القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

هيسم شملوني: أوجه رسائل بمضمون إنساني وأتحدث عن المعاناة الإنسانية التي يواجهها الفلسطيني بشكل خاص

هيسم شملوني: أوجه رسائل بمضمون إنساني وأتحدث عن المعاناة الإنسانية التي يواجهها الفلسطيني بشكل خاص

/cms/assets/Gallery/916/5636_41362.156867581_3.jpg

حوار/ ولاء رشيد

فنان ذو أنامل سحرية تبدع رسوماً ومنحوتاتٍ مختلفة الأشكال والألوان لتعكس إرثاً ثقافياً خصباً، وشغفاً وإحساسا عالياً. هو مبدع من مبدعي فلسطين ممن اختاروا الفن درباً للنضال، إنه الصحفي والفنان والناقد التشكيلي هيـسـم شملوني.

ولد الفنان هيسم شملوني في مخيم اليرموك في دمشق عام 1968، وقد كان مقيماً هناك حتى نزوحه إلى لبنان منذ بضعة أشهر.

يحمل الفنان شملوني شهادة دبلوم فني من معهد "أدهم إسماعيل" التابع لوزارة الثقافة في دمشق، وهو عضو في الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، فرع سوريا، وعضو الهيئة الإدارية بالوكالة، وعضو لجنة الإعداد للمؤتمر وصياغة النظام الأساسي، إلى جانب عضويته في الاتحاد العام للكُتَّاب والصحفيين الفلسطينيين ورئاسته لرابطة المصورين الضوئيين الفلسطينيين في سوريا.

كذلك فشملوني حاصل على عدد من شهادات التقدير في المجال الفني وعلى شهادة الأونروا للأعمال التطوعية.كما شارك في تأسيس العديد من الجمعيات والمنتديات والمراكز الثقافية في سوريا، وفي عدد كبير من المعارض الجماعية في مجالَي الفن التشكيلي والتصوير الضوئي، وهو يكتب في بعض الصحف والمجلات المحلية والعربية في مجال النقد الفني واللقاءات الصحفية، إضافةً لتصميمه أغلفة العديد من الكتب ودواوين الشعر.

حول اكتشافه لموهبته وأبرز ما واجهه من صعوبات في مسيرته الفنية حدَّثنا الفنان هيسم شملوني خلال هذه المقابلة معه.

متى برزت موهبتك الفنية وكيف عملت على تطويرها؟

لم تبدأ موهبتي كسائر الفنانين أي منذ الطفولة، بل إنني اكتشفتها متأخراً، وذلك في سن التاسعة عشرة حين كنت معتقلاً سياسياً. وبعد خروجي من المعتقل قمت بدراسة الفن التشكيلي في معهد أدهم إسماعيل. وعلى الرغم من أن الانتساب إلى هذا المعهد كان صعباً جداً، إلا أنني وبفضل موهبتي تمكَّنت من أن أكون من بين المقبولين وهكذا درست الفن التشكيلي لسنتين تحت إشراف نُخبة من الفنانين، ثم بدأت أشارك في المعارض. وحالياً فمشاركتي شبه دائمة في المعرض السوري السنوي منذ أكثر من 15 عاماً.

ما هي الرسالة والأفكار التي تترجمها من خلال أعمالك؟

بالمجمل أوجِّه رسائل بمضمون إنساني وأتحدث عن المعاناة الإنسانية التي يواجهها الفلسطيني بشكل خاص. كذلك فأنا أعكس وأُدين في أعمالي حالات القهر والظلم التي يتعرَّض لها الإنسان.

ما هو بالتحديد المنهج الذي تتبعه في رسوماتك وأعمالك وما دلالة استخدامك للمواد المختلفة في هذه الأعمال؟

أنا اتَّبع المنهج التجريبي، لأن هذا المنهج يعطيني أُفقاً أرحب ومجالاً أوسع لأعبِّر عن مكنون الحالة الموجودة لدي. وفي الوقت ذاته هناك شيء من عنصر الدهشة الذي يمكن تقديمه للجمهور من خلاله.

