أطفال فلسطينيي سورية ضحايا حرب لا حول لهم ولا
قوة
فايز أبو عيد
أطفال فلسطينيي سورية أضناهم التعب والتهجير والإهمال
حتى باتوا يحلمون بالعيش كبقية أقرانهم من أطفال العالم الذين ينعمون بالأمن والسلام،
زاد استمرار الحرب الدائرة في سورية من مأساتهم بشكل عام، وأدى إلى تدهور أوضاعهم المعيشية
والتعليمية والصحية. هذا ويعد الطفل الفلسطيني
السوري والسوري في بلدان اللجوء، الحلقة الأكثر تأثراً بانعكاسات الحرب الدائرة في
سورية، التي زادت من معاناة العديد منهم بفقدان ذويهم، إضافة إلى الإصابات الجسدية
التي حملوها في رحلة اللجوء.
أطفال اللاجئين الفلسطينيين حالهم كحال الأطفال
السوريين ينتظرون في يوم الطفل الفلسطيني من يبلسم جراحهم ويخفف من معاناتهم الناجمة
عن استمرار الحرب الطاحنة في سورية منذ
2011، حيث دفع هؤلاء الأطفال ثمن تلك الحرب، التي قتلت ويتمت وشردت المئات منهم وحرمتهم
من عائلتهم وحقوقهم في العيش بأمان وممارسة حياتهم الطبيعية، وتركت آثاراً صحية ونفسية
واجتماعية عميقة مدمرة في دواخلهم.
حيث تُطوى أيام طفولتهم يوماً بعد آخر، وتمضي الطفولة
دون طفولة، وأية طفولة هي التي يعيشها هؤلاء الذين يعيشون كل يوم مأساة جديدة ويبدؤون
مشوار ألم جديد، فهم يعيشون ظروفاً أبعد ما تكون عن شروط حياة الإنسان، بلا ماء أو كهرباء، أو مدارس، ، أو مسكن، يعيش بعضهم
في العراء.
قدرت وكالة الأونروا أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين
الذين نزحوا داخل سورية حوالي 260 ألف لاجئ، بينما اضطر أكثر من 120 آلاف فلسطيني الهجرة إلى خارج
سورية منهم (17000) لاجئاً فلسطينياً سورياً في الأردن، و(28000) لاجئاً فلسطينياً
سورياً في لبنان، و(6000) لاجئاً فلسطينياً سورياً في مصر، إضافة إلى أكثر من (85) ألف لاجئاً فلسطينياً سورياً وصلوا
إلى أوروبا.
فيما يمثل الأطفال الفلسطينيين السوريين شريحة كبيرة
من أعداد اللاجئين في دول الجوار السوري التي هاجروا إليها، أغلبهم مر بظروف صعبة بعد
أن عانوا من توابع الحرب، والسفر على الحواجز أو محاولات اللجوء إلى أوروبا، في ظروف
لا إنسانية، وتعرضهم لانتهاكات نفسية وجسدية، تركت كل هذه المخاطر آثارها على نفسيات
الأطفال، فأصبحوا ضحايا حرب لا حول لهم ولا قوة أمامها.
في ظل هذا الواقع المأساوي واستمرار الصراع الدائر
في سورية لا يبدو أن هناك حل في الأفق وسط هذا الدمار والخراب الذي يعيش فيه هؤلاء
الأطفال، الذين اعتبروا الحلقة الأضعف في هذه الحرب، وما زاد من معاناتهم ازدياد الفقر
والبطالة ودخولهم عالم الضياع والتشرد.