسرائيلي لمن هم دون الـ50 عاماً من دخول المسجد الأقصى في أحيان كثيرة، واتباع سياسة الإبعاد والاعتقالات والتنكيل بموظفي المسجد ورواده ومرابطيه ومرابطاته.

فالاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسيات كثيرة من أجل جعل المكون اليهودي أساسياً وثابتاً ومتواصلاً في المسجد الأقصى في مقابل استبعاد المكون الإسلامي الأصيل في المسجد الأقصى.

وتابع يعقوب قوله "علاوة على ذلك، هناك الحفريات التي تهدد المسجد الأقصى ولا سيما الحفريات التي بدأت تظهر آثارها مؤخراً في المنطقة الجنوبية الغربية في المسجد الأقصى وظهر بوضوح تساقط بعض الحجارة من المسجد الأقصى القديم الذي يقع تحت الجامع القبلي، وهذا يدل على تشعب الحفريات في محيط المسجد الأقصى وأسفل منه، بالإضافة إلى بناء المشايع التهويدية الضخمة في محيط المسجد للتشويش على رمزيته الدينية التي كانت مهيمنة على مشهد القدس الثقافي، والهدف منها إعطاء الطابع اليهودي لمدينة القدس ولمنطقة المسجد الأقصى التي تشكل العنصر الإسلامي الحضاري الأبرز في تشكيل هوية مدينة القدس الحضارية والثقافية".

ووضع يعقوب عدة مسارات لشحذ الهمم للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة وجمع جهود جميع الهيئات والمؤسسات والأطراف الحكومية العربية والإسلامية لمواجهة المخططات الإسرائيلية من خلال دعم المقدسيين بكل الأشكال المادية والمعنوية والسياسية والإعلامية عبر الحملات والنشرات ووسائل الضغط الإعلامية المختلفة ومحاصرته دولياً في كل المنابر والمحافل الدولية الممكنة، بالإضافة إلى انتهاج المسار القانوني عبر فضح جرائم الاحتلال وإظهار تجاوزاته وخرقه للوضع القائم التاريخي للمسجد الأقصى.

وطالب يعقوب السياسيين باتخاذ مواقف صريحة وثابتة نصرة للمسجد الأقصى ومواجهة مخططات التطبيع التي تهدف الى جعل المسجد الأقصى قبلة للمطبعين وجسراً للمطبعين للعبور الى كيان الاحتلال الإسرائيلي وجعله جزءاً اصيلا من المنطقة العربية والإسلامية عبر استغلال رمزية المسجد الأقصى وحضور هؤلاء المطبعين الى جانب المستوطنين المعتدين المقتحمين في ساحات المسجد الأقصى بما يظهر ما يسمى السلام ووحدة الدين الابراهيمي في المسجد الأقصى.

وشدد يعقوب على استنفار جهود الشعوب العربية والإسلامية من خلال الاستمرار بمختلف الفعاليات والأنشطة والبرامج الفاعلة والقوية والمؤثرة في هذا الاحتلال الإسرائيلي.