القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

"الأونروا" وحق العودة

"الأونروا" وحق العودة

محمد سويدان

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعرف تماماً معاني بقاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لذلك، لا يتوانى عن اطلاق التصريحات الصحفية والمواقف الرافضة لبقاء واستمرارية هذه المنظمة الأممية التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين الذين تشردوا من أرضهم المغتصبة.

وفي آخر تصريحات لنتانياهو على هذا الصعيد، قال: "الأونروا منظمة تخلد قضية اللاجئين الفلسطينيين وكذلك تخلد رواية ما يسمى بحق العودة".

وأضاف "يبدو أن دور المنظمة يهدف إلى تدمير دولة إسرائيل ولذا فيجب على الأونروا أن تتلاشى وتزول".

بالنسبة لنتانياهو من يخلد القضية الفلسطينية ويطالب بحق العودة للاجئين الفلسطينيين يجب أن يزول ويتلاشى، وهذا الهدف ليس غريباً على نتانياهو وغيره من مسؤولي سلطات الاحتلال، فكل ما يمارسونه على الارض يسعى لتصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على المطالب العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني بحقه بإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وبهذا الامر، يتفق نتانياهو مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، فهذا الذي اصبح التشكيك بقواه العقلية وجدارته برئاسة وقيادة أمريكا محل تساؤل كبير في الولايات المتحدة مؤخراً، وخصوصا بعد كتاب "نار وغضب" لمايكل وولف، يؤيد إزالة المنظمة الدولية "الأونروا" لأنها تبقي القضية الفلسطينية حية على الصعيد الدولي، وتؤكد الاعتراف الدولي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لبلدهم المغتصب.

ترامب الذي انحاز كلياً للمحتل، وأفقد واشنطن دورها برعاية مفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، باعترافه بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي، يواصل معاركه ضد هذا الشعب المظلوم، فيجمّد المساعدات المالية لـ"الأونروا" ويدعو لتصفية هذه المنظمة الدولية.

ويبدو، في ظل هذه الظروف الفلسطينية والعربية والدولية، أن الاحتلال وحليفه الاستراتيجي الولايات المتحدة يركزان خططهما في هذه المرحلة لتصفية المنظمة الدولية، لأنها رمز للقضية الفلسطينية وخصوصا حق العودة الذي يؤرق المحتل وحليفه.

في هذه المرحلة الخطيرة، تتكاثر وتتكثف المؤامرات والخطط الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية في محاولة لاستغلال الظروف المحلية الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية، هذا يعني أن القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب المركزية مقبلة على مواجهة الكثير من التحديات الخطيرة.

الكيان الإسرائيلي وحليفته الادارة الأمريكية برئاسة المشكوك بقواه العقلية وجدارته سيكثفان من الضغط على الشعب الفلسطيني خصوصاً والعرب بشكل عام لاستغلال ما يعتقدان أنه "اللحظة التاريخية" لفرض الأمر الواقع، وتصفية القضية الفلسطينية للأبد، وهذا الأمر يطرح الاسئلة حول القدرة العربية والفلسطينية للتصدي لهذه المخططات، للوهلة الاولى، الامور الفلسطينية والعربية غير مبشرة بالخير، ولكن تعلمنا أن قضايا الشعوب لا تموت، وان لحظات الضعف قد تتحول إلى لحظات قوة وتحدٍ بفضل الاصرار والارادة والصبر، وهذه العوامل متوفرة لدى الفلسطينيين والعرب.

المصدر: الغد الأردنية