القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

إلى مارون الراس في أسطول حرية جديد

إلى مارون الراس في أسطول حرية جديد

الخميس، 12 أيار، 2011
هاني سليمان - السفير

إلى تلك البلدة التي أصبح اسمها على لسان كل لبناني وفلسطيني وعربي خلال حرب تموز 2006. وأصبحت معها وبعدها منارة العرب ورمز انتصارهم، تتوجه الحشود الفلسطينية واللبنانية من كل المحافظات والمخيمات في لبنان وقراه، يوم 15 أيار المقبل في مسيرة تؤكد حق عودة الفلسطينيين إلى بلادهم. في تلك البلدة العالية القامة والممتلئة كبرياء، والمطلة على مستوطنات العدو ومستوطنيه، سيخاطب الفلسطينيون إخوانهم عبر مكبرات الصوت هاتفين لهم: "انتظرونا نحن عائدون".

وفي ذلك اليوم بالذات ستنطلق حشود كبيرة من مصر الثورة، من السويس وطنطا، من العريش والقاهرة، من الشرقية وبور سعيد، وستتوجه نحو الحدود مع غزة، يترافق ذلك مع إعلان السلطات المصرية فتح الحدود مع كل فلسطين عبر معبر رفح. وللمناسبة، ستعيد الحشود الأردنية والفلسطينية لمعركة الكرامة بريقها في تاريخ الأمة، حيث ستنطلق من تلك المدينة المطلة على الضفة الغربية أصوات صادحة مذكرة بأن حقّ العودة لا تحميه إلا الانتصارات المشابهة لتلك التي تحققت في معركة الكرامة في 21 آذار 1968.

وسوريا العروبة والصمود لعقود وعقود، برغم جراحها الدامية سيكون شعبها في قلب الحدث الفلسطيني الجامع، وتتحرك جماهير الفلسطينيين والسوريين من كل المحافظات والمناطق، الى مدينة القنيطرة المحررة في الجولان المحتل، حيث سيخاطبون أهلهم في بلدة مجدل شمس المحتلة وعموم فلسطين.

انه "أسطول حرية" بري جديد، يتشارك فيه العرب وأحرار العالم، لا بل يتقاسمون هم حرية الشعب الفلسطيني داعين لإنهاء أطول وأعمق مظلمة في التاريخ. ستكون الشعارات والهتافات موحدة كما القلوب، ولن يرفع أي علم إلا علم فلسطين. سيكون يوماً مشهوداً عندما تعبّر الجموع عن مكنوناتها، وترفع القبضات بوجه المستوطنين والمستوطنات، هاتفة: "الشعب يريد العودة الى فلسطين" وستردد الشاشة العملاقة في مارون الراس صدى هتافات الناس في الأقطار الشقيقة.

ومن داخل فلسطين وأهلها المتمسكين بالأرض والهوية في ظل المصالحة الوطنية، ستكون فعاليات موازية مشتركة، تتلاقى مع فعاليات "شعوب" الطوق، بعد أن ضربت "دول" الطوق حصاراً على أصواتهم وأجسادهم ومكنوناتهم. "شعوب" من خمس "دول" سيتجمّعون في ساحة واحدة، هي ساحة الثبات على الثوابت. لا بل هو شعب واحد من خمس "دول" ستتلاقى جموعه في ساحة واحدة، هي ساعة الحق والحقيقة. وشعوب صديقة ستحاصر سفارات الكيان الصهيوني أينما وجدت.

وستكون صلاة واحدة ودعاء واحد ودعوة واحدة: فلتكن ذكرى النكبة هذه السنة مناسبة جامعة، رافضة للتوطين، داعية للتحصين بوجه مؤامرات التفتيت وتغييب الحق والهدف.

لقد أسمت اللجنة التحضيرية اللبنانية العربية الفلسطينية هذا النشاط باسم "15 أيار ـ مسيرة العودة"، وهو شعار جرى الاتفاق عليه مع الفعاليات المشابهة في كل من مصر والأردن وسوريا والأخوة داخل فلسطين. وسيكون نداء مشتركاً في ساعة الذروة بعد صلاة الظهر، يوم الأحد 15 أيار. لقد اتخذت اللجنة الإجراءات التنظيمية الكفيلة بإنجاح هذه المسيرة، واننا على يقين بأن المشاركين على عددهم الكبير، سيكونون على قدر كبير من التنسيق والتعاون والمسؤولية الوطنية، لإنجاح مسيرة العودة.