وبالنسبة للتنويع في استخدام المواد، فأنا أعتبر أن أيَّة خامة صالحة لأن تكون جزءاً من العمل التشكيلي. وأعتبر أن أي شيء يمكنه أن يساعدني ويخدم الرسالة التي أريد إيصالها يكون استخدامه مباحاً. فقد قمت مثلاً باستخدام الجرائد في بعض أعمالي التركيبية كمجسم الشخص الذي يحمل المذياع (الراديو). وقد تولَّدت لدي هذه الفكرة بسبب تأثري ببعض البرامج الإذاعية العربية التي كان يتم خلالها توجيه بعض الرسائل من قِبَل الأبناء إلى ذويهم وخاصةً خلال فترات الحرب، حيثُ كان الفلسطينيون يبعثون برسائل إلى أقاربهم وهكذا كان يتم التواصل فيما بينهم. لذا كانت فكرتي أنه بقدر ما جلس الشخص وسمع الأخبار، فإنه قد تحول بنفسه إلى ما يشبه الخبر. وهذا ما أظهرتُهُ من خلال تشكيل جسمه من الجرائد، ثم قمت بربط أحشائه إلى المذياع وإلصاقه بالكرسي ليصبحوا جميعاً كتلةً واحدة مادياً ودلالياً.

ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك الفنية؟

لا شك أن الصعوبات التي تواجه الفنانين هي العامل المادي والمكان أي إيجاد المساحة الكافية. فبالنسبة لي واجهت صعوبة في الإنتاج، وهذا يعبِّر بشكل من الأشكال عن الحالة الفلسطينية بشكل دقيق، لأن الفنانين الفلسطينيين يفتقرون للدعم المالي. فعلى سبيل المثال، بلغت تكلفة أحد أعمالي راتب شهر كامل. وإلى جانب ذلك، فدائماً ما أجد صعوبة في إتمام بعض الأعمال التي تحتاج حيزاً كبيراً من المساحة لأنني لا أملك مكاناً لأصنعها فيها، وإنما أقوم بها في منزلي.

من جهة أخرى، أرغب في أن ألفت إلى عامل آخر يزيد من الصعوبات، وهو يكمن في وجود إهمال تام من قِبَل المؤسسات الفلسطينية للفنون. وفي الواقع يبدو أن كثيراً من القيادات الفلسطينية باتت ترى أنَّ الفن أقل قيمة، بعكس المرحلة السابقة حيث كان الفن يعتبر شكلاً من أشكال النضال الفلسطيني.

هل هناك أية أعمال فنية جديدة تعتزم القيام بها؟

حالياً أفكر بتحضير عمل فني يعكس الزخرفة الفلسطينية كالوشم القديم والتطريز وبعض الزخارف على الفخار، ولكن توفير المساحة والدعم المالي المطلوب هما ما يقفان عائقاً أمام إتمامي لهذا العمل.

هل من رسالة ترغب في توجيهها للقراء؟

أرغب في أن أقول أنه في ظل الأوضاع التي تمرُّ بها سوريا وخاصةً مخيماتنا الفلسطينية فإن الدمار والخراب يلحق بإرثنا الوطني الفلسطيني الذي تمَّ انجازه على مرِّ أعوام عديدة، وهذا بسبب حالة الاستباحة العامة، حيثُ أن أعمال الفنانين حالياً عُرضة للسرقة والدمار والخراب. لذا فرسالتي هي الدعوة لحماية هذه الأعمال لما لها من أهمية في حماية التاريخ الفلسطيني.

كذلك فمن جهة أخرى، ألفت إلى وجود تقصير من الجانب الإعلامي. فنسبة مشاركة الفنانين الفلسطينيين في المعارض السورية كبيرة رغم أن الفلسطينيين في سوريا يشكلون نسبة ضئيلة من عدد السكان، وهذا يدل على الحالة الخلَّاقة للإنسان الفلسطيني الذي يمكنه التعاطي مع الإبداع في ظل غياب شبه تام للاهتمام بالفن على المستوى القومي والوطني. ومن هنا فهناك حالات إبداعية لم يتم تسليط الضوء عليها رغم أن العديد من الفلسطينيين كانوا من رواد الحركة التشكيلية. لذا فأنا أدعو لإيلاء الاهتمام الكافي بهذه الفنون لأنها هي التي تحفظ إرث الشعب الوطني والقومي ولأنها بلا أدنى شك سلاح من أسلحة النضال الوطني.

المصدر: مجلة القدس