الأونروا في سورية
غياب الدور الإغاثي وفشل في حماية اللاجئين الفلسطينيين
بقلم: فايز أبوعيد
خاص/ لاجئ نت
رغم الجهود الحثيثة
التي تبذلها وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا) مؤخراً في تقديم المساعدات الغذائية
لأهالي مخيم اليرموك إلا أنها منذ بدء الأزمة السورية نأت بنفسها عن إصدار أي موقف
يطالب بحماية فلسطينيو سوريا، حيث انحصر دورها في إصدار البيانات والتنديد والشجب حالها
حال جامعة الدول العربية والدول الأوربية.
ومع تصاعد المخاوف
من جر اللاجئين الفلسطينيين للتورط في الأزمة السورية، ناشد المفوض العام لوكالة الأمم
المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليبو غراندي اللاجئين
الفلسطينيين في سورية بـ"البقاء على الحياد خلال الأزمة". وأوضح غراندي في
مؤتمر صحافي- عقده في التاسع من آذار (مارس)- أنه "من المهم جداً الحفاظ على حياد
اللاجئين الفلسطينيين في سورية، بحيث تستمر تلبية احتياجاتهم"، مشدداً على "أهمية
مواصلة التركيز على محنتهم الإنسانية".
أما أحداث مخيم
الرمل في اللاذقية فقد أصدرت "الأونروا” يوم 15/8/2011 بيانا أعربت فيه، عن قلقها الشديد
بعد ورود تقارير عن إطلاق قوات الأمن السورية النار على مخيم للاجئين الفلسطينيين في
مدينة اللاذقية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من سكانه. كما أدانت استخدام
العنف ضد المدنيين، ودعت السلطات السورية إلى إصدار أوامر لقواتها الأمنية حتى تظهر
أعلى درجة من ضبط النفس بما يتماشى مع القانون الدولي وضمان عدم إلحاق الأذى بكل المدنيين
بما في ذلك الفلسطينيون”.
وفي مخيم درعا اعتبرت
إن للصراع في سوريا أثاراً مدمرة على حياة اللاجئين الفلسطينيين، بعد تعرض مخيم فلسطيني
في جنوب سوريا إلى القصف وأضافت الوكالة أن أن مخيم درعا (جنوب سورية) تأثر بشكل مباشر
من الصراع الذي جرى في سورية ما خلف دماراً كبيراً في منازل المخيم والبنى التحتية،
كما دعا مدير شؤون الأونروا في سوريا مايكل كينغزلي نييناه إلى وقف الاقتتال في المخيم.
كما قامت الأونروا
بتعليق عدد من خدماتها والتقليل منها في عدد من المناطق في أرجاء البلاد. يشار أن الأونروا
في درعا والمناطق المجاورة له تقوم بتقديم الخدمات لما يقارب من 30،000 لاجئ فلسطيني
في درعا والمناطق المحيطة بها. كما تقوم بتشغيل وإدارة إحدى عشرة مدرسة وعيادتين صحيتين
ومركزين لخدمة المجتمع المحلي ومركز شبيبة واحد. ولا تتوفر لدى الأونروا سوى معلومات
قليلة حول ظروف موظفيها أو اللاجئين في درعا.
وعبرت الأونروا
عن قلقها بشأن استمرار. وبدورها أعربت الأونروا عن استهجانها لهذا الهجوم الذي استهدف
مدرسة ترعان التابعة للأونروا في بلدة المزيريب بدرعا وألحق الإصابة بأربعين من طلاب
وعدت ذلك انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وطالبت أن "تلتزم كافة أطراف النزاع في
سورية بالتزاماتها المنصوص عليها بموجب القانون الدولي وبأن تمتنع عن الخوض في نزاعها
في مناطق المدنيين"، مشيرة إلى أن "كافة أطراف النزاع مسؤولون عن ضمان حماية
المدارس والمستشفيات والمنشآت التابعة للأمم المتحدة من أية هجمات واعتداءات أخرى.
كما استنكر المفوض
العام للأونروا يستنكر مقتل 18 شخصا، يوم 18/2/2014 جراء القصف بالبراميل المتفجرة
على مدرسة زيتون التابعة للأونروا في المزيريب التي تقع على بعد 11 كيلومترا شمالي
غرب مدينة درعا في جنوب سورية. وقد أصيب ما لا يقل عن 20 شخصا في الانفجار، بمن في
ذلك موظفان يعملان لدى الوكالة وثمانية أطفال من المدرسة، إثنان منهم فقدوا أطرافهم.
إلى ذلك أعلنت الأونروا على لسان فيليبو غراندي مفوض عام الأونروا أن سبعة مخيمات من
أصل اثني عشر مخيم في سورية قد أصبحت "ساحات حرب وليس بمقدور الأونروا في غالب
الأوقات الوصول إليها، وقد أصبحت عمليات القتل والاختطاف والفقر والتدمير والخوف جزءا
من الحياة اليومية هناك".
