الأونروا وفلسطينيو سورية:
إلى متى اقتراف أخطاء الاستسهال بدون تصحيح؟!
ياسر علي/ رئيس التحرير
أصدرت الأونروا بياناً أعلنت
فيه أن إحصاءاتها للاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان أثبتت وجود 45 ألف شخص في
لبنان فقط. وأن التسجيل السابق كان 82 ألفاً.
وتقول الأونروا إن هذا يثبت
أن العدد السابق لم يكن حقيقياً (تقصد أن معظم الذين كانوا يحصلون على المال هم ممن
كانوا يأتون من سورية في الحافلات ليقبضوا ويغادروا في اليوم نفسه). وعنْوَنت إحدى
الصحف اللبنانية الخبر نقلاً عن مديرة الأونروا آن ديسمور: نصف فلسطينيي سورية عادوا
إلى سورية!!
وهنا لا بد من قول التالي:
إن هذا العدد وهميٌّ، وأُعِدّ
في ظرف استثنائي وبانتهازية ملحوظة، فالإحصاء جرى في ظل الصعوبات التي تعلمها الأونروا،
والتي تناقشنا بها مع مديرة الأونروا شخصياً أكثر من مرة. وخصوصاً أن ظروفاً أخرى حكمت
خروج فلسطينيي سورية من لبنان، غير تلك التي أرادت الصحيفة أن تظهرها (استتباب الوضع
الأمني في سورية)!
فقد غادر الشهر الماضي لبنان
إلى سورية عدد من الطلبة الجامعيين ليقدموا امتحانات آخر السنة الجامعية.. وغادر آخرون
بسبب الأعياد.. وغيرهم لتفقد المنازل في فترة الهدوء.. أو ليحضروا مالاً أو يبيعوا
أغراضاً..
بعض الفلسطينيين غادر إلى
مصر أو تركيا أو أوروبا أيضاً، وكان لبنان ممراً لهم، أي أنهم لم يعودوا إلى سورية.
فلسطينيو مصر حاولوا العودة
بعد الانقلاب، واستطاع بعضهم العودة! أما فلسطينيو سورية، فإن المعاناة التي يلاقونها
على الحدود اللبنانية، حيث يجري منعهم من الدخول إلى لبنان بطريقة لا منطقية، حتى وإن
أحضر كل الأوراق معه. لذلك علق الكثير منهم في سورية.. وهذه أزمة أخرى.
المؤسف في تقرير الأونروا
هو استسهال الاستنتاج بأن نصفهم عاد إلى سورية، في حين أن بعضهم هاجر إلى بلاد أخرى،
وبعضهم كان يأتي وقت القبض ثم يغادر، والفريق الثالث علق على الحدود فلم يستطع العودة.
الأولى بالأونروا أن تسعى
إلى مساعدة العالقين، وبحث أسباب "المغادرة" ونشر هذه الأسباب، بدلاً من
أن تصدر البيان بهذه الثقة، فيتلقاها العالقون على الحدود بالمزيد من الحسرة والحقد
على الوكالة.
السادة في إدارة الأونروا:
إلى متى تقترفون أخطاء الاستسهال ولا تصححوها؟!!