القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

أسبوع التمثيل الفلسطيني»: أيــن نحــن مــن الربيــع؟

أسبوع التمثيل الفلسطيني»: أيــن نحــن مــن الربيــع؟

بقلم: جهينة خالدية

هو أسبوع للنقاش، للحراك الفلسطيني، لاستبدال الخيبة بالأمل.. أسبوع لايجاد السبل الآيلة لتصحيح المرجعية الشرعية للشعب الفلسطيني. هو أسبوع «التمثيل الفلسطيني» الذي انطلقت أعماله مساء أمس، من مسرح «بابل» في الحمرا، مع مداخلات لكل من الناشطة الفلسطينية ومؤسسة «حركة التضامن الدولي» هويدا عرّاف، الكاتب والصحافي هاني المصري، والجامعي سيف دعنّا، ومع حفل أحيته الفنانة أمل كعوشّ.

النشاط الذي تستمر أعماله اليوم، في «مركز معروف سعد الثقافي» في صيدا، هو «دعوة إلى التفكير، ومساحة لتجميع الجهود والبدء بحراك يطالب بإصلاح واقع التمثيل على المستويات كلها، بدءا من التمثيل في المخيم، مروراً بمرجعية شرعية تخاطب الدولة اللبنانية والدولة المضيفة، وصولا إلى تمثيلنا في القيادة الفلسطينية التي ستقود المرحلة المقبلة»، وفق ما جاء في كلمة المنظمين، مشيرين إلى أن «الانطلاقة تكون من الاعتراف بمنظمة التحرير كإنجاز تاريخي لنضال قضية فلسطين مع الإصرار على ضرورة إصلاحها لتكون الجامع الفعلي للشعب الفلسطيني، وضرورة إعادة صوغ برنامجها».

الأسئلة هذه هي التي فتحت باب المداخلات التي انطلقت مع كلمة مسجلة عبر الفيديو لهويدة عرّاف التي تحدثت عن الحملات المدنية كمدخل لتجسيد برنامج نضالي فلسطيني. وروت عرّاف أنه «خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، شكّلت مع مجموعة من «حركة التضامن الدولي»، التي تزايد عدد أعضائها من 15 إلى 8000». وذكرت أنه «بعد سقوط 160 شهيداً لم يعد الناس ينزلون إلى الشارع، لا بسبب خوفهم من الموت والاستشهاد بل لأنهم فقدوا الثقة بمن يمثلهم، وبقيادة شعبية تمتلك رؤية استراتيجية تدافع عن حقوقهم». واعتبرت عرّاف أن «تجربة الناس كانت مع سلطة وطنية وأثبت فساد هذه السلطة. وحتى اللحظة ينقصنا الجسم الوطني الموحد».

وتطرقت إلى حركة «غزة حرة Free Gaza» التي سعت إلى خرق الحصار المفروض على غزة، والتي كان أهم أهدافها فضح ممارسات إسرائيل واثبات أن حصار غزة ليس لدواعٍ أمنية». وكررت عرّاف المطلب الأساس للشعب الفلسطيني اليوم «وهو تمثيل حقيقي يجب أن يتم العمل على ايجاده، وفي حال استمرار المسؤولين تجاهل مطالبنا.. سنمضي إلى العمل بدونهم».

أما مصري، فلفت إلى أنه «يجب أن ندرك لنعرف كيف وأين نتحرك، والواقع الآن وضع كارثي، وعلى الرغم من الانجازات التي تحققت إنما هذه الانجازات قليلة مقارنة مع الثمن الذي دُفع». واعتبر أن «هناك من يسأل: لماذا لم يتحرك الشعب الفلسطيني بانتفاضات جديدة؟ والجواب هو لأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى أن يعرف أجوبة عن الماضي، أجوبة لماذا لم ينتصر قبل، وهو يسأل: هل ذلك بسبب حجم المؤامرة أم بسبب أخطاء ارتكبت؟ إن الشعب متردد في أن يقوم بانتفاضات جديدة قبل أن يجد أجوبة لأسئلته هذه».

أضاف: «ما يحصل اليوم هو تجزئة لمطالبنا وتخلٍّ عن مطلب أساسي من المفترض أن يوحد الجميع ويوحد فتح وحماس، وهو إنهاء الاحتلال وإعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية، علما أن هناك مأزقا شاملاً: مأزق تمثيل وقرار وبرنامج وقيادة، وأي حل يجب أن يعالج هذه المسائل في ضمن عملية متكاملة».

ورأى أنه «لا بد من التفكير في الربيع الفلسطيني. يجب ان نفكر لماذا لم يزهر مع الربيع العربي في دول عربية عدة؟ وتطرق إلى «الدور الشعبي الفلسطيني في بناء البرنامج النضالي الوطني، علما أنه خلال العام الماضي شاهدنا حراكاً شعبياً في فلسطين وخارجها وظنناه ربيعاً فلسطينياً، إنما هذا الحراك لم يستمر طويلاً، ويجب أن نؤكد أنه لا يمكن أن ينطلق أي حراك شعبــي ويحقق استمرارية إلا إذا انطلق من اعادة بناء الوضع الفلسطيني ومنظمة التحرير بحيث تقوم بمهمة الدفاع عن شعب».

وقدم الدكتور سيف دعنا قراءة لتاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية، فميّز «بين التاريخ كأحداث متتالية وبين الأدبيات التاريخية التي يعتبر هدفها تعبوياً». ورأى أن «واحدة من النتائج التي توصل إليها في قراءته هي طغيان الدولة على العقل السياسي الفلسطيني، إذ كانت فكرة الدولة فكرة أصيلة موجودة بأدبيات الثورة الفلسطينية وليست فكرة مستجدة نتيجة تغييرات إقليمية وعالمية التي اقترحت في النقاط العشرة في العالم 1974».

وتطرق دعنا إلى «النقاط التي يمكن الاستفادة منها من الدروس المؤقتة للثورات العربية التي أثبتت فشل السلطات العربية والأنظمة العربية وحتى المعارضات السياسية»، مشيرا إلى أن «الاشكالية الأساسية التي تواجهها الحالة الفلسطينية هي إشكالية النخبة المهيمنة، وبالتالي ان المصاعب التي تواجه القضية الفلسطينة بشكل عام هي نتاج لأزمة النخبة الفلسطينية السياسية، لأزمة فكرها السياسي، وارتباطها بمشروع فكري اقليمي ومشروع عالمي نيوليبيرالي».

المصدر: السفير