القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

أحرقوه..

أحرقوه..

بقلم: ظاهر صالح

حاول ان يعالج نفسه ويطفئ نار القهر بداخله بنار اخرى لعلها تطفئ ألم الظلم بعد أن تخلت عنه وكالة "الأونروا" وعن آداء واجبها الانساني، ولأنه لايتقن لغة العنف والعدوانية ضد الآخرين.

صب جام غضبه على جسده ليقضي على الألم الذي يسري مع دمه في شرايينه وهو يردد حروف كلمة الـ( آخ )،

لطالما رددها كثيرا لكن لم تسمعها ضمائر الانسانية

لم يستطع أن يعبر عن الغضب بداخله الا بالنار ويجعل من أنفاسه هبة شعبية غاضبة في كل مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان،

لم يقدم على إشعال النار بنفسه إلا بعد أن شعر بالظلم الحقيقي الذي تمارسه وكالة "الأونروا" من جهة وتجاهل المرجعية الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية من جهة اخرى اتجاه اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات.

أشعل النار بنفسه ليخرج مخزون الغضب من صدور الآف العائلات القابعة في مخيمات لبنان ضاقت بهم سبل العيش وتفاقمت مشاكلهم وهمومهم يوما بعد يوم نتيجة الظروف المأساوية الصعبة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في المخيمات.

جاءت قرارات الأونروا لتصب الزيت فوق النار وتزيدها اشتعالا تارة بالتعليم واخرى بالصحة وبامتناعها عن تغطية علاج المرضى الذين يموتون على أبواب المشافي بعد أن قامت من قبل بالغاء بدل الإيواء وحرمت آلاف عائلات اللاجئين من فلسطينيو سورية وتخفيض بدل الطعام واللباس لهم بل وباشرت بسلوك سياسة متدحرجة في التقليصات شملت المدارس والمراكز الصحية في اشارة الى التمادي بتنفيذ هذه السياسة التي باتت تستهدف وجود وكرامة اللاجئ الفلسطيني تحت حجج ومبررات لا يصدقها عقل.

كثيرون شاهد صورة الشاب عمر خضير الذي أحرق نفسه في مخيم البرج الشمالي في مدينة صور بسبب الاجراءات الكارثية لوكالة "الأونروا" وكثيرون سمع خبر وفاة اللاجئة عائشة حسين التي رفضت "الأونروا" تغطية علاجها وهناك الكثير من الحالات التي لم نسمع بها والتي أصبحت تستدعي من جميع مكونات الشعب الفلسطيني الرسمبة وغير رسمية دون استثناء النهوض والوقوف بوجه هذه القرارات الظالمة التي تطال الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى وايقاف هذا المشروع الممنهج الذي تمارسه "الأونروا "بالوكالة عن جهات لها مصالح في تصفية قضية اللاجئين وتحميل المسؤولية لهيئة الامم المتحدة والمجتمع الدولي وحثهم على اعادة الشعب الفلسطيني الى أرضه واغاثته العاجلة وتثبيت حقوقه كاملة.

فالشعب الفلسطيني له وطن... وله قضية... وله الحق في العودة الى وطنه وإلا ستعتبر وكالة "الأونروا" مؤسسة غير انسانية ومن الجهات المتآمرة على الشعب الفلسطيني وقضية اللاجئين.

لذلك لا يجب أن يكون السؤال:

لماذا عمر خضير أحرق نفسه؟

بل من الذي دفع به إلى حرق نفسه؟.