أسلحة لم تشارك في حرب غزة
د.فايز أبو شمالة
انتبه الجميع إلى الأسلحة المتطورة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في حربها ضد الاحتلال، ولم ينتبه أحدٌ إلى الأسلحة التي لم تستخدمها المقاومة بعد، تلك الأسلحة التي ظلت طي الكتمان، وسرًّا مجهولًا، وهي تنتظر الجولة القادمة من الحرب التي لن تنتهي ما وجد صهيوني واحد يغتصب أرض فلسطين.
من تلك الأسلحة التي لم تستخدمها المقاومة، وظلت حبيسة المخابئ:
1ـ السلاح المضاد للدروع، وهذا السلاح الذي أثبت جدارته قبل الحرب على غزة بأيام، حين نجح المقاومون في تفجير دبابة صهيونية على مسافة آلاف الأمتار، هذا سلاح تمتلك منه المقاومة الفلسطينية آلاف القطع القادرة على مواجهة دروع الاحتلال، وأزعم أن مخابرات الاحتلال تعرف بوجود هذا السلاح، ولكنها تجهل أنواعه، وأعداده، وأماكن انتشاره، ومدى فعاليته، وأزعم أن هذا السلاح قد أرعب الجيش الصهيوني قبل استخدامه، وحال دون نشوب الحرب البرية على قطاع غزة.
2ـ سلاح الأنفاق، وهذا السلاح الخطير الذي تعرف به مخابرات الاحتلال، ولكنها تجهل تفاصيله، فهي لا تعرف من أي نقطة ستنشق أرض فلسطين؛ ليخرج منها رجال أشداء، يقصمون ظهر الجيش المتجه إلى أرض غزة، سلاح الأنفاق هذا سيمكن المقاومين الفلسطينيين من الوصول إلى مسافات بعيدة داخل الأراضي المغتصبة سنة 1948م، وسيمكنهم من شن عمليات عسكرية داخل عمق أراضي الـ(48)، ويقطع خطوط الإمداد عن الجيش الصهيوني، وسيعطي هذا السلاح للمقاومين فرصة الكر والفر دون انكشاف أمرهم، وسيمكن المقاومة من تحرير مساحات شاسعة من الأراضي المغتصبة، إنه السلاح الذي لم يدخل المعركة بعد.
3ـ سلاح العبوات الناسفة الشديدة الانفجار، التي تفنن المقاومون في إخفائها تحت الأرض، وفي أماكن لا تخطر في بال جنود الاحتلال، وبأشكال إبداعية تتجاوز المألوف في التفكير، فقد استوعب رجال المقاومة درس الحرب التي شنت على غزة قبل أربع سنوات، وأعدوا عبواتهم لسحق آليات العدو، ولكن هذا السلاح ظل على حاله، ولم يستخدم بعد.
4ـ سلاح الغواصين، وهم أولئك الرجال الذين تدربوا على فن العوم، وتعودوا الغوص تحت الماء مسافات بعيدة، هؤلاء الذين دُربوا، وسُلحوا بمعدات بحرية حديثة، وكان بمقدورهم أن يدمروا الكثير من قطع البحرية المعادية في حال احتدام القتال، واقتراب سفن العدو من شواطئ قطاع غزة، هذا السلاح مازال لغزًا، ولم يشارك في المعركة بعد.
5ـ ولكن السلاح الأهم من كل ما سبق كان سلاح الإنسان الفلسطيني الجديد، فقد أعدت المقاومة الفلسطينية رجالًا لا يعرفون الخوف، ولا يهابون الردى، رجالًا أسقطوا من قاموسهم لفظة الهزيمة، رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وكظموا غيظهم، وكتموا سرهم، واستعدوا إلى ملاقاة عدوهم، وكلٌّ منهم يعرف مهمته، وكلٌّ منهم يعرف اللحظة التي سينقض فيها على الهدف الذي تدرب على تفجيره، هؤلاء ظلوا بعيدًا عن أرض المعركة، في انتظار الجولة القادمة.
لقد نجا جيش الاحتلال من هزيمة محققة، وفاز بالتهدئة، وهذا ما دفع رئيس الأركان ليقول: "كان قرار وقف الحرب على غزة أكبر نصر يحققه الجيش (الإسرائيلي)"!
فلسطين أون لاين