اتهام المخيمات .. سقوط الإعلام التحريضي
بقلم: رأفت مرّة
مرة جديدة، كما كانت الحال منذ سنوات، وبالأخص
بعد الأزمة السورية، قام عدد من وسائل الإعلام اللبنانية بالتحريض على المخيمات الفلسطينية
في لبنان، واتهمت هذه المخيمات بأنها تؤوي عناصر متطرفة تريد تفجير الأوضاع.
وذهب كاتب إلى القول إن مخيم عين الحلوة
فاض بأعداد هؤلاء، وهم يخططون للانتقال للخارج.
ومن يتابع ما يكتب في بعض الصحف والمواقع
يلاحظ أن الكتبة يتحركون بأوامر مباشرة، ويرددون نفس الاتهامات.
واللافت أن هذه الاتهامات تتكرر منذ خمس
سنوات في حين أن ما يحصل من أحداث أمنية داخل المخيمات، لا يختلف عن ما يحدث في لبنان
والمنطقة.
لا بل إن الوضع الفلسطيني اليوم أفضل حالاً
من النواحي السياسية والأمنية من الكثير من المناطق في هذا الإقليم المشتعل.
فالموقف الفلسطيني في لبنان واضح جداً تجاه
حماية الأمن والاستقرار، ورفض استخدام العنف، ومعارضة الدخول في المحاور الإقليمية،
وأن هناك اتفاقاً فلسطينياً واضحاً على رفض الفتنة السنية الشيعية.
وكانت القيادة الفلسطينية في لبنان واضحة
في مواقفها، إذ اعتبرت أن هذا التحريض في وسائل الإعلام، لا يستند إلى أدلة، وأن لا
معلومات جدية.
في حين أن القيادة الفلسطينية اتخذت التدابير
اللازمة في مخيم عين الحلوة، لمحاصرة أي أعمال تعرض الفلسطينيين واللبنانيين للخطر.
وكانت القيادة الفلسطينية قد تبلغت من الجهات
الحكومية والسياسية والأمنية اللبنانية ارتياحها للإجراءات والمواقف الفلسطينية، ما
يعني أن ما يذكر في وسائل الاعلام عبارة عن اتهامات غير ذات مصداقية.
مرة جديدة، تسقط بعض وسائل الإعلام اللبنانية،
في قضايا المهنية والمصداقية، مع التأكيد أن المطلوب موقف سياسي إعلامي فلسطيني لبناني
يمنع أزمة فلسطينية لبنانية، ويحمي الفلسطينيين واللبنانيين.