القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أوباما: لا عرب ولا قدس ولا حق عودة.. بل..؟

أوباما: لا عرب ولا قدس ولا حق عودة.. بل..؟

نواف ابو الهيجاء

ألقى باراك اوباما خطابه – المنتظر – يوم الخميس 19 أيار الجاري، فلم نجد إلا أن ثمة من نصب نفسه «حاكما مطلقا» للعالم – عامة – وللعرب خاصة. والعجيب أن اوباما ابتكر مصطلحا جيو- سياسيا استثنى كلمة «العرب» منه. هناك شمال أفريقيا وهناك «الشرق الأوسط». شمال أفريقيا «مصر وتونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا..)، والشرق الأوسط «سورية واليمن والبحرين ولبنان وإسرائيل – والأردن، والعراق ودول الخليج العربي» ويمكن ان يضيف اوباما إيران وتركيا.

باختصار تعمد اوباما تجاهل الأمة العربية. وقسمها بين مغرب اسماه شمال أفريقيا وبين مشرق اسماه «الشرق الأوسط».

وخلاصة خطابه الموجه لنا «نحن العرب» انه اصدر التعليمات والأوامر الآتية:

1- على القذافي الرحيل وهو قريب.

2- على الرئيس اليمني الإيفاء بما وعد به – أي التنحي. لكن لغة اوباما هنا ناعمة.

3- لسورية: إما أن يقود الرئيس السوري الإصلاح وإما أن يرحل «وكأن رئاسة سورية وغيرها من أقطارنا العربية تكون عبر قرار رئاسي من واشنطن».

4- للبحرين: الحوار هو طريق الإصلاح فقط.. ونلاحظ هنا ازدواجية المعايير.

5- للفلسطينيين: انسوا القدس وانسوا حق العودة. اقبلوا بعرض نتنياهو: دولة في حدود معينة – منزوعة السلاح، والقدس ليست عاصمتها وليس لكم حق العودة وعليكم القبول ببقاء القوات المحتلة في الغور لتأمين إسرائيل. عليكم الاعتراف بدولة قومية لليهود. يمكن تبادل الأراضي بالمثل والقيمة على ان يبقى نصف مليون مستوطن في المستوطنات في الضفة – وبالطبع تحت السيادة الصهيونية.وعليكم أخيرا التخلص من أمرين: الأول نبذ المصالحة والتخلي عنها، والثاني عدم اللجوء في ايلول للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بدولتكم. هذا العمل سيفشل. اذهبوا الى طاولة المفاوضات، لن تجدوا أي تدخل من احد وخاصة من الولايات المتحدة».

6- اما مصر وتونس فنحن سنساعدهما اقتصاديا. لمصر مليار دولار من صندوق النقد الدولي ونحن نسقط عنها مليار دولار. «يعني تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي».

7- اكتشف قائد العالم انه بالإمكان الاعتماد على الشعب وليس على الحكومات وبالتالي على الإدارة الأمريكية ان تحتوي «الثوار» خاصة في مصر وتونس وبعدهما في اليمن، وربما هناك طموح غير معلن حتى الآن هو جر سورية الى الحضن الأمريكي «الصهيوني» – ان استطاعت المؤامرة الوصول الى كامل أهدافها.

الحقيقة ان الإدارة الأمريكية تريد احتواء ما حدث في مصر وتونس وتريد مصادرة مواقف وطموحات اليمن وغيرها.

والحقيقة ان اوباما ما أكد إلا أمرا واحدا كرره عدة مرات سابقا وكرره في خطاب الخميس وقبل خطابه القادم امام «الإيباك». امن «اسرائيل» أولا وثانيا وعاشرا.

والحقيقة الأخرى المهمة أننا ونحن نصغي الى اوباما خيل إلينا أننا نصغي الى خطاب نتنياهو الذي ما أن أنهى اوباما خطابه حتى أعلن رفض التخلي عن حدود راهنة ورفض العودة الى حدود الرابع من حزيران 1967. وأعلن في الوقت عينه عن إطلاق حملة استيطان في القدس المحتلة بأكثر من 1500 وحدة استيطانية.

أخيرا: ألا يغازل اوباما اولئك اللا وطنيين الذين يطالبون «المجتمع الدولي» بالتدخل في أمورنا الداخلية – وعلى الطريقة التي اتبعت مع ليبيا؟.

المصدر: جريدة الدستور الأردنية 22/5/2011