القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

أنا أخفت جنود العدو.. إذاً أنا مـوجود

أنا أخفت جنود العدو.. إذاً أنا مـوجود

الثلاثاء 17 أيار 2011
سامر الحسيني - السفير

للمرة الأولى يشعر الفتى محمد طلال الطبعوني الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة، بمغزى وجوده الذي أخاف الجندي الإسرائيلي أول من أمس. هال العدو مشهد تدافع شبان وفتيان لم يصلوا إلى العشرين من العمر، فكان الرصاص الغزير، الذي أصابت إحدى طلقاته كتف محمد، المزهو بإنجازه وحياته الجديدة التي كتبت على تلال مارون الراس، «أنا أخفت ذلك الجندي، يعني أنا موجود ولي دور في هذه الحياة».

بكلمات تحمل الكثير من الفرح، يتحدث الطبعوني، وهو من فلسطينيي بلدة سعدنايل البقاعية، كيف وصل إلى الحدود. ورأى خلف الحواجز الشائكة ما يسمع عنه من والده طلال، وما تحكيه بعض وسائل الإعلام عن القرى المغتصبة في فلسطين المحتلة. لم يشعر محمد سوى باندفاعه مع بعض الحشود للركض نحو الأسلاك الشائكة، ومن ثم إصابته بطلقة حالت دون إكماله مسيره، الذي شاهد فيه عددا من رفاقة مضرجين بالدماء. يقول محمد: «للمرة الأولى أشعر بمعنى الانتفاضة، وبمعنى أن تشارك إخوانك في آلامهم وجراحهم».

من سعدنايل إلى برالياس، تحكي عائلة الجريح حسين سعيد (20 عاما) قصة الساعات العصيبة التي عاشتها بعيد إطلاق الرصاص على الشبان، وكان أحدهم ابنها حسين. لم يعلم بعض أفراد العائلة بإصابته إلا بعد اتصال من البقاع ورد إلى شقيقته صفاء، التي كانت تفتش بين الحشود عمّن يدلها على شقيقها، المستلقي في «مستشفى صلاح غندور» في بنت جبيل، ومن ثم تم نقله إلى «جبل عامل» في صور لخطورة إصابته. «أصيب حسين برصاصة متفجرة اخترقت مفصله. وخضع لعملية، وتم سحب بعض الشظايا، التي ما يزال بعضها داخل يده»، كما تقول صفاء.

أقفلت المؤسسات الفلسطينية في البقاع أبوابها أمس، حداداً على شهداء النكبة، فيما تستعد الفصائل الفلسطينية على اختلاف توجهاتها الحزبية والسياسية لتنفيذ اعتصام حاشد أمام مركز «الأونروا» في تعلبايا، رفضا للمجزرة الصهيونية الجديدة، كما أعلن عضو اللجنة المركزية لـ «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» عبد الله كامل، بعد الاجتماع الذي عقد في سعدنايل أمس.