وأضاف غراندي بأنه
من المعتقد بأن أكثر من نصف اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا في سورية والذين
يبلغ عددهم 530،000 لاجئ قد أصبحوا مشردين؛ وأن 15% من إجمالي اللاجئين كافة قد فروا
خارج البلاد، بما في ذلك أكثر من 60،000 لاجئ فروا إلى لبنان المثقل أصلاً والذي يستضيف
بالفعل مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، إضافة إلى ما يزيد عن 7،000 لاجئ فروا إلى
الأردن".
ووفقا لغراندي،
فإنه "حتى مصر أصبحت تستضيف الآن العديد من اللاجئين الفلسطينيين من سورية، فيما
قام البعض بالوصول بالفعل إلى غزة". كما دعت كافة الأطراف إلى اتخاذ الخطوات اللازمة
لضمان حماية لاجئي فلسطين في ظروف النزاع المسلح في سورية.
ولهذه الغاية، فإن
الوكالة تطالب كافة أطراف النزاع باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية الحياة البشرية وتجنب
التشريد القسري وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وذلك وفقا لما تقتضيه قواعد القانون الدولي.
وينبغي على كافة الأطراف احترام حيادية ونزاهة المنشآت التابعة للأمم المتحدة والأماكن
التي يعيش فيها لاجئو فلسطين والآخرون من المدنيين. إضافة لذلك، فإنه ينبغي أن يتم
تسهيل سبل وصول الأونروا للتجمعات المتضررة وقيامها بإيصال المستلزمات الضرورية لها.
أما بالنسبة لموقف
الأونروا تجاه مخيم اليرموك لم يكن بأحسن حال من موقفها من بقية المخيمات الفلسطينية
رغم الجهود التي بذلتها في الآونة الأخيرة لإدخال المساعدات الغذائية إليه، فمنذ التاسع
والعشرين من أب 2013 قد عاني سكان اليرموك من الصراع المسلح الدائر داخل الأحياء الملاصقة
له.
وبالإضافة للخسائر
البشرية الأخيرة وسقوط الجرحى بين صفوف السوريين واللاجئين الفلسطينيين. ورغم تعرض
مدارسها ومنشأتها للقصف ففي السابع من أيلول، انفجرت قذيفتان في مجمع مدرسة تابعة للأونروا
(كفر سبت) اكتفت الأونروا بإصدار البيانات المنددة والتي تعبر عن قلقها نتيجة تدهور
الأوضاع في اليرموك.
وفي يوم 28/7/2013
أعربت (الأونروا) عن قلقها من حجم المخاطر التي يشهدها اللاجئون الفلسطينيون في سورية.
وقالت: "مخيم اليرموك ما يزال يحتل مركز قلق كبير لديها، بعدما وصلت حدة النزاع
المسلح فيه مستويات غير مسبوقة". ورأت أن "استمرار التصعيد المسلح سيتسبب
في حدوث موجة جديدة من النزوح وارتفاع في حصيلة القتلى والجرحى والإصابة بالصدمات والمعاناة
الشاملة في أوساط الفلسطينيين". ولم تستطع الأونروا خلال الحصار الذي فرض على
مخيم اليرموك لأكثر من سبعة اشهر تقديم الحماية وإدخال المساعدات الغذائية إليه، ولكنها
نجحت يوم 21/1/2014 بإدخال 3709 طردا من المواد الغذائية إلى اليرموك، وفي يوم 24/1/2014
دعا كريس غانيس، المتحدث باسم "أونروا" جميع الأطراف السورية المشاركة في
مؤتمر "جنيف 2"، إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للاجئين للفلسطينيين
المحاصرين في مخيم اليرموك، الذي يصعب الدخول إليها بسبب القتال الدائر"، واصفا
عملية تقديم المساعدات بـ "البطيئة بشكل مؤلم". وأكدت في بيان لها أن "هذه
المساعدة غير كافية وما هي إلا نقطة في بحر، وأن الأونروا ما زالت تطالب بضمان الوصول
الآمن والمستمر للمساعدات الإنسانية الطارئة للاجئين الفلسطيني والسوريين المحاصرين
في مخيم اليرموك"، مشيرة إلى وجود ثمانية عشر ألف لاجئ فلسطيني في مخيم اليرموك،
وهذا يشكل حوالي عُشر العدد الأصلي. 16وفي يوم 16/2 /2014 قالت مارتين نسيركي، المتحدث
باسم الأمم المتحدة، إن " وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"
أرسلت فريقا إلى المدخل الشمالي لمخيم اليرموك، بعد التوصل إلى اتفاق بين أطراف النزاع
فيه يقضي باستئناف توزيع المواد الغذائية الخميس (13|2)"، مشيرة إلى أن "الفريق
لم يتمكن من توزيع الطعام على المحاصرين. وعن وضع اللاجئين الفلسطينيين السوريين في
الأردن صدر توقعت الأونروا في عمّان، "مصيراً أشدّ إيلاماً" للاجئين الفلسطينيين
في سورية، وكشفت عن تقارير تتحدث عن وجود مئات اللاجئين الفلسطينيين على الجانب السوري
على الحدود مع الأردن.
