القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أهالي اليرموك يموتون جوعاً كفانا كلاماً وشعارات

أهالي اليرموك يموتون جوعاً كفانا كلاماً وشعارات

فايز أبوعيد

أحد عشر شهيداً سقطوا في شهر كانون الأول من أبناء مخيم اليرموك بسبب الجوع ونقص الدواء، هذا ما تصفه الكلمات ولكنّ الواقع أكثر وجعًا ومرارةً وألماً من أن يوصف بكلمات عابرة.

أنه وجع يدمي القلب ويدق ناقوس الضمير الإنساني الميت عند الفصائل ومنظمة التحرير الفلسطينية، الذين يتلاعبون بدماء أبناء الشعب الفلسطيني، أنه مخيم اليرموك مخيم الصمود مخيم الشهداء عاصمة الشتات الفلسطيني انه امتداد فلسطين في أرض الفيحاء ما كان ينبغي أن يترك وحيداً، ما كان يجب أن يقصف وتهدم بيوته ويشرد أهله إلى أصقاع العالم الأربع.

انه مخيم اليرموك يموت أبنائه جوعاً وذنبهم الوحيد أنهم اختاروا عدم تكرار مأساة النكبة من جديد تمسكوا بمخيمهم لأنه رمز عودتهم التي يحلمون بها إلى ثرى فلسطين لم تكن شعاراتهم التي ردودها هي مجرد زيف وأضغاث أحلام بل نابعة من القلب المشتاق لبيارات وبرتقال وتراب فلسطين" مابدنا خبز وطحين بدنا نرجع ع فلسطين".

التاريخ الذي لن يهادن أو يتملق لأحد بل سيكتب بأن أطفال وشيوخ مخيم اليرموك قضوا جوعاً تحت أنظار قادتهم الذين كان بإمكانهم أن ينقذوا أرواحهم، لكنهم فضلوا اغتنام جراحهم والرقص على أجسادهم لتحقيق مآرب ومكتسبات سياسية والتشدق بشعارات وطنية وسياسية جوفاء زائفة لا تغني ولا تسمن من جوع.

وبناءاُ على ذلك يطلق الأحياء الأموات ممن تبقى من سكان مخيم اليرموك فيه الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية قصراً صرختهم المدوية علها تصل أسماع هؤلاء النائمين أن "كفى كلاماً وشعارات فنحن من سيتولى الزمام بعد اليوم ونحن من سيحقق حلم العودة إلى فلسطين ولو على أجسادنا المتهالكة".

أخيراً المصاب جلل والألم أكبر لذلك تجدني أقف عاجزاً عندما امسك القلم لأكتب عن مخيم اليرموك، فترتجف أصابعي وتجري الدمعة في عيني، وتتسارع نبضات القلب ثم تتباطئ بشكل مفاجئ حتى يكاد القلب يتوقف عن الخفقان، هذا الحنين والعشق لمخيم اليرموك الذي عشت فيه مرابع الطفولة وأمضيت أجمل سنين حياتي فيه، هو حنين وعشق وحب مصغر للوطن، ذاك الوطن الذي لا يعرف قيمته إلا من شرد وهجر وطرد منه، فالوطن لا يقاس بحدوده الجغرافية كما قالت الشاعرة راضية البلتاجي :"الخرائط لا تشبه أوطاننا في المخيلة" فالوطن اشمل وأعمق من الحدود الجغرافية والزمانية انه الخلجات والنبضات التي تعطي لحياتك معنى وتجعلك أكثر إنسانية تعرف ما معنى الحب والوفاء والإخلاص".