كثيراً ما تحدثنا بأرقام تقديرية عن الزحمة في عيادات الأونروا في لبنان، وكان البعض يتحدث عن المبالغة في التوصيف، وقد اعترفت إدارة الأونروا بالمشكلة واتهمت الأطراف الأخرى بالمزايدة عليها، وأكدت أن الخلل (البسيط!) قد تمّت معالجته.

وبعد أن «تمّت معالجته» استطاعت شبكة «لاجئ نت» الحصول على إحصائية لمدة أسبوعين (توافق أنها عشرة أيام عمل) من إحدى عيادات الأونروا الرئيسية في لبنان، في شهر أيلول سبتمبر 2012.

وتبيّن من خلال هذه البيانات أن أربعة أطباء في العيادة، عاينوا في اليوم الأول 390 مريضاً، وفي اليوم الأخير من هذه الإحصائية 295 مريضاً، وبلغ مجموع معايناتهم في الأيام العشرة 3415 مريضاً، بمعدل 341.5 مريضاً باليوم، ما يعني أن معدل معاينة كل طبيب تبلغ 85.37 مريضاً في اليوم. علماً أنه بلغ عدد المعاينات في أحد الأيام 406 مرضى.، أي بمعدل 101.5 مريض لكل طبيب.

وإذا احتسبنا عدد ساعات الدوام للطبيب، وهي 8 ساعات، محسوماً منها ما بين ساعة وساعتين، لزوم التأخير والتحضير والتسجيل وفرص القهوة والشاي والطعام، والمغادرة المبكرة، فإن دوامه يبلغ ست ساعات، يعاين خلالها الطبيب ما معدله 85.37 مريضاً، فإن كل مريض يستغرق في المعاينة والتشخيص وتسجيل التقرير وكتابة الدواء المناسب 4:13 دقيقة.

هذا إذا لم نحسم المرضى الذين يراجعون الأطباء من دون تسجيل، حيث يشغلون أوقات الأطباء من دون معاينة.

بدون طبيب الأسنان

ونظراً لأن أطباء الأسنان يستغرقون وقتاً أكثر من غيرهم، فإننا إذا استثنينا هذه الشريحة، فإن النتيجة المذهلة ستظهر للمراقب في الأرقام التالية:

فسنحسم عدد مرضى الأسنان في عشرة أيام، وهم 259 مريضاً، ويصبح عدد المرضى الإجمالي 3156 بمعدل 315.6 مرضى يومياً، بإشراف ثلاثة أطباء، ما يعني أن كل طبيب يعاين 105.2 من المرضى يومياً. وأن كل معدل ما يحظى به المريض يومياً من وقت الطبيب هو 3:25 دقيقة فقط لاغير.

ولمزيد من التفصيل، فإن حال طبيب الضغط والسكري هي الأصعب بين حالات الأطباء الأربعة، حيث عاين هذا الطبيب في الأيام العشرة المذكورة 1279 مريضاً، بمعدل 128 مريضاً يومياً، ما يعني أن كل مريض ضغط وسكري يحظى من الطبيب 2:48 دقيقة فقط لا غير.

بيان معالجات عيادة الأونروا في منطقة (....) لمدة عشرة أيام