القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أسئلة فلسطينية إلى السلطات اللبنانية

أسئلة فلسطينية إلى السلطات اللبنانية

ماجد كيالي

تصرّ السلطات الأمنية اللبنانية، وبتغطية من بعض القوى السياسية، على التعاطي بازدراء مع اللاجئين الفلسطينيين واللامبالاة إزاء عذاباتهم ومعاناتهم، رغم أنها لا تتكبّد أية تكاليف تجاه وجودهم على أراضيها، بدعوى حرصها على توازن تركيبتها الديموغرافية "الفريدة" والعزيزة على قلبها.

* * *

على ذلك فإن هذه السلطات لم تأت بأي جديد بقيامها بوضع القيود التي تمنع، أو تحدّ، من دخول اللاجئين الفلسطينيين السوريين، الهاربين من جحيم الحرب، إليها، أو تعمّدها احتجاز العشرات منهم، بدعوى حيازة تأشيرات دخول مزوّرة إلى ليبيا، وإعادتهم إلى سوريا، من دون محاكمة، أو من دون قرار قضائي، رغم ما في هذه العودة من مخاطر.

طبعاً، لا أحد ينكر على لبنان حقّه في اتخاذ الاجراءات اللازمة لصون أمنه، والحفاظ على استقراره، لكن الموقف من الفلسطينيين يتجاوز هذا وذاك إلى نوع من سياسة تمييزية، لا سيما أن الأمر يتعلق بظرف طارئ، وبنوع من لجوء اضطراري.

ثم ما الذي يميّز اللاجئ السوري عن اللاجئ الفلسطيني، في المحنة التي تتعرض لها سوريا؟

القصد أن الاجراءات اللبنانية تتنافى مع المعايير الدولية المتعلقة بمعاملة اللاجئين، في زمن الحرب، ومع حقوق الانسان، هذا دون أن نتحدث عن الأخوة العربية.

* * *

الغريب أن هذا يحدث بعد أن مرّت فورة اللجوء الكبيرة للسوريين والفلسطينيين إلى لبنان، أي أن أي زيادة أخرى لن تحدث فرقاً ملحوظاً، لاسيما بالنسبة للفلسطينيين، وعلماً أن جزءاً كبيراً من هؤلاء غادر إلى بلاد الله الواسعة.

هكذا، ثمة ما يدعو للتساؤل، فهل ما جرى تم بعلم الحكومة؟ ثم هل ستتراجع الدولة اللبنانية عن هذه الاجراءات التعسّفية، لاسيما أن معظم الفلسطينيين يذهبون إلى لبنان كمحطة للعبور إلى أي بلد أخر، وثمة منهم من هو بحاجة للذهاب إليه لمراجعة السفارات الأجنبية، لتدبّر الالتحاق بذويهم، وهو أقل شيء يمكن ان يؤمنه لبنان لهؤلاء في محنتهم الراهنة؟

* * *

باختصار، لا يذهب الفلسطينيون إلى لبنان كسياح، فهم مثلهم مثل اخوتهم السوريين، لايملكون هذا الترف، وإنما يذهبون مضطرين، إما هربا من جحيم الحرب التي تأكلهم، وإما لتدبر أمورهم إلى بلد أخر. حقاً شيء مؤسف أن تغدو الدول الغربية أكثر عطفاً على اللاجئين سوريين أو فلسطينيين من الدول العربية.

النهار، بيروت، 6/5/2014