إعلان الدولة .. أم التوطين والوطن البديل؟
سالم الفلاحات
الدنيا تغيرت والمعادلات الدولية كذلك بعد الربيع العربي وبداية التحولات العربية التي تسير بالتدرج واحيانا بشكل مفاجىء، لكن سلطة عباس وسلفه متوقفة في مكانها حول استجداء المفاوضات والجلوس على الباب الصهيوني المغلق منذ سنين وتحرم نفسها الافادة من المستجدات على الساحة العربية والدولية.
* مع ان عملة عباس من الورق الكهفي (بكسر الراء) لن تشتري طعاما ولا رغيف خبز جافا من المدينة الاممية في الامم المتحدة او مجلس الامن، وهي ارخص من شوالات الدنانير العراقية المسلوبة عند سقوط بغداد.
لن تجد بضاعة اعلان الدولة الفلسطينية ممن طلّقوا المقاومة الفاعلة وعبدوا المفاوضات، ورفعوا شعار الحياة مفاوضات وجعلوا للتفاوض وزيرا مختصا، بل واعتبروا المقاومة وقول (لا) جريمة تستحق العمالة الامنية للعدو الصهيوني تحت غطاء التنسيق الامني فسلموا الاف الاحرار للعدو او اسهموا في ذلك لن يجدوا من يشتري هذه الورق الا ان كانت تحتوي على مهربات اخرى ممنوعة فلسطينيا واردنيا وعربيا يحاولون اخفاءها ولا تخفى على الخبراء.
* ان استحقاق ايلول كما يسميه عباس بالذهاب الى الامم المتحدة ومجلس الامن لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس -ولا تدري عن اي قدس يتحدث- وهو يخرج ويدخل بموافقة دولة العدو التي يريد سلخ نصف الارض التي اغتصبتها بالقوة والعمالة.
وينتظر عدل الامم المتحدة الانسانية التي خبرها دائما انها تقف مع الشعوب المظلومة ايا كانت جنسيتها ضد الظلمة حتى لو كانوا امريكا او اسرائيل، يا سلام!! وكأنه لم يجربها ولم يعرفها حتى اليوم، مسرحية عرضت عدة مرات على المسرح الفلسطيني والعربي والدولي واصبحت ممجوجة او مريبة بتعبير ادق، وقد كتبت تحت هذا العنوان تماما (اعلان الدولة ام اعلان الوطن البديل) مقالا في صحيفة السبيل الاسبوعية بتاريخ 15/3/1999 اي قبل ثلاثة عشر عاما فقط!! عنما كانت (الطنطنة) نفسها.
* ان في هذا الطرح لو سلم من الشكوك تجاهل لقضيتين كبيرتين هما:
1- تجاهل للقدس العربية التاريخية التي تدمر في كل يوم وتسلب الارض فيها ومن حولها بالطرق والمغتصبات.
والقدس امانة محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام وامانةالفاروق وشرط صفرونيوس بطريرك المسيحيين في القدس على المسلمين الفاتحين، وامانة صلاح الدين وعبدالحميد الثاني والقسام والبنا واحمد ياسين وكل عربي ومسلم صادق.
2- وتجاهل وتفريط بالعودة في ظل الحديث المتزايد عن التوطين والوطن البديل لملايين الفلسطينيين المشردين في ارجاء الارض يضربون في لبنان والعراق وليبيا وسوريا ويمتن عليهم هنا وهناك ويتجاهلون في الخليج الامن تأشيرة عمل بكفيل (وفا) فهم ارقام عاملة مستخدمة يمكن ترحيلهم باشارة بسيطة خلال اربع وعشرين ساعة في احسن الاحوال.
* هل يمكن يا عباس ان يمنحك احد دولة هدية او صدقة؟ وبخاصة الصهاينة الذين لو ملكوا الدنيا لن يؤتوا الناس نقيرا (ام لهم نصيب من الملك فاذا لا يؤتون الناس نقيرا) صدق اله العظيم.
* هل انت جاد تريد دولة فلسطينية وانت تكرر انا لا اريد ان ارفع الشرعية عن اسرائيل، حسنا ان كان لها شرعية في شرعك يا (عم) ونعلم اجابتك في السر والعلن فما شرعية مطلبك اذن ان كانت الارض المسلوبة المطلوب اقامة الدولة العتيدة هي ارض واحدة؟ الا ترى زعماء العرب يقتلون شعوبهم على الكرسي المهتز ليس وهم اقوياء فقط انما حتى وهم يهربون في اطراف الصحراء بكل وسائل القتل؟.
* ولا ينفعك يا عباس ومن معك من العباسين (بياء واحدة) انّّ جهة ما قبلت دولة على حدود 1967 مهما كانت هذه الجهات فذاك منطق مرفوض وخيالي ويستخف بالعقول ايا كان قائله.
* اهذا منطق وارث مشروع مئات الاف الشهداء الفلسطينيين والعرب والمسلمين منذ اوائل ثلاثينيات القرن الماضي منذ القسام وجمجوم وعطا الزير وصالح الشويعر وابن جازي وصلاح عمرو وعياش والرنتيسي ومئات الاف المعتفلين والاسرى والمعاقين؟.
* أهذا هو الوفاء لملايين القلوب العربية والاسلامية المنكسرة التي بذلت جل همها وجهدها ومواقفها واموالها واستقرارها وسلامتها مع الانظمة التي كانت تحاسبها على اي موقف تجاه فلسطين وحتى اليوم املا في استعادة الحق المسلوب واسترجاع الارض المقدسة؟.
* انه فصل جديد من العبث والتلهي لاعادة فتح ابواب المفاوضات التي قبلتموها بعجرها وبجرها ورفضتكم حتى (البين) بفتح البا وسكوناليا ملّّكم, والظلم كرهكم، وقدم زعماء العرب العرب كل تنازل يخطر على البال بمبادرتهم الشهيرة ولم تحظ بنظرة اشفاق (اسرائيلية) او عطف واحدة وناشد اوباما الرئيس الامريكي المستضعف (اسرائيل) وتسول ايقاف الاستيطان الكبير فقط ثلاثة اشهر وما افلح وهو (لا يمون).
* لسنا بلهاء ولا عدميين ولا خياليين ولسنا متفرجين ايضا، ولا نحملكم مسؤولية تحرير فلسطين انتم وغيركم حتى من قوى المقاومة الصادقة الجادة فهذه مسؤولية الامة كلها، لكننا نحملكم مسؤولية التفريط بفلسطين واضفاء شرعية فلسطينية على الاحتلال، وان طريق المحافظة على فلسطين طريق واحد لاثاني له.
واخيرا.. ان مشروعكم الايلولي العملاق ما هو الا اسهام في تقريب الخيار الصهيو- امريكي والاممي وتسهيله من حيث لا تعلمون!! وهو البحث عن وطن بديل في اضعف نقطة موهومة في الجدار العربي الذي نام حراسه او تناوموا اقتداء بسنة جحا او فلسفة النعام ولا تستغفلوا احدا فقد تجاوز الناس في بلادنا امية التعليم، وبعدها امية الوعي السياسي فعلى من تضحكون؟.
المصدر: جريدة الدستور الاردنية