أوراق تجارية؟!
بقلم: يوسف رزقة
ماذا تعني حماس لمحمود عباس؟
إجابة السؤال تقتضي طرح سؤال آخر يقول: ماذا تعني الثورة السورية مثلًا لبشار الأسد؟
وماذا يعني الإخوان المسلمون للنظام المصري مثلًا؟.
الثورة السورية هي للأسد
جماعات إرهابية، سواء أكانت جماعات إسلامية، أم جماعات علمانية. الجيش الحر حركة إرهابية،
وجيش الفتح حركة إرهابية، والنصرة و"داعش" حركتان إرهابيتان، ومن ثم فإن
النظام يقاتل الإرهاب في سوريا نيابة عن العالم، ومن ثم فعلى العالم تأييد النظام السوري
في حربه الشرسة ضد الإرهاب.
بهذا المنطق يصبح الإرهاب
بضاعة تجارية يسوقها النظام المستبد في الخارج والداخل لكسب تأييد سياسي وعسكري لقتاله
ضد هذه الجماعات.
ثمة تركيز تجاري على هذه
البضاعة لبيعها في العواصم العربية والإقليمية والدولية الكبرى. وهناك في بعض هذه العواصم
من اشترى هذه البضاعة، ودفع للنظام مالًا وسلاحًا ومقاتلين، من أجل هزيمة الإرهاب،
واستبقاء النظام في سدة الحكم. وهناك عواصم لم تقبل هذه البضاعة التجارية لأنها فاسدة،
وعلامة فسادها أنها نسيت الشعب وحقه في الحرية والعدالة والديمقراطية.
حلفاء نظام الأسد تقبلوا
البضاعة، وجعلوا كل الفصائل المقاتلة إرهابية، ولكن بعض العواصم الغربية ميزت بين الفصائل،
فجعلت الإسلامية منها إرهابية، وجعلت العلمانية وطنية؟! ولها في ذلك التمييز معايير
خاصة بها.
خلاصة القول: إن الإرهاب
بالنسبة للأنظمة العربية المستبدة لا يزيد عن ورقة تجارية يبيعها النظام إلى الدول
الغربية وأميركا، وغيرهم، لكي يستحل بها قتل الشعب وتهجيره والبقاء في الحكم وتوريثه؟!،
لذا فهم يرفضون عادة الحلول الوسط، والإصلاح السياسي، وتحقيق العدالة، وممارسة ديمقراطية
شفافة، كآليات عمل لمعالجة الإرهاب والتطرف. ورقة الإرهاب عندهم هي تذكرة، وتصريح للقتل،
والاعتقال، والاستبداد.
نعود إلى حماس وعباس والسؤال،
فنقول: إن حماس بالنسبة لعباس لا تزيد عن ورقة تجارية، أو قل بضاعة للتجارة السياسية،
داخليا وخارجيا. نعم هو لم يصل إلى وصفها بالإرهاب علنًا كما تفعل الأنظمة العربية
المستبدة مع جماعات الثوار، لأنه لا يستطيع ذلك، ولكنه يقف منها موقفًا عدائيًّا في
الممارسة، لذا هو حين يلتقي الإسرائيليين يبيعهم عداءه لحماس والمقاومة، فيقبض ثمن
ذلك مالًا وتأييدًا سياسيًّا؟! وعندما يلتقي بالأمريكان، وقادة الاتحاد الأوروبي يبيعهم
ورقة عدائه لحماس بالمنح المالية والتأييد السياسي؟! .
باختصار إن سلطة عباس تجمع
المال والسياسة من خلال عداء حماس والمقاومة، لأن هذه البضاعة تجد من يشتريها في أوروبا
وأميركا وتل أبيب. ومن هنا حين بحث المجموع الوطني عن شراكة بين حماس وعباس لم يجدوها،
وهم لن يجدوها غدا ومستقبلا، إلا إذا تخلى عباس أو من يخلفه في القيادة عن هذه التجارة،
وقرر العودة إلى الشراكة الوطنية.
لا بضاعة تجارية رابحة للمال
عند عباس غير عدواته لحماس وللمقاومة؟! وإن إسرائيل، وعواصم الغرب، لا يشترون منه غير
هذه البضاعة ؟!. وإنه إذا فقد هذه البضاعة بتهدئة أو بغيرها فقد العوائد المالية، والسياسية،
وصار يجلس في الاحتياط، أو على رصيف السياسة الخارجية. عباس يعيش خارجيا الآن من خلال
عداوة حماس والمقاومة لا أكثر.
المصدر: فلسطين أون لاين