القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أين اختفى مخيم اليرموك للفلسطينيين؟

أين اختفى مخيم اليرموك للفلسطينيين؟

بقلم: مالك عوض

داهمت وسائل الإعلام العربية وصناع الثورة في سوريا الشقيقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق لخلق رأي عام ضخم يتحدث عن معاناة كبيرة يعيشها أطفال ونساء وشيوخ فلسطين بسبب الحصار الذي حرمهم من الغذاء والدواء مع تجاهل حصار شعب الجبارين في غزة والضفة الغربية وممارسة العنصرية الصهيونية ضد فلسطين الداخل.

الصورة التي كانت تأتي من اليرموك قاسية جدا يلعن فيها المشاهد العربي والعالمي الثورة السورية ومكوناتها وكل من تسبب بمعانات اللاجئين الفلسطينيين سواء أكان من نظام الأسد أو من المنظمات المسلحة والجيش الحر.

استمر السجال واستمر إرسال الصور للمشاهد العربية والعالمي عبر وسائل إعلام داعمة للثورة ، قبيل انعقاد مؤتمر جنيف اثنين واستمر مسلسل تبادل الاتهامات بين نظام الأسد وقوى الثورة وبقيت الضحية هي هي طفل أو امرأة أو شاب أو شيخ فلسطيني في مخيم اليرموك يموت من شدت الفقر والجوع؟

اليوم وبعد أن حقق أطراف الصراع أو فشلوا في تحقيق صفقاتهم السياسية عبر جثت اللاجئ الفلسطيني في مخيم اليرموك تراجع الإعلام العربي وصناع الثورة السورية إلى الوراء وتم الإعلان بشكل غير مباشر وبعمل تكتيكي ذكي للغاية عن الانسحاب من سياسة تصفية الحسابات عبر مخيم اليرموك دون أن نعلم أين ذهب هذه المخيم وأين ذهب أبنائه وأين ذهب المحاصرون له ولماذا توقف الإعلام العربي مثل الجزيرة والعربية عن نقل معانات أهله والتباكي عليهم؟

هل اختفى مخيم اليرموك كما اختفت الطائرة الماليزية ؟أم أن أهل المخيم أصابهم مرض لم يكتشف بعد صهر جثثهم وأخفاها عن الوجود ومزج أجسادهم بتراب المخيم؟ أم أن من كان يحاصر المخيم قد نقلهم إلى مكان آخر أكثر أمانا واستقرارا؟

بالتأكيد لا يمكن للمخيم أن يختفي ولا يمكن للأجساد أن تذوب جميعها وتنصهر مع التراب ولا يمكن أن تكون "الحنية" على أطفال فلسطين قد انبعثت في قلوب ووجدان مجرمين ، لكن ما في الأمر انتهت مهمة المخيم وانسحبت أطراف النزاع من استغلاله لتمرير أجنداتهم الخاصة والسياسية القذرة التي تروج لها وسائل إعلام شيطانية تسعى دائما إلى الترويج لكل بضاعة تخدم العدو الصهيوني.

الولايات المتحدة الأمريكية واليهود ودول إقليمية كانت تدعم النيل من اللاجئين الفلسطينيين بمخيم اليرموك لأهداف ربما تسرع في إجبار نظام بشار الأسد على الرحيل من خلال تأنيب الفلسطينيين في سوريا وجرهم إلى الحرب الكونية على سوريا وعندها سيكون قتل الفلسطينيين أسهل من قتل المسلمين في بورما لان الحرب لا تعرف معنى للرحمة.

بهذا التصور يكون الغرب وأعوانهم قد حققوا هدفين الأولى التخلص من فلسطينيين سوريا وقتلهم لأنهم لا يزاولون بلا جنسية وهو ما يعني أن عودتهم لفلسطين باقية وهذا يشكل قلق كبير لإسرائيل والأمر الآخر لعلى وعسى يساهم ذلك في الإسراع في القضاء على النظام السوري.

قلوبنا مع أطفال فلسطين في المخيم وخارج المخيم لأنهم الأطفال الوحيدون الذين نعول عليهم في تحرير فلسطين فلا نريد انقراضا للمرأة الفلسطينية ولا نريد انقراضا للطفل الفلسطيني فكلاهما الوحيدون اليوم من أبناء الأمة العربية والإسلامية المعنيون في تحرير فلسطين والقادرين على تحقيق ذلك.

المصدر: عمان نيوز