القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

الأزمـة السـورية فـي عيـون الفلسـطينـيين: قلـق علـى اللاجئـين.. ونكبـة عربيـة جـديدة

الأزمـة السـورية فـي عيـون الفلسـطينـيين: قلـق علـى اللاجئـين.. ونكبـة عربيـة جـديدة

بقلم: امجد سمحان

القلق والخوف على مصير اللاجئين في سوريا هو واحد من ثلاثة هواجس أخرى تطارد الشبان الفلسطينيين، الذين ينظرون بألم وحسرة إلى ما يجري في الشام، أخطرها، وفقاً لرأيهم، هو استمرار انجرار العرب خلف سياسة «فرّق تسد»، حيث إن المآسي التي يتعرّض لها الشعب السوري، وهو الذي دخل نفقاً مظلماً، تضاف إلى النكبات العربية المتلاحقة.

ومن اختلف من الفلسطينيين بين الوقوف إلى جانب النظام أو المعارضة، يتفق بلا شك على أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هم الحلقة الأضعف في الصراع الحالي. فالموت والتشرّد الذي صار يطارد سكان المخيمات تشتمّ رائحته في فلسطين التي فتحت بيوت عزاء لشبان في ربيع العمر ذهبوا «سدى«.

يقول محمود موسى الصادق، وهو ابن عم محمد عادل الصادق، الذي قتل مؤخراً في سوريا حين كان واقفاً أمام منزله، «عاد محمد إلى فلسطين مرة واحدة في زيارة قادماً من سوريا. كانت كلماته الأخيرة قبل أن يغادر، لا أريد الموت إلا في بلدي، لكنه قتل في سوريا من دون ذنب أو سبب، وليس من أجل فلسطين«.

ويضيف محمود «أنا لست مع ما يجري في سوريا، برأيي أن الأشقاء هناك دخلوا في دوامة دم تشبه حرب البسوس، لن يكون فيها رابح ولا خاسر سوى الشعب السوري المسكين«.

لم تختلف معه المصوّرة الفلسطينية نداء قطامش، فهي اعتبرت أن ما يجري في سوريا ليس سوى مأساة تضاف إلى المآسي العربية. وتقول لـ«السفير» إن «اللاجئين في سوريا لم يتغيّر عليهم سوى زيادة حجم المآسي الموجودة أصلاً»، مضيفة «لن يزيد الموضوع السوري سوى من التشرّد وعدم الاستقرار السياسي، وطبعاً من حجم النكبة للفلسطيني والعربي«.

وترى قطامش أن الوضع في سوريا يحرج الفلسطينيين بشكل كبير، لدرجة «أني لم أعد قادرة على تحديد موقف مع النظام أو المعارضة«.

شيماء أبو فرحة، الطالبة الفلسطينية الجامعية، هي الأخرى لا تخفي حزنها على ما يجري في سوريا. وتعتقد أن «الشام» دخلت في مرحلة جديدة من التشرذم الذي سيزيد معاناة أهلها. وتوضح شيماء لـ«السفير» أن «الصراع الدائر في سوريا يزداد دموية يوماً بعد يوم، والأطراف المتنازعة في سوريا لا تأبه بمصير الشعب، فمصالحها فوق كل شيء». وبالنسبة لشيماء، فإن «الحل الأنسب في هذه اللحظة هو الحل السياسي من خلال جلوس الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة التفاوض لإنشاء حكومة انتقالية، ليس لشيء ولكن لحقن دماء السوريين واللاجئين الفلسطينيين هناك الذين قتلوا وشردوا ودمرت مخيماتهم بالرغم من موقفهم المحايد«.

الباحث والإعلامي الفلسطيني قتيبة غانم، لا يختلف في رأيه إطلاقاً مع الغالبية الفلسطينية، التي ترى أن ما يجري في سوريا هو استمرار لانجرار المنطقة العربية لأهواء «الاستعمار» بأشكاله المختلفة ويستخدم «سياسة فرق تسد«.

يقول قتيبة لـ«السفير» إن «سوريا كعكة بمواصفات يرغبها الكثيرون، والكل يسعى للحصول على نصيب الأسد منها، كما أنها ساحة لتصفية الحسابات واستعراض عضلات بين الدول الغربية وإيران«.

الصحافي الفلسطيني بهي الخطيب يتفق تماماً مع قتيبة حول أن سوريا أصبحت «ساحة مستباحة لتمرير مصالح وفرض أجندات معينة». ويشير إلى أن «ما يجري في سوريا بدأ باحتجاجات شعبية أخذت في ما بعد طابع الثورة ضد النظام، وانتهت بمؤامرة الخاسر الأكبر فيها عامة الشعب«.

ويقول بهي «لا حل قريباً للوضع في الأراضي السورية. والنتيجة حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس».

المصدر: جريدة السفير