القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

آفاق زيارة بايدن للمنطقة: تركيز على مصالح واشنطن ولا اختراقات مهمة


خاص - لاجىء نت

لم تكن جولة الرئيس الامريكي جو بايدن للمنطقة مخططة مسبقا..كل اهتمام إدارة بايدن كان يتركز على الشأن الامريكي الداخلي والعلاقة مع الصين.

كانت الإدارة الأمريكية تدير ظهرها لمنطقة الشرق الأوسط، وقالت إنها اكتفت نفطيا، وخرجت من أفغانستان..الخ..

مجموعة من التطورات بالغة الاهمية حصلت دفعته لزيارة المنطقة:

الحرب الروسية على اوكرانيا ، حاجة الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا للغاز والنفط ، محاولة لجم أسعار المواد الغذائية في العالم ، تعرقل الاتفاق النووي مع إيران، محاولة إعادة أحياء علاقات واشنطن مع حلفائها الذين دفعتهم سياسة واشنطن للابتعاد عنها والتوجه نحو الصين وروسيا.

فجأة بدا بايدن يعيد اهتمامه بالمنطقة ، وأعلن عن زيارتها وبدأ ينظر لسياسة جديدة تنتهجها واشنطن في المنطقة ، حيث سيلتقي غدا الخميس مسؤولين اسرائيليين ويوقع معهم اتفاقا لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية ، ويلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ثم يلتقي قادة مجلس التعاون وزعماء مصر والاردن والعراق.

أولوية بايدن اليوم في المنطقة كما أعلنها جاك سوليفان مستشار الامن القومي ومسؤولون آخرون هي:

ادماج "إسرائيل” في المنطقة ، تثبيت الهدنة في اليمن ، التصدي للتهديد الايراني، إصلاح العلاقات بين "إسرائيل” والسلطة الفلسطينية، زيادة الإنتاج النفطي الخليجي لضبط أسعار السوق.

طبعا ، لكل واحد من أطراف العلاقة رؤيته الخاصة لما هو مطلوب من زيارة بايدن..

لكن يهمنا التركيز على عدد من القضايا أهمها:

ان زيارة بايدن لا تؤشر فعلا لبناء استراتيجية أمريكية جديدة في المنطقة ، فواشنطن لها أولويات مختلفة على مستوى العالم ، وهي حاليا في مرحلة معالجة للعملية الروسية في اوكرانيا ، وهي غير مهتمة بتلبية مطالب دول المنطقة.

واشنطن غير مهتمة بمواجهة عسكرية مع إيران ولا بتنظيم حلف عسكري قوي ضد إيران، وهي لا تمتلك الرغبة ولا القدرة ، والوضع مع إيران له تعقيداته الكثيرة.

واشنطن غير مهتمة بتنشيط مسار التسوية بين السلطة وحكومة الاحتلال ، وحكومة الاحتلال لا تريد حوارا سياسيا مع السلطة الفلسطينية، والوضع الإسرائيلي المنقسم لا يسمح بذلك.

كل ما تريده واشنطن هو استمرار الهدوء وضبط الامن وعدم التصعيد.

ادماج "إسرائيل” في المنطقة مطلب أمريكي لكنه يحتاج خطوات فعالة ووقتا زمنيا وهو ما تعمل عليه واشنطن.

بالتالي: نحن سنكون أمام زيارة مهمة لا شك ، لكنها لا تشكل اختراقا جديدا في المنطقة، بل هي ستفتح الباب أمام تنشيط التعاون الامني بين عدد من الدول والكيان الصهيوني..وستظل عين واشنطن على النفط والغاز وضبط الأسعار العالمية وتطويق مساعي روسيا والصين وتقريب الحلفاء والتفاوض غير المباشر مع إيران.