القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الاحتلال والمقاومة

الاحتلال والمقاومة

مصطفى الصواف

المقاومة الفلسطينية باقية ما بقي هذا الاحتلال على الأرض الفلسطينية، وكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية لن يكتب لها النجاح إلا إذا تخلى الشعب الفلسطيني عن مقاومته وحتى هذه اللحظة ورغم محاولة البعض لازال الشعب الفلسطيني يدرك أن مقاومته هي سر بقائه وان مقاومته هي الطريق الوحيد لتحقيق التحرير وإقامة الدولة وإن أعطى فرصا للبعض للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني عبر المفاوضات أو غيرها من الطريق، هذه الفرصة وإن طال زمنها قربت من نهايتها وسيعود الشعب الفلسطيني بكل قواه وفصائله مرة أخرى إلى طريق المقاومة ضد المحتل.

اليوم نحن أحوج ما نكون إلى المقاومة كون المؤامرة باتت على المكشوف من كل الأطراف بغض النظر عن مسمياتها وتوجهاتها، لأن هذه المؤامرة على القضية هدفها تحقيق أمن الاحتلال الصهيوني واستقراره في المنطقة، ولا يعني من يقود هذه المؤامرة حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني لأنها خارج حساباته وعلى الفلسطينيين أن يقبلوا بما يملا عليهم، وان لا يتطلعوا إلى دولة وحقوق وأن يقبلوا ما يقدم لهم من أموال حتى ينتعشوا اقتصاديا، هذا هو ما يسمح به المجتمع الدولي، وهذا هو الحل الذي تعتقده الإدارة الأمريكية والتي عبر عنها مشروع كيري الاقتصادي والأربعة مليارات من الدولارات تكلفة المشروع.

هؤلاء جميعا يظنون أن الشعب الفلسطيني يمكن له أن يأكل من أثمان عرضة ووطنه وتناسوا أن مشكلة الشعب الفلسطيني ليست مأكل ومشرب ومسكن فقط بل الشعب الفلسطيني يريد أن تتحقق كرامته وترد له حقوقه من أي مشروع سياسي، ولو ترك الشعب الفلسطيني يعيش على أرضه لن يكون بحاجة إلى الأموال الأمريكية أو الغربية، أما أن يطلب من الفلسطيني بيع أرضه والتنازل عن حقوقه مقابل حفنة من الدولارات ستذهب إلى جيوب أصحاب المصالح الخاصة أو تصرف على المستشارين والموظفين الأجانب ويصحو الفلسطينيون على واقع سيكون واقعا مريرا وأكثر مرارة مما كانت عليه عام 48 العام الذي شكل أول النكبة والتي لازال يحياها حيثما حل.

المقاومة الفلسطينية يجب أن لا تنتظر السياسيين فلن يجلبوا لهم شيئا بل ما يجري يؤكد أن السياسيين والمفاوضين يسيرون في الطرق الخطأ ويجب أن يتوقفوا، ولا يعني توقفهم أن نرفع في وجههم السلاح، بل يجب أن تتوحد جهود المقاومة لتصب في مجرى واحد بعيدا عن أي خلافات، فإذا الظروف اليوم تحول بين التوحد الكامل فعلى الأقل التنسيق والتأكيد على مبدأ أساسي وهو أن عدونا جميعا عدو واحد وهو الاحتلال الصهيوني، وان مصلحتنا اليوم واحدة هي تحقيق الحقوق والثوابت عبر التحرير وإقامة الدولة، وأن الطريق المشترك هو طريق المقاومة، وان ندع خلافاتنا أو مصالحنا الحزبية والتنظيمية جانبا حتى نحقق لشعبنا مبتغاه ثم يعود الجميع بعد انجاز المهمة إلى الشعب كي يقرر مصيره ومن يحكمه بالطرق الديمقراطية والتي يجب أن نحترمها مهما كانت إرادة الشعوب وأن نؤمن جميعا بمبدأ تداول السلطة وكل ذلك يجب أن يكون بعد التحرير.

على المقاومة الابتعاد عن المناكفات السياسية أو التنظير لقضايا ذاتية، وان لا تلتفت إلى من يريد أن يحرفها عن مسارها بعيدا عن هدفها وهو مقارعة العدو حتى التحرير؛ وإن كان هناك طرق تساعد المقاومة في تحقيق هدفها لا مانع أن تستخدم على أن لا تكون بديلا عن إنهاء الاحتلال الصهيوني عن كامل التراب الفلسطيني.

قد يرى البعض أن الأمر صعب، وأن الطريق غير معبدة، وان الخلاف والانقسام و.. و.. و يحول دون ذلك؛ ولكن يجب أن يكون هناك خطوات تبدأ بالقناعات ومن ثم البحث عن ما يمكن للمقاومة من العودة مرة أخرى إلى هدفها وهو تحرير الأرض عبر مقارعة المحتل، فإذا وجدت هذه الإرادة وكانت النوايا صادقة والقناعات حاضرة اعتقد أن الأمر سيكون محققا وإن احتاج إلى جهد كبير وكبير جدا.

وهذه المقاومة ستكون الطريق نحو تحقيق وحدة شعبنا ونبذ خلافاته وإنها انقسامه، لأن من يشجع على بقاء الانقسام ناس لا تريد أن تتولى المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها السياسة دفة القضية وأن تقود الشعب نحو التحرير والتمكين، لأن في ذلك تعطيل لمصالحها ومشروعها السياسي الذي ثبت فشله، وعلى المقاومة العمل على وضع حد لأصحاب هذا المشروع المدمر للحق الفلسطينية وعبر النتائج على الأرض دون عنف أو إراقة دماء؛ بل بالنتائج على الأرض والتي ستحقق ما يقنع الكل الفلسطيني أن هذه هي الطريق الوحيد وإن بقي بعض الشواذ وهذا أمر طبيعي.