أين الثوابت؟!
رأفت مرّة
برز في الشأن السياسي الفلسطيني العام في الشهر الماضي حدثان سياسيان مهمان.
الأول يتعلق بعرض مبادرة سياسية فرنسية لإعادة استئناف المفاوضات بين الاحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية. وتنص المبادرة على البحث في قضيتي الأمن والحدود، وتدعو إلى تأجيل قضيتي القدس واللاجئين.
وقد رحب محمود عباس بالمبادرة مباشرة، بينما رفضتها سلطات الاحتلال بطريقة لبقة، وأحبطتها واشنطن.
أما الحدث الثاني فبرز من خلال الرسالة التي بعث بها الموفد الأميركي ديفيد هيل، وتتحدث عن استئناف المفاوضات وعدم البحث في قضية اللاجئين.
من الواضح ومن خلال هذين الحدثين أن هناك اتجاهاً لإعادة استئناف المفاوضات، بسبب الثورات العربية وإحباط جهود السلطة للتوجه لمجلس الأمن لإعلان دولة فلسطينية.
من هذه الناحية، مستبعد أن يتم استئناف المفاوضات لأسباب كثيرة، والجهود المبذولة هي للتضليل ربما، لكن ما يهمنا هو أن المبادرة الفرنسية، ورسالة هيل، تظهر استمرار التوجه الدولي نحو إسقاط حق العودة، وأن هناك في السلطة من لم يتعلم من كل تجارب الماضي، ويصر على المفاوضات بأي ثمن ويدعي أنه محافظ على الثوابت.
فإذا كانت أول خطوة في المفاوضات هي التخلي عن حق العودة، فما الداعي للمفاوضات، ولماذا الدولة، وما هي الثوابت التي يتمسكون بها.
المصدر: مجلة البراق