القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

أحلام التميمي: معركتنا واحدة.. والنصر حليفنا

أحلام التميمي: معركتنا واحدة.. والنصر حليفنا
 

يسرّني أن أخاطبكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات الأوروبي، في مؤتمركم السنوي العاشر. كنتم في مؤتمركم السابق تطالبون بالحرية للأسرى. واليوم أنقل إليكم صوت الأسرى والأسيرات، منهم من تحرّر ومنهم من ينتظر.

لقد كنتُ على ثقة بأنني سأتحرّر من سجون الاحتلال، وقد تحقّق لي ذلك. وأنا على ثقة بأنّ الأسرى والأسيرات سيتحرّرون من زنازين القهر عاجلاً أم آجلاً، وهذا ما سيحدث بإذن الله.

يا أبناء شعبي في أوروبا،

لقد كنّا نتابع عبر الأعوام الماضية انعقاد مؤتمرات فلسطينيي أوروبا عاماً بعد عام. وكُنّا نُكبِر في أبناء شعبنا في هذه القارّة انشغالَهم بقضية الأسرى وبالهموم الوطنية الكبرى. كان صوتُكم يصلنا ونحن في الأَسْر، فترتفع معه المعنويات، ونتحقّق بأنّ شعبنا واحد، سواء في الداخل أو الخارج، في الزنازين الظالمة أم في الشتات الأوروبي، ونطمئن إلى أنّ معركتنا واحدة، وأنّ النصر حليفنا بإذن الله، فما ضاع وراءه مُطالِب.

أودّ يا جماهير شعبنا أن أشدِّد على خمسة عناوين أساسية، أرجو أن تجد فرصتها في أعمال مؤتمركم:

العنوان الأول هو القدس. إنّ ما تشهده القدس اليوم هو حرب صامتة، وتطهير عرقي بطيء، وعدوان على هوية المدينة. إنّ إنقاذ القدس يتطلب جهوداً كبيرة على مستوى الشعب ومستوى الأمّة، يتطلّب استراتيجيات عمل فعّالة. فآمل أن يتناول مؤتمركم هذه القضية بما تستحقها. وأودّ أن أؤكد للقاصي والداني أنّ من يريد دعم صمود القدس حقاً لا يتسلّل إليها بالتنسيق مع الاحتلال. فمن يدعم القدس يبذل لأجلها التضحيات، من دمه، من ماله، من عرقه، من مواقفه الناصعة.

العنوان الثاني هو العودة. لقد راهن الاحتلال أنّ أجيالنا ستنسى الأرض والديار. اليوم تؤكدون بالبرهان العملي أنّ شعبنا موحّد في تشبّثه بحق العودة أينما كان. إنّ العودة هي جوهر قضيتنا، ولا معنى لدولة فلسطينية بدون تحقيق العودة، لا معنى للاستقلال مع بقاء الخيام واستمرار التشريد. إننا يا أبناء شعبنا نقترب من أوان العودة، عاماً بعد عام، وأنتم في هذا المؤتمر تقتربون من العودة أكثر فأكثر .. شاء من شاء وأبى من أبى.

العنوان الثالث هو الأسرى. وقد قرّرت الحركةُ الأسيرة تصعيدَ نضالها ضد السجّان، عبر الإضرابات عن الطعام. إنه صراع إرادات، وقد أثبت الأسرى أنّ إرادتهم لا تنكسر. لقد قرّروا خوض معركة الأمعاء الخاوية، وهم قادرون بإذن الله على فرض مطالبهم. وعلينا اليوم جميعاً أن نطوِّر جهودنا لإسناد الأسرى في معركتهم العادلة ولإسماع صوتهم للعالم أجمع.

العنوان الرابع هو الوَحدة الوطنية. إنّ شعبنا الفلسطيني، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى برنامج جامع لكل فصائله وقواه وقطاعاته وشرائحه. برنامجٍ يتأسّس على الحقوق الفلسطينية الثابتة، ومواجهة الاحتلال بشتى الوسائل، وحشد الطاقات كلّ الطاقات لإنجاز معركة التحرير. إنّ أمتنا التي تتحرّر اليوم من الاستبداد والفساد هي أيضاً على موعد مع الانخراط في هذا البرنامج، والنهوض بدورها الطبيعي في إسناد فلسطين وقضيّتها العادلة.

العنوان الخامس هو عَزْلُ الاحتلال. إذ علينا أن نُساهِم جميعاً في وضع العالم أجمع أمام مسؤوليّاته الأخلاقية في نبذ الاحتلال وفرض العقوبات عليه. ليكُن شعارنا: اقطعوا شريان الحياة عن النظام العنصري! أوقفوا إمداد آلة الحرب بمقوِّمات القتل والعدوان! ساندوا الحق والعدل في فلسطين!.

في الختام أؤكد لكم أنّ ربيع فلسطين قد بدأ، وأنّه ربيع سيزهر العودَة والتحرير. موعدنا وإياكم في القدس، موعدنا في يافا وحيفا وعكا، موعدنا في الناصرة والجليل، موعدنا في فلسطين .. كلّ فلسطين. العودة آتية، والاحتلال إلى زوال. وما ذلك على الله بعزيز.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: مجلة العودة – العدد الـ56