القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

إيناس.. رحلة أخيرة إلى الروضة

إيناس.. رحلة أخيرة إلى الروضة

بقلم: أمجد سمحان

لم يخطر في بال عائلتي الطفلتين إيناس وتولين من قرية سنجل في شمالي شرق رام الله، أن رحلة ابنتيهما الصباحية إلى الروضة ستكون الأخيرة. ولم تتوقع والدة ايناس أن ابنتها ستموت أمام عينيها من دون أن تستطيع فعل شيء لإنقاذها من عجلات سيارة مستوطن إسرائيلي.

هذا ببساطة ما حصل أمس الأول، حين دهس مستوطن إسرائيلي الطفلة إيناس دار خليل البالغة من العمر خمس سنوات، وصديقتها تولين عصفور، على طريق التفافي محاذٍ لقرية سنجل الفلسطينية، حيث استشهدت إيناس، فيما ترقد صديقتها تولين حالياً في غيبوبة داخل غرفة العناية المركزة.

وقالت والدة إيناس في حديثها إلى «السفير»: «لقد قتلوا ابنتي أمام عينيّ ولم أستطع أن أساعدها»، مشيرة إلى أن ابنتها وصديقتها كانتا قد نزلتا من حافلة الروضة التي تتعلمان فيها أمام شارع مؤدّ إلى القرية، فيما كانت هي تنتظرها مع أم الطفلة الأخرى، حين جاء مستوطن يسير بسرعة جنونية وصدم الطفلتين، قبل ان يلوذ بالفرار.

وأضافت والدة إيناس: «لقد تطاير جسد ابنتي أمام عيني ولم أستطع فعل شيء لها»، موضحة أن ابنتها قطعت الشارع «وتريد أن تحتضنني، وفجأة رأيت سيارة المستوطن وأشرت إليه بيدي كي يتوقف، لكنه لم يستجب ودهسها ثم لاذ بالفرار». ولفتت إلى أنه «كان بعيداً عنها وكان بإمكانه أن يتوقف ويفترض أنه كان يراها، لكنه واصل سيره». الأم الثكلى لم تتمالك أعصابها وبدأت بالبكاء «لم أستطع فعل شيء لها. حسبي الله ونعم الوكيل».

أما الطفلة تولين عصفور، فترقد في غرفة العناية المركزة وهي في وضع غيبوبة ولا يمكن التنبؤ بمصيرها، بحسب ما أكد مصدر طبي لـ«السفير»، فيما قال أحد أقرباء الطفلة أنه «لا شك أن الدهس متعمد، فبالنسبة إلى المستوطنين قتل الفلسطينيين أمر سهل».

وعلق العضو العربي في الكنيست الإسرائيلية أحمد الطيبي على استشهاد إيناس، قائلاً في حديث إلى «السفير» إن «هذه جريمة جديدة بحق الشعب الفلسطيني يرتكبها المستوطنون ضمن إطار سياسة استسهال قتل الفلسطينيين».

وأضاف الطيبي مخاطباً الاحتلال: «هذه هي الطفلة إيناس خليل ابنة الخامسة من سنجل التي قضت إثر دهسها وزميلتها تولين عصفور التي أصيبت إصابة بالغة من قبل مستوطن لاذ بالفرار... هل سمعتم أو قرأتم خبراً جاداً حول ذلك في الإعلام الإسرائيلي الرئيسي؟ تصوروا لو أن سائقاً فلسطينياً دهس طفلتين يهوديتين!».

وكانت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال الإسرائيلي لوبا السمري أكدت وقوع الحادث، في بيان أمس الأول، مشيرة إلى أن المستوطن يبلغ من العمر 29 عاماً من مستوطنة يتسهار في شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي تعد معقلاً للمستوطنين المتطرفين.

وأضاف البيان أن السائق «واصل سيره من دون توقف في مكان الحادث، وذلك حسب زعمه خشية على حياته مع تجمهر فلسطينيين في مكان وقوع الحادث مواصلاً طريقه نحو مركز الشرطة».

واعتبرت السمري أن ذلك كان «عبارة عن حادث مرور»، مستبعدة أي خلفيات أخرى، ولكنها أكدت أن الشرطة تحقق في كافة الاتجاهات.

وفي بلدة سنجل حيث مسقط رأس الطفلتين، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الاسرائيلي وأهالي القرية عقب تشييع جثمان إيناس، حيث أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق وإصابات طفيفة.

والجدير بالذكر، أن عشرات الفلسطينيين استشهدوا في حوادث دهس مماثلة قام بها مستوطنون، وقلما جرى التحقيق في أي منها لتبيان ما إذا كان الدهس متعمداً.

المصدر: السفير