إعدام سامر العيساوي
بقلم: سري القدوة
اللجوء للإضراب عن الطعام وسيلة كفاحية ونضالية يلجأ اليها عادة الاسرى للاحتجاج على الظروف الصحية الصعبة والقاسية والمتدنية وغير الإنسانية التي يعيشونها في الزنزانة ووراء القضبان الحديدية ... ولكن المشهد اليوم بات مشهد اخر في قضية الاسير البطل سامر العيساوي، حيث باتت جريمة الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في اعدام الشهيد الحي سامر العيساوي هي جريمة نكراء مستمرة ومتعددة الاطراف بحيث تهدف حكومة الاحتلال الى الاصرار على اعدام وقتل الشهيد الحي سامر العيساوي، عبر رفضها لتلبية مطالبه العادلة والمتمثلة في اطلاق سراحه بعد اعادة اعتقاله مرة اخرى ..
واليوم ومع كتابتي هذا المقال ايضا اشعر بالخجل امام حقيقة انه مضرب عن الطعام منذ سبعة اشهر اي منذ 207 يومًا .. وسامر العيساوي جرى إعادة اعتقاله بعد إطلاق سراحه في إطار اتفاق تبادل الأسرى المعروف بـ"صفقة شاليط"، إلا أن "إسرائيل" أخلت بشروط هذا الاتفاق، وأعادت اعتقاله وبعض زملائه، وفرضت تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم. وسامر العيساوي البطل ابن مدينة القدس أمضى 10 أعوام في السجون الإسرائيلية من أصل 30 عاماً، وأفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى فيما عرف بصفقة شاليط، وبعد سبعة أشهر من إطلاق سراحه، أعاد الاحتلال اعتقاله، بما يتناقض مع بنود صفقة التبادل وانه مستمر بالإضراب فإما النصر أو الشهادة، ويقول الاسر العيساوي قد وصلت إلى أخر النفق إما نور الحرية أو نور الشهادة وليس هناك خيار ثالث هذه أول الكلمات المشفوعة بالقسم التي قالها الأسير سامر العيساوي لمحامي نادي الأسير في زيارته الاخيرة.
والأسير العيساوي يعيش الان في وضع صحي خطير للغاية ويتم إجراء فحوصات له 4 مرات يوميا بسبب المخاوف التي تنتاب أطباء "عيادة السجن" وخاصة أن طبيب السجن وطبيب الصليب الأحمر أبلغوا الأسير أن وضعه الصحي صعب للغاية، وأنهم يتوقعون أن يتوقف القلب لديه عن العمل أو يصاب بجلطة دماغية إذا استمر بإضرابه المفتوح عن الطعام. وسامر العيساوي الذي يرفض الانصياع لرغبة الجلاد ويرفض الخنوع والذل، ويعلن أن الإرادة ستنتصر وسينتصر الكف على المخرز والدم على السيف واللحم، والأمعاء على جبروتهم وعلى سيفهم وعلى صلفهم وجبروتهم .. وان معركة الامعاء الخاوية التي يخوضها هي التي ستنتصر في نهاية المطاف وان لا طريق الا طريق العودة والحرية، ولا يوجد أي مبرر امام سلطات الاحتلال الى استمرار اعتقاله وان الحرية هي من حقه ومن حق كل سجين فلسطيني، وهذا الاصرار والصمود امام جبروت سلطات الاحتلال يعني انه يتصدى بسلاح الايمان والصبر لقوة وعنف مخابرات الاحتلال ومؤامراتهم، التي باتت واضحة ومكشوفة وهي تهدف في المحصلة النهائية الي اعدامه وقتله بدم بارد وان الاحتلال الغاصب ورجال مخابرات الاحتلال هم من يتحمل مسؤولية قتل الاسير سامر العيساوي..
إن استمرار اعتقال الاسير البطل سامر العيساوي يعد تنفيذاَ لحكم إعدام مسبق، ويعني أن قرارا قد صدر بشكل سري من قبل مخابرات الاحتلال بقتل الاسير العيساوي في دولة احتلال تدعي احترامها للقوانين الدولية وتتفاخر بعدم تطبيقها لهذا النوع من الأحكام. إن الاحتلال ينتهك القانون الدولي الانسانى في تعامله مع الاسير سامر العيساوي فى السجون الإسرائيلية وانه يتحمل مسؤولية قتله بشكل مباشر، وان جريمة قتل العيساوي تتحملها "إسرائيل" بشكل مباشر وتعد جريمة وقحة منافية لكل القيم والأعراف الدولية.. إن الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن حياة العيساوي، وان مجلس حقوق الانسان والمنظمات الدولية الحقوقية، ومجلس الأمن الدولي، التي ترفع شعار حقوق الإنسان والأسرى مطالبة اليوم بإدانة "إسرائيل"، وان تقول كلمتها تجاه تلك الممارسات المنافية لكل الاعراف والقيم الدولية والتدخل قبل فوات الاوان والعمل علي انقاذ حياة الأسير العيساوي.
إن شعبنا الفلسطيني مطالب اليوم بالقيام بأوسع حملة تضامنية مع الأسرى ومساندتهم على كل المستويات وخاصة الأسرى المضربين عن الطعام، ونقل رسالة الأسرى الداعية كل القوى والفصائل الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام حيث إن الانقسام عكس نفسه سلبيا على الأسرى، واستغلت إدارة السجون ذلك للانقضاض على حقوقهم، وأنه وفاء للأسرى وتضحياتهم ووفاء للشهداء ولمصلحة قضية فلسطين، أصبح حتميا على الجميع دعم جهود المصالحة والوحدة الوطنية وحماية شعبنا من مخاطر الانقسام وتداعياته، وخاصة علي قضية الاسرى، ويجب علينا تشكيل القيادة الموحدة لدعم اضراب الاسرى في سجون الاحتلال وحمايتهم من كل القوي والفصائل الفلسطينية التي تأخذ على عاتقها دعم نضال الاسرى وتعزيز صمودهم علي المستوى الجماهيري وإيصال صوتهم على المستوى الدولي وتنظيم سلسلة من الانشطة والفعاليات الدولية والعربية الداعمة لنضال الاسرى وصمودهم في سجون الاحتلال. إن الاسير العيساوي يحتضر الان ويمكن ان يفارق الحياة في أي لحظه، ولا بد لنا أن نكون على قدر المسؤولية في حمايته ومنع الاحتلال من ارتكاب جريمة قتل الاسير العيساوي... أن حالة الاسير العيساوي حالة خطيرة للغاية الان وعلينا جميعا العمل بكل السبل والوسائل الممكنة لنصرة الاسير العيساوي عبر الفعاليات المختلفة للتضامن معه وبكل المواقع، وان ابناء الشعب الفلسطيني هم مطالبون بأن يتبنوا قضية الاسير العيساوي ويعملوا على نشر قصته في كل بقاع العالم فانه الفلسطيني العنيد صاحب الحق المقدس، وصاحب اطول اضراب في العالم، خاضه الاسير لنيل حقوقه، وان "إسرائيل" تعمل على قتله بشكل علني ومع سبق الاصرار وتعمل على النيل منه بشكل مباشر وتصفيته دون وازع ضمير..
المصدر: السبيل