أيام
فلسطينية يحييها اللاجئون
بقلم:
ابراهيم العلي
الأرض والعرض مصطلحان
لا ينفك بعضهما عن الآخر ولا يمكن التسامح مع من يفرط بأحدهما للعيب الشديد الذي يلحق
به، فهما رمز لكرامة الإنسان وعفافه.
هب أبناء شعبنا
الفلسطيني في قرى المثلث والجليل في وجه آلة الحرب التي يمتلكها الاحتلال الصهيوني
عندما قام قبل أربعين عاما ً يوم الثلاثين من آذار بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي
الفلسطينية بحجج زائفة تهدف في حقيقتها إلى تهويد الأرض وطمس معالمها والاستيلاء على
ما تبقى من أملاك أصحابها الأصليين.
لقد هانت الروح
وجرت الدماء رخيصة للدفاع عن الأرض التي هي جزء من عقيدة كل فلسطيني ومسلم ، وارتقى
من أهالي الجليل ستة شهداء وجرح العشرات عندما انتفضوا بصدورهم العارية للتصدي لهذا
المشروع وصيانة الحق الفلسطيني بأرضه ومقدساته.
إن مسيرة الكفاح
والنضال الفلسطيني بوجه الظلم لم تتوقف يوما ً ولم تهدء، منذ الأيام الأولى للانتداب
البريطاني ومن بعده الاحتلال الصهيوني، فالشعب الفلسطيني لم يستكين أو يخضع رغم آلة
الدمار والبطش، وفجر ثوراته وانتفاضاته بوجه الاحتلال رافضا ً الخنوع أو الاستسلام
، فقاد ثورة القدس 1920 وثورة يافا 1921 والبراق 1929 والثورة الفلسطينية الكبرى
1936 وغيرها من الأعمال البطولية التي سجلها التاريخ بأحرف من نور.
ولم يفلح الاحتلال
بعد النكبة بالنيل من عزيمة الشعب الفلسطيني بعد أن أصبح محتلا ً لأرضه متحكما ً في
قدراته ، وأدرك ذلك عندما فجر اللاجئون ثورتهم في الخارج وثاروا وانتفضوا بوجهه في
الداخل ، فكان على سبيل المثال يوم الأرض 1976 وانتفاضة أطفال الحجارة 1987 وانتفاضة
الأقصى 2000 وانتفاضة القدس 2015 وما زال الحبل على الغارب حتى زوال الاحتلال.
لقد تجاوز الإجرام
الصهيوني أهلنا داخل الأراضي المحتلة وتواصلت اعتداءته لتطال اللاجئين الفلسطينيين
في دول الشتات فارتكب بحقهم المجازر والاغتيالات في محاولة منه للقضاء على هذا الشعب
وتهيئة الظروف الملائمة لاستكمال بسط سيطرته على ما تبقى من أراض لإقامة كيانه المزعوم
فالمرتكزات الأساسية للمشروع الصهيوني يقوم على احتلال الأرض واجتثاث وقتل الشعب الفلسطيني
وإحلال المستوطنين من كل أصقاع المعمورة.
بالمقابل فإن اللاجئين
الفلسطينيين في الشتات وإن طال الزمن وامتد كانوا وما زالوا متمسكين بحقهم في العودة
إلى ديارهم في فلسطينين رغم كل التحديات والصعوبات التي يحاول الكيان الصهيوني ممارستها
ضدهم ، فلن تثنيهم المجازر ولن تفت من عضدهم كل محاولات التيئيس الرامية إلى جعلهم
يتخلون عن أرضهم ويقبلون بأي حلول تعرض عليهم لا تتضمن عودتهم ، فالوعي الجمعي الفلسطيني
أصبح أكبر بكثير مما يتخيل العدو ويتمنى.
فهاهم فلسطينيو
الشتات رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها من تشريد وحرمان يحييون ذكرى يوم الأرض في
مخيماتهم وتجمعاتهم، بمهرجانات كرنفالية تحمل في طياتها كل معالم الهوية الفلسطينية
التي تعيد إلى الأذهان أجواء الوطن بحلوه ومره، وبشهدائه ورموزه، مؤكدين فيها انتمائهم
لتلك الأرض وتمسكهم بحقهم في العودة الى ديارهم في فلسطين ومجددين العهد على استكمال
مسيرة التضحية والفداء حتى تتحرر كل فلسطين من النهر الى البحر ومن رأس الناقورة حتى
أم الرشراش .