الأقصى: التقسيم.. أو
الهدم
رشيد
حسن
كشف خطيب
المسجد الاقصى المبارك الشيخ محمد سليم في خطبته يوم امس الاول "الجمعة”عن استفتاء
اجراه العدو الصهيوني، حول أفضل السبل
للاستيلاء على المسجد وتهويده.
نتائج هذا الاستفتاء الخطير كما يقول الشيخ
سليم "الدستور 27الجاري” جاءت من قبل الاسرائيلين ، بين مؤيد لتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود تقسيما زمانيا
ومكانيا، والرأي الآخرهو هدم المسجد لبناء
الهيكل المزعوم.
هذا الاستفتاء
يعتبر تطورا خطيرا، في مسار العدوان الممنهج
على الاقصى والقدس، فهو يؤكد أن العدو بدأ فعلا في تنفيذ مخططاته العنصرية التهويدية، مستغلا
الحالة الفلسطينية البائسة، والعربية العاجزة ،
والمستجدات الخطيرة التي تعصف بالمنطقة، وخاصة الازمة المصرية التي تشغل
العالم كله لدور مصر وموقعها، وتأثيراتها على دول الجوار وخاصة العدو
الصهيوني، وقد اصبحت بالفعل محل اهتمام العواصم العربية والعالمية، وطغت على ما
عداها من احداث... بما فيها الازمة
السورية التي تراجعت واصبحت حربا منسية ان
جاز التعبير، وهو ما دفع العدو الى استغلال الغفلة العربية عن فلسطين والافصى ،
والبدء فعليا في تنفيذ مشاريعه العدوانية، محاولا الوقوف على رأي الشارع
الاسرائيلي.
لن نقوم
بتكرار مفردات الاستغاثة بالاشقاء العرب
والمسلمين، فلقد اثبتت خطورة الاحداث انهم
غائبون أومغيبون، وقد حلت بهم لعنة "داحس والغبراء” فاصبحت الخلافات العربية -العربية ،هي الثابت
الوحيد في حياتهم، في حين تراجعت الثوابت
العربية -الاسلامية، والتي لها الفضل في
حماية الامة، والذود عن مصالحها، وتحرير اوطانها.
ان من يرفض
التبرع للقدس ولدعم صمود اهلها في وجه العدو الصهيوني، كما قررت قمتا سرت
والدوحة، لن تستثيره اي كلمات أو عبارات مهما كانت عاطفية، لأنه خرج من جلده،
وغير دمه فلم يعد عربيا ولا مسلما، وتيبست مشاعره وعواطفه فهو كالحجارة، أو أشد
منها قسوة.
ان من يحمي
القدس ويذود عن الاقصى هم اهلها المرابطون
في بيت المقدس واكناف بيت المقدس.. في الجليل والمثلث والنقب وفي كل شبر من فلسطين.. فشهيدهم بسبعين شهيدا، كما يقول سيدنا ورسولنا محمد عليه أفضل الصلاة
وأتم التسليم، الذين توافدواعلى الصلاة فيه ولم يتقاعسوا رغم اجراءات العدو
التعسفية، وحواجزه العسكرية الفاشية، حتى
ملؤوا ساحات الحرم ، وشوارع المدينة القديمة، وكل ركن من اركانها، يستنشقون عبق
التاريخ ، ويتذكرون رحلة الاسراء والمعراج
، وصلاة سيد البشرية في الانيياء في هذا المسجد، وعهد الفاروق وهو يستلم المدينة من البطريرك صفرونيوس "بان لا يسكنها يهود”.. وقد
تجاوز عددهم "300”
الف مصل
ومصلية، مبايعين الاقصى على الصمود والتصدي
بصدورهم العارية لقتلة الانبياء.
هذه الجماهير
التي زحفت لحماية الاقصى اكثر من مرة، وتصدت لجنود جيش العدو، ولرعاع المستوطنين
بقبضاتها الفولاذية، وصدورها العامرة بالايمان، هي القادرة على افشتال المؤامرة..
ولجم العدوان، وقد اثبتوا انهم الامناء
الاوفياء لاولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
باختصار...
الاستفتاء الخطير الذي كشف عنه خطيب الاقصى حول افضل السبل لتهويد الاقصى، يستدعي
من اهلنا الصامدين في الاقصى واكناف الاقصى، ان يجذروا صمودهم، ويضاعفوا من
حضورهم في المسجد، وان لا ينتظروا العون
والمدد من احد الا الله، بعد ان بات
الاشقاء اسرى احقاد داحس والغبراء..
يدورون في فلك واشنطن حليف العدو ولا حول ولا قوة الا بالله.
الدستور، عمّان،
28/7/2013