الانتصار الممنوع ؟!
بقلم: يوسف رزقة
تصريحات ثلاثة ذات مغزى في هذا الأسبوع بشأن المعبر
والحصار:
الأول يقول : السلطات المصرية تقرر فتح معبر رفح
للعالقين في مصر للدخول إلى غزة. المعبر سيفتح يومي الثلاثاء والأربعاء باتجاه واحد؟!
لن يسمح لأحد من سكان غزة بالسفر إلى مصر أو الخارج من خلال المعبر في هذين اليومين.
ما تقرر هو انفراجة جزئية للعالقين في مصر والخارج، وهي انفراجة مؤقتة ليومين، ثم يعود
المعبر ليواصل الإغلاق الذي تجاوز الآن قربة ثلاثة أشهر؟!.
التصريح الثاني: أعلنت السلطات المصرية عن هدم
ما مجموعه (521) نفقا بين غزة وسيناء، بعض هذه الأنفاق بطول (2.8) كم. الهدم المتواصل
للأنفاق يحرم غزة من نتائج الانتصار الذي حققته على الحصار الإسرائيلي على غزة لبضع
سنين. كانت الأنفاق متنفسا اقتصاديا وتجاريا لسكان قطاع غزة تعوضهم بعض العوض عن المعابر
المغلقة مع مصر ومع فلسطين المحتلة. لقد أسهمت الأنفاق في توفير السلع الغذائية، والوقود،
ومواد الإعمار بأسعار مقبولة لسكان غزة. كانت غزة قبل هدم الأنفاق تعلن أنها انتصرت
على الحصار بشكل أو بآخر، الآن لا تستطيع غزة تكرير هذه المقولة، فقد اشتدت وطأة الحصار
بهدم الأنفاق، ودلالة الهدم تعني يجب هزيمة غزة ومنعها من الانتصار على الحصار ؟!.
التصريح الثالث: هو بيان للقوى الوطنية والإسلامية
بغزة يناشد الأشقاء في مصر بفتح معبر رفح بالاتجاهين : أمام العالقين بمصر ، وأمام
أصحاب الأعذار في غزة للسفر، مناشدة القوى هذه محدّثة، فقد صدرت بعد أن قررت السلطات
المصرية فتح المعبر باتجاه واحد. مجموع المناشدات الوطنية تملأ مجلدا في السنتين الأخيرتين،
ومع ذلك لم يفتح المعبر إلا أياما معدودة في العام قد لا تزيد على الشهر.
سكان غزة لا يملكون حلا لمشكلة إغلاق معبر رفح.
هم لا يقبلون مبررات السلطات المصرية الأمنية، ويعتقدون أن الانتقال من المعبر إلى
القاهرة وبالعكس يتم بنظام الترحيل، وتحت حراسة الجيش والشرطة المصرية والمخابرات العامة.
هم يقولون هب أن المشكلة الأمنية موجودة قرب مطار القاهرة، فهل ستغلق السلطات مطار
القاهرة؟! هم يقولون إن الإغلاق مرتبط بموقف سياسي لا أمني. لقد خرجت حماس من الحكومة
لتسهل عملية فتح معبر رفح، وتخفف من معاناة السكان، ولكن النتائج كانت معاكسة، فقد
تفاقمت المعاناة وازدادت المشاكل، وما قالته فتح عن المصالحة على أنها مدخل لفتح معبر
رفح كان مناورة ذكية من فتح.
إغلاق معبر رفح يساوي تكريس الحصار وتشديده. وهدم
(521) نفقا في ستة أشهر يساوي تكريس الحصار وتشديده، ومنع غزة من الانتصار على الحصار،
ومناشدة القوى الوطنية والإسلامية الشقيقة مصر لا تلامس آذان السلطات المسئولة لأن
المناشدة تقع في الاتجاه المعاكس لرؤية السلطات المصرية وقرارها، لذا فهي مناشدة لفظية
غير منتجة.
كانت الأنفاق قبل الهدم شاهدا عمليا على خذلان
العالم العربي لغزة، وهي اليوم بعد الهدم شاهد آخر على العجز العربي وخذلان سكان غزة.
غزة لم تستسلم للاحتلال والحصار فأنشأت الأنفاق، والنظام العربي قرر الاستسلام فهدم
الأنفاق، ومن خلال الهدم يضغط على غزة لكي تستسلم، ولكن هيهات لغزة أن تستسلم وقد عرفت
طريق العزة والنصر. وصاحب المشروع عادة لا يستