القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

الأونروا تحول فلسطين إلى يقطين

الأونروا تحول فلسطين إلى يقطين

بقلم : وسام عفيفة

يبدو أن محاولات إنتاج الفلسطيني الجديد على طريقة الجنرال الأمريكي كيث دايتون الذي أعاد تشكيل أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية لم تتوقف.

فقد دخلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، على الخط من خلال عملية غسيل دماغ لأطفالنا بعد إنجاز وزارة التربية والتعليم الفلسطينية منهجا جديدا للفصول من الأول حتى الرابع، حيث طالبت الأونروا إداراتها التعليمية في مناطق عملياتها الخمس مراجعة وتحليل المنهاج للتأكد من مراعاته لثلاث قضايا أساسية وهي: العنف، و"الجندر"، والحيادية.

ورغم ان نتيجة التقييم المنهجي في غزة والضفة كانت ايجابية، إلا أن الأونروا قامت بتحليلها الخاص، ما يجعلنا نشتبه أنها تمت في غرف المخابرات أو وزارة المعارف الإسرائيلية، حيث خلص التقييم إلى إصدار مذكرة تتضمن مجموعة من التعديلات بنكهة اسرائيلية، أقل ما يقال عنها أنها تستهدف سلخ أبنائنا عن هويتهم.

بعض الأمثلة التي تم الاطلاع عليها تضمنت حذف كل خرائط فلسطين، وإنكار أي إشارة الى القدس باعتبارها العاصمة.

تخيلوا أن درسا للصف الأول يقدم مثالا لكلمات تضم حرف الطاء منها فلسطين، يتم استبدالها بكلمة يقطين، وكيف أن درسا تراثيا يعرض صورة أطفال يمارسون الدبكة الشعبية، تشترط الوكالة إضافة فتيات إلى جانب الصبية لتشويه صورة تراثية كرمال عيون الجندر.

وعندما يصف درس الأرصاد الجوية الطقس في مدن مثل طبريا تستبدل بغزة، بينما تستبدل صفد بنابلس، وهكذا يحرموننا حتى من ذكر مدننا المحتلة منذ عام 48، في تعد صارخ على ثوابتنا.

أكثر من ذلك تعترض الأونروا على درس يستعرض مشهد خروج أهل بلدة فلسطينية لاستقبال أسير محرر، فيحولون الحقيقة إلى قصة خيالية يخرج بموجبها الناس لاستقبال أمير، بينما يصرون على تجميل صورة الاحتلال ويزيلون موضوعا عن البناء يتناول صمود الفلسطيني في إعادة تشييد منزله الذي يهدمه الاحتلال في الضفة والقدس.

تسميم مناهجنا بهذه الطريقة مسئولية الجميع ابتداء من مدير التعليم في الأونروا فريد أبو عاذرة وصولا إلى وزير التعليم صبري صيدم، مرورا بالفصائل والنخب والإعلام.

قيادة الأونروا سواء المفوض العام بيير كرينبول أو مدير عمليات الأونروا في غزة بو شاك، أو مدير عمليات الأونروا سكوت اندرسون، أصبحت تلعب دور المنسق الاسرائيلي لشئون المناطق، وتذكرنا بضابط ركن التعليم في الإدارة المدنية سابقا.

إذا أصرت الأونروا على نهجها هذا، يجب التعاطي معها باعتبارها جهة سياسية منحازة وليست منظمة دولية إغاثية.

المصدر: الرسالة نت