الأونروا تلعب بالنار
بقلم: إبراهيم المدهون
هناك
خوف وتوتر وغضب في قطاعات الشعب الفلسطيني المختلفة من تهديد الأونروا وما يثار عن
نواياها لتقليص بل إنهاء خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين في الضفة وغزة والشتات،
هذا الخوف والغضب جاء متأخر فالوكالة منذ مدة زمنية طويلة وهي تعمل على تقليص الخدمات
شيئا فشيئا، ولم يتبقَ إلا خطوتين حتى تغلق أبوابها وتنهي خدماتها بشكل كامل، وأعتقد
أنها أدت دورها المرسوم لها بلؤم وخبث.
وتعاملت
الوكالة بسياسة أمريكية طويلة المدى، فكان الهدف من تأسيسها وفق قرار الجمعية العامة
للأمم المتحدة رقم 302 "دعم السلام والاستقرار"، أي أنها لم تسعَ في يوم
من الايام لإعادة حق الفلسطينيين الذين انتزعوا من أرضهم وديارهم وتشتتوا في بقاع الارض،
بل حاولت ترويض قضيتهم والعمل على استقرارهم بعيدا عن أرضهم وديارهم، ولهذا نحن أمام
مشكلة مركبة منذ سبعة عقود ولم يتم حلها بل تزداد تعقيدا.
ومنذ
قيام الوكالة وهي لا تستثني الكيان الصهيوني كدولة يجب التعاون معه والتشاور ومراعاة
سياسته، رغم أنه كيان احلالي احتلالي، ولهذا لم تتعارض الوكالة ولو لمرة واحدة مع الاحتلال
او تتواجه معه، بل كانت تجفف الروح الوطنية من مؤسساتها الخدماتية وتقوم بتهدئة أي
اشكالية يمكن ان تؤثر على الاحتلال.
الوكالة
ليست بريئة ونحن ايضا كشعب استسلم لخدماتها وإغاثاتها لسنا بُرآء، وعلينا اليوم التفكير
بمنطق مختلف، وهو أن نعود لأصول مواجهتنا مع الاحتلال من غير وسيط، وأن نلفظ الوكالة
بكل ما فيها فيكفي لها تهديدا لنا ولشعبنا، وليحتشد اللاجئون في غزة والضفة والاردن
ولبنان على صعيد واحد، ويقررون العودة لديارهم عبر حملات جماعية بمئات الالاف وامام
العالم اجمع. تريد الوكالة اليوم أن تقول لنا انتهى دوري، وصفيت قضيتكم ولم يبقَ إلا
أن أطلق رصاصة الرحمة على اللاجئين وحلمهم، وها أنا رتبت كل ما يمكن لاستقرار اللاجئين
كل في مكانه، ولنبدأ نفكر بدمجهم في اماكنهم، ولهذا علينا الرد بشكل مختلف وأكبر من
اي توقع فاللعب بقضية المشتتين واللاجئين هو لعب بالنار، وقضيتهم صاعق متفجر يمكن ان
يشعل المنطقة.
وأمر
آخر ومختلف أنصح من يتحرك اليوم من العاملين في الوكالة ألا يستسلموا لفخ التقليصات
فلا تقتصر مطالبهم على الأزمة الحالية، بل لتعيد الوكالة دورها بجميع القطاعات وليس
فقط ما تريد تقليصه وانهاؤه في قطاعات التعليم، فمشروع بناء بيوت الفقراء المتوقف منذ
سنوات، والكابونات الشهرية لجميع اللاجئين، واعادة توظيف الخريجين، والمشاريع المؤقتة
وما الى ذلك يجب ان تكون مطالب في هذا الغضب.
فالوكالة
تقلص سنويا الكثير من خدماتها ومشاريعها حتى أضحت بينها وبين الإغلاق وإنهاء مهامها
خطوة، وهي مصرة على هذه الخطوة، وفي حال عادت عما تهدد به هذا العام فستنفذه العام
المقبل، أو الذي يليه، ولهذا المشكلة تحتاج لحل جوهري وكامل.
المصدر: الرسالة نت