وقالت نائبة رئيس
المكتب التنفيذي لهيئة الموظفين في الوكالة ليزا جيليام، بأن "هناك تقارير تتحدث
عن وجود مئات اللاجئين الفلسطينيين الفارين من النزاع السوري ـ السوري يتواجدون الآن
على الجانب السوري للحدود مع الأردن".
وناشد المفوض العام
لـ(الأونروا)، فيليبوغراندي، السلطات الأردنية بـ"معاملة اللاجئ الفلسطيني إسوة
بالمعاملة التي يتلقاها نظيره السوري في الأردن"، موضحة أن غراندي "دخل في
حوار جدّي مع الحكومة الأردنية بخصوص اللاجئين الفلسطينيين الفارّين من سورية، ولا
يزال مستمراً". وفي يوم 16 /11 /2013 أعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
في الشرق الأدنى «الأونروا» عن قلقها العميق في أعقاب استمرار فقدان لاجئي فلسطين في
عرض البحر المتوسط الهاربين من الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين.
وأوضحت الوكالة
في بيان صحفي أنه رغم جهودها المستمرة في العمل على لفت الانتباه إلى حدة المحنة التي
يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في سورية، فإن الأونروا مازالت تتسلم تقارير - بخاصة
في الأيام القليلة المنصرمة - عن فقدان لاجئين فلسطينيين كانوا في قوارب تعرضت للغرق
قبالة سواحل مصر ومالطة.
ومن جهة أخرى أشار
مدير شؤون "الأونروا" في سوريا مايكل كينجزلي – ينياه، إلى أنه "حسب
تقديرات الأونروا، فإن أكثر من 50% من مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والبالغ
في مجمله 540.000 قد أجبروا على ترك منازلهم والبحث عن مناطق أكثر أمناً في سوريا"،
لافتا إلى أنه وحتى قبل اندلاع الأزمة في سوريا "فإن واحداً من أصل أربعة فلسطينيين
لا يجد ما يكفيه من الطعام ويعتمد على أحد أشكال المساعدات الإنسانية، فهم بالأصل الأكثر
بؤساً وقد تأثروا بشكل كبير بالصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والمادية التي سببتها
الأزمة" موضحاً أن "العديد من المخيمات الفلسطينية كان ولا يزال مسرحاً للحرب،
ومخيم اليرموك يعد مثالاً هاماً، وكذلك مخيمات السبينة والحسينية وعين التل ودرعا وخان
الشيح كلها تأثرت بصورة سيئة".
الجدير ذكره أنه
يعيش ما يقارب من 472،000 لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأونروا. وتقوم الوكالة بتشغيل وإدارة
118 مدرسة في مختلف الأماكن في سورية تعمل على تدريس 66،000 طالب وطالبة. وعلاوة على
ذلك، تقوم الأونروا بإدارة مركز تدريب مهني في دمشق وثلاث وعشرين عيادة صحية وستة مراكز
تأهيل مجتمعي إضافة إلى خمسة عشر مركز لبرامج المرأة. يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين
في سورية ما يقارب نصف مليون نسمة، يتوزعون على ثلاثة عشر مخيماً، منها عشرة مخيمات
معترف بها من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وهي:
1- مخيم خان الشيخ، 2- مخيم خان دنون، 3- مخيم جرمانا، 4- مخيم سبينة، 5- مخيم السيدة
زينب (والمخيمات الخمسة المذكورة تقع كلها في ريف دمشق)، 6- مخيم حمص، 7- مخيم حماة،
8- مخيم درعا، 9- مخيم درعا (الطوارئ)، 10- مخيم النيرب (حلب).
بينما لا تعترف
الوكالة بثلاثة مخيمات هي: 1- مخيم اليرموك (جنوب العاصمة دمشق) وهو أكبر المخيمات
الفلسطينية في سورية، حيث يضم أكثر من 110 آلاف لاجئ فلسطيني، 2- مخيم الرمل (اللاذقية)،
3- مخيم حندرات (حلب). فضلاً عن تجمعين كبيرين آخرين للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق
هما: تجمع الحسينية (قرب السيدة زينب) وتجمع الرمدان (قرب مدينة الضمير). وتنتشر في
سورية 110 مدارس ابتدائية وإعدادية تابعة لـ"الأونروا" تستحوذ على النسبة
الأكبر من أعداد اللاجئين في سن الدراسة الإلزامي، وتدير الوكالة 32 مركزاً صحياً في
المخيمات الفلسطينية والتجمعات الأخرى في سورية.