القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

ألمانيا تحاصر غزة من البحر؟!

ألمانيا تحاصر غزة من البحر؟!

بقلم: يوسف رزقة

( شتاينماير) وزير خارجية ألمانيا في غزة لساعات بعد زيارته دولة العدوان، والسلطة في رام الله. الزيارة تمت قبل ثلاثة أيام. لا تحديد مسبق لأهداف الزيارة التي أشرفت وكالة الغوث على ترتيبها بالتعاون مع الشرطة في غزة. ولا ذكر واضح لنتائجها بعد انتهائها. اللافت للنظر أن يعالون وزير الحرب في دولة العدوان نفى أن تكون الزيارة بهدف الحديث في تبادل الأسرى. عادة ما يتم نفيه على هذا النحو يحمل في طياته إمكانية وجوده، ولولا هذه الإمكانية ما تمّ النفي.

ألمانيا مورد رئيس لسلاح البحرية الإسرائيلي الذي يحاصر قطاع غزة من جهة البحر، ويمنع الصيادين من الاسترزاق، وكسب طعام أسرهم اليومي. لقد قدمت ألمانيا تعويضات مالية ضخمة لدولة الاحتلال عن أعمال النازيين، وما زالت تقدم مزيدا من الأموال لدولة تحتل الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولم تقدم ألمانيا دولارا واحدا للفلسطينيين تعويضا عن القتلى الفلسطينيين بالسلاح الألماني والمال الألماني.

ألمانيا التي تكفِّر عن سيئاتها زمن النازيين، ملزمة بأن تكفر عن سيئاتها الجديدة بوقوفها إلى جانب اليهود في قتلهم للفلسطينيين، ولكن زيارة (شتاينماير) لم تجد قيادة في السلطة تعاتب الزائر على مواقفهم المؤيدة لـ(إسرائيل)؟! لو كانت لنا قيادة وطنية حية لقالت للزائر : (إسرائيل) تقتل أطفالنا بسلاح ومال ألمانيين. (إسرائيل) تحاصر سكان غزة من البحر بسفن ألمانية؟! ونحن نرفض هذا المنطق، وهذا الانحياز.

( شتاينمار) وقف في غزة ليصف للصحافة واقع غزة، وحيثيات المشكلة، ولم يقدم مقترحا للحل أو لتخفيف الحصار والمعاناة، ولم يقدم أملا للإعمار وغيره. ما قاله (شتاينماير) للصحفيين معروف لهم، بل هم على معرفة أوسع به، هو قال: (إن القطاع يجلس على برميل بارود، لا يجوز أن يشتعل؟! ولكي نتجنب مخاطر أن يكون هناك تصعيد فنحن بحاجة إلى جانب المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار إلى تحسين الوضع الاقتصادي، وإنشاء استثمارات، وتصدير البضائع، ولن يتم ذلك إلا من خلال فتح المعابر؟!). هذا أهم ما قاله وزير الخارجية الألماني، وهو معروف للجميع قبل الزيارة، وقبل القول. فماذا أفادنا قوله وحديثه، وفي (إسرائيل) نفسها شخصيات تقول أبلغ مما قال، وتفصل المشكلة تفصيلا أوسع من تفصيله؟!

لا قيمة للزيارة، ولا قيمة لأقواله، لأنها وقفت عند وصف المشكلة ، ولم تقدم مشروعا للحل، ولم تطالب المعتدي بفعل شيء محدد للحل ، ولم يطلب من مصر و(إسرائيل) فتح المعابر، ولم يلتقِ الطرف القوي في غزة ، بينما عبر عن مطالب العدو الإسرائيلي بكلام محدد حين طلب وقف المقاومة وتوفير الأمن لدولة الاحتلال، ولم يطلب من العدو إزالة احتلاله ؟!

ألمانيا كغيرها من دول الاتحاد الأوروبي تعلم حقيقة المشكلة وأسبابها، ولكنها كغيرها من دول الاتحاد ( ترى الذئب ولكنها تقص أثره؟! ) لسبب بسيط هو انحيازها الأعمى لليهود، وكراهيتها التقليدية للعرب وللمسلمين. ألمانيا مسؤولة عن احتلال اليهود لفلسطين تماما كبريطانيا نفسها في تحمل المسؤولية ، ولا غرابة في ذلك، لأن ألمانيا النازية هي التي فجرت المشكلة اليهودية في العالم، وألقت تبعاتها على غيرها، فسقطت فلسطين ضحية النازية، وضحية الثعلب البريطاني، إضافة إلى العجز العربي.

المصدر: فلسطين أون لاين