القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

أبو حمدية إذ يصرخ...فهل وصلت الرسالة؟

أبو حمدية إذ يصرخ...فهل وصلت الرسالة؟

بقلم: خالد وليد محمود

إنّ استشهاد الاسير الفلسطيني ميسرة ابو حمدية على يد جلاوزة الاحتلال كشف بما لا يدع مجالا للشك مجددا، انتهاك دولة الاحتلال المتكرر للقوانين والأعراف والمعاهدات الدولية ذات الصلة برفضها كل الجهود الدولية لإطلاق سراحه لمعالجته من مرض السرطان، رغم تدهور حالته الصحية، حيث لفظ انفاسه الاخيرة في المستشفى الاسرائيلي، ويداه مكبلتان بالقيود والاغلال. ما حصل "جريمة مع سبق الإصرار"، بحسب وزير شؤون الاسرى في رام الله عيسى قراقع، فسلطات الاحتلال تعمدت المماطلة في علاجه واستخفت بحياته بشكل كبير، وبالتالي استشهد "أبو حمدية بسبب الإهمال الطبي، فبعدما أصبحت حالته خطيرة جداً، تم تحويله إلى المستشفى، وهناك أعطي إبرا لعلاج الإنفلونزا بدلاً من علاج السرطان".

كما تكشف هذه الحادثة المؤلمة – التي لن تكون الأخيرة- معاناة الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وأساليب التعذيب، النفسية والجسدية اللا معقولة التي يلجأ اليها العدو لكسر ارادتهم وصمودهم، ما ادى الى استشهاد اكثر من 200 اسير حتى الان، اخرهم الشهيد عرفات جرادات الذي قضى قبل فترة وجيزة، حيث اكدت تقارير الطب الشرعي انه استشهد بسبب التعذيب.

(إسرائيل) قررت إرسال الرجل المصاب بالسرطان للمستشفى قبل أيام قليلة فقط، بعدما كان المرض تفشى أصلاً في رقبته ونخاعه الشوكي، لتبقى الاحتمالات مفتوحة أيضاً على مزيد من الشهداء في الحركة الأسيرة. يوجد اليوم في سجون الاحتلال 25 أسيرا آخر ينهش السرطان أجسادهم، ويرفض الاحتلال الإفراج عنهم، كما أن هناك جحافل من المرضى الذي لا يمنحهم ما يكفي من العلاج، وإذا عالجهم، فهو يفعل على نحو يضاعف من معاناتهم وآلامهم.

لا شك أن ما تعرض له أبو حمدية، وهو قيد الأسر، عملية اغتيال موصوفة، وهي جريمة تضاف إلى جرائم الحرب التي يرتكبها وحوش الاستيطان، والعالم كله يتفرج، والمؤسسات الدولية مشلولة.

نعرف أن الاحتلال الاسرائيلي يتحمل كامل المسؤولية عن حياة كل أسير في معتقلاته وزنازينه، لكن ما لا نعرفه بعد هو سبب هذا الصمت من المجتمع الدولي، من الاشقاء العرب، من منظمة التعاون الاسلامي ؟ غير المفهوم أيضا هو اكتفاء من يجب أن يكونوا معنيين بتحرير الأسرى وجعل قضيتهم في رأس الأولويات بالقول إن إسرائيل تتحمّل مسؤولية ما حصل. التصريحات لا تكفي.. الأسرى بحاجة الى دبلوماسية نشطة واعلام يوصل رسالة الاسرى للعالم وللمنظمات المعنية فمأساة الاسرى تستدعي من الدول الشقيقة والجامعة العربية، العرب والمسلمين، موقفا حازما يتجاوز الكليشيهات المعروفة، باستصدار قرار من مجلس الامن والامم المتحدة ينص على اعتبارهم اسرى حرب وليس سجناء جنائيين كما يعاملهم العدو الصهيوني؛ فهؤلاء الاسرى هم رسل الحرية، وطلائع المقاومة الذين لبوا نداء الوطن، فتصدوا للاحتلال الصهيوني لتحرير وطنهم وانقاذ اهلهم من الاسر ومقدساتهم من التهويد والتدنيس.

إن ظروف وحيثيات استشهاد الاسير ابو حمدية، تدين (اسرائيل)، وتؤكد ان جلاوزة الاحتلال هم من قاموا باغتياله، او بالأحرى تصفيته، وهذا يفرض على الجميع اللجوء الى محكمة الجنايات الدولية، للاقتصاص منهم ، ولإنقاذ الاسرى الباقين الذين يواجهون الموت يوميا، وخاصة المضربين عن الطعام وفي مقدمتهم سامر العيساوي الذي ضرب رقما قياسيا في الاضراب عن الطعام وفي الصبر الاسطوري والارادة الحرة، رافضا المساومة على حريته والابتعاد عن وطنه.

باستشهاده يطلق ميسرة أبو حمدية صرخة من أجل إخوانه الذي أحبوه وتركهم خلفه يعانون سرطان السجون، وسرطان القتلة اليومي!

فلسطين أون لاين، 4/4/2013