القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

اغتيال المبحوح واغتيال الربيع العربي

اغتيال المبحوح واغتيال الربيع العربي

بقلم: عبد الباري عطوان

اعتقد اننا جميعا لم ننسي عمليه اغتيال المبحوح التي حصلت بدبي ، فالمبحوح هو أحد أعضاء كتائب عز الدين القسام أغتيل في 19 يناير 2010 عن عمر ناهز 50 عاما.

وقد تم اغتياله بفندق في مدينة دبي بعد صعقة كهربائيا ثم جرى خنقه حتي لفظ أنفاسه دون أن تظهر أي اصابات علي جسده. لكن تشريح الجثة كشف عن اثار للسم في جسده.

قام الجناة بعدها بترتيب الغرفة لتظهر الوفاة كما لو كانت طبيعية ومن ثم غادروا دبي متوجهين لمدن أوروبية وآسيوية.

27 شخص جاءوا في رحلات جوية من ست دول مختلفة في أوروبا يحملون جوازات سفر غربية (12 منهم بريطانيون و6 ايرلنديون و4 أستراليون و4 فرنسيون و1 ألماني) واجتازوا التفتيشات في سهولة. هبط ثلاثة منهم في ساعات الصباح و"تقاطر" الباقون حتى ساعات الليل في جماعات صغيرة تبلغ الواحدة ستة أشخاص. انتظر الأشخاص الـ 27 شخصا واحدا. كانوا يسمونه باسمه الشيفري "شاشة البلازما"، والمقصود هو الضحية المبحوح.

طوال ساعات الصباح وصل أعضاء الفريق الـ 24 دبي، والثلاثة الآخرون هم قادة العملية. في الساعة 2:09 بعد منتصف الليل هبط اثنان منهم: "غيل بوليرد" و"واين دابرون". وسافرا إلى فندقيهما وسُجلا في الاستقبال. طُلب اليهما أن يبرزا جواز سفر أثناء التسجيل وبطاقة الاعتماد لتغطية نفقات الغرفة. وجد كلاهما تعليلا ما للدفع نقدا.

المغزي من سرد تفاصيل القصه هو اظهار حجم التآمر الذي حصل علي البحبوح وكيف تم ذلك بتواطي من شرطة دبي لكي تضرب عصفورين بحجر.. فهي تقدم خدمة لاسرائيل مقابل التخلص من أكبر عدو لاسرائيل والظهور أمام العالم أن دبي استطاعت أن ترصد تحركات المجموعة الارهابيه . طبعا بعد ماسافروا ووصلوا إلى وجهتهم بأمان. واظهار أن الشرطة بدبي لديها حس امني عالي وقادره علي كشف كل المخططات وان كاميرات دبي منتشره بكل مكان. وكان الهدف الاساسي ايضا في ذلك الوقت اظهار الأسد المغوار ضاحي خلفان بالفارس الهمام الذي استطاع أن يفضح سيناريو الاغتيال وتسويقة اعلاميا. واجراء مقابلات تلفزيونيه وصحف ومجلات وكل هذا حتي الشعب العربي ينخدع به ويعتبره زعيم قومي عربي شجاع. وقد حقق بالاعلام ما أراد. طبعا المجموعه الارهابيه لم يقبضوا عليهم الي الان وضاعت القضيه وبقي بالمظهر ضاحي خلفان.

ضاحي خلفان أصبح شخصيه عالمية عربية وكثر محبيه إلى حد لا يصدق. وأنشأت من أجله المواقع والمجموعات والأسماء بمواقع التواصل الاجتماعي والاعلامي.

ضاحي خلفان لم يكن العدو الأول عنده ايران التي تحتل ثلاث جزر اماراتيه ونصف سكان الامارات ايرانين بالمولاد والاقامه. ولم يكن عدوه الأول إسرائيل التي اغتالت حسب قوله المبحوح فهي دوله قوية ولا نقدر عليها وواجب عليه حمايتها ولو اكتشف أن أمن إسرائيل مهدد لن يسكت في تقديم النصح والدعم لاسرائيل كما صرح أكثر من مرة.

إنما عدوه الأول كما قال هم الأخوان المسلمون والتيار الاسلامي ولذلك وجب استئصاله ودفنه بصحراء الربع الخالي فهو يشكل تهديد لامن الخليج كامل وقد بدأ بالقبض علي مجموعه كبيره من الاصلاحين بالامارات ولفق لهم التهم وأحكام سجن لسنوات. ثم حشد قواته وأموال دبي وجمع حوله دحلان وشفيق ووكلاء الاستخبارات الاسرائيليه والأمريكيه وكل كاره للتيارات الدنيه لكي يدعم الانقلاب بمصر واستطاع بالأموال فعلا أن يقلب نظام الحكم بمصر ويأتي بالسيسي ومن يريد ممن لهم عداء مع التيارات الدينية.

لا أستبعد منه الآن أن ينفذ مخططات ارهابيه بمصر أو تونس أو اليمن أقصد بدول الربيع العربي لكي يفجر الصراعات وينهي الجيوش العربية ويشتت شمل العرب حتي يرتاح ضميره الانساني ويستقر وضع الخليج بدون تهديدات اخوانية ويبقي هو ينعم بالثروات الخليجيه بدون أن يسأله أي رجل شريف اماراتي أو عربي من أين لك هذا. فهو سيد زمانه ومكانه.

انني أخاف علي تمزيق مصر وتشتيت تونس ليس القضاء على الاخوان فهم الشعب وأغلب الشعب ولكن أن يجعل الشعب يكره العسكر والعسكر يدخل بصراع فيما بينهم وتنتهي أسطوره الجيش العربي القومي. وسلام على اسرائيل مائة عام للأمام.