القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

ارحل.. الانتفاضة قادمة

ارحل.. الانتفاضة قادمة

بقلم: إياد القرا

كثيرًا ما كتب عن انتفاضة الأقصى الثالثة، لكن التساؤل الدائم متى؟ وهل الأحداث الحالية هي امتداد لانطلاقها منذ استشهاد الطفل محمد أبو خضير حرقًا، وما تبعها من خطف للجنود الثلاثة، وتصاعد الاقتحامات للمسجد الأقصى؟.

تدرك حكومة الاحتلال أن الانتفاضة الثالثة قادمة وأن إرهاصاتها واضحة، والسؤال متى يمكن أن تنطلق وبقوة؟ وهذا يرجع لمجموعة من العوامل تساعد وتساهم في اندلاعها، وهي:

- تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى، وهي من الخطوط الحمراء فلسطينيًّا وتمثل الشرارة التي تقود نحو انتظام الانتفاضة في شكل سلسلة متواصلة من الأعمال الفدائية وهو ما يحدث لكن بشكل متذبذب.

- كثافة الإجراءات التي تتخذها حكومة الاحتلال عبر أدواتها المتعددة ضد المقدسيين وخاصة البلدة القديمة والأحياء المحيطة بها وتشكل فرض الضرائب على المقدسيين وخاصة في البلدة القديمة وإجبار التجار على إغلاق محلاتهم ومغادرة المدينة.

- التضييق والإهمال وعزل الأحياء العربية في مدينة القدس عن البلدة القديمة وخلق جدار استيطاني يعزل الأماكن المقدسة ومنع الشبان من الوصول للبلدة القديمة.

- حالة الغليان التي يعيشها المواطنون في الضفة الغربية تجاه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضدهم من خلال عمليات الاقتحام والقتل، والتي كان آخرها إعدام عائلة دوابشة حرقًا.

- الرفض الجماهيري المطلق لسياسة التنسيق الأمني التي تتبعها الأجهزة الأمنية مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتسير وفقًا للعقيدة الأمنية التي وضعها رئيس السلطة محمود عباس باعتبار التنسيق الأمني مقدسًا.

- حالة الإحباط التي تعيشها جماهير حركة فتح نتيجة غياب العملية الديمقراطية التي تعبر عن خيارات حركة فتح خلال الفترة القادمة تجاه القضايا الوطنية وتغييب القيادات الشابة عن واجهة الأحداث وحصرها على بعض الشخصيات الأمنية التي ترتبط بعلاقات مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

- حالة الغضب الشديد التي تسيطر على الجمهور تجاه سياسة القمع التي تتبعها السلطة ضدهم وتتركز على حماية الاحتلال وملاحقة المقاومين.

المشاهد التي ظهرت في بيت لحم لخصت المرحلة القادمة حيث يعتدي عناصر من الأجهزة التابعة للسلطة بكل وحشية على شبان عبروا عن نصرتهم للمسجد الأقصى، وما تبعها من مظاهرة تطالب عباس بالرحيل، وتتهمه بالعمالة للأمريكان.

مظاهرة بيت لحم التي تصدرها عناصر من فتح تعبر عن واقع الضفة وأن الانتفاضة تكون باتجاهين هما الاحتلال والسلطة، حيث ظهر فيها المتظاهرون يؤدون نفس الهدف بأشكال مختلفة، ويدرك الاحتلال والسلطة أن الانتفاضة قادمة وأن الشرارة انطلقت نحو ذلك، وأن جهودهما في ذلك هي التي تعيقها ويبقى السؤال: هل يمكن أن ينجحا في ذلك؟، حتى اللحظة لم ينجحا.

المصدر: فلسطين أون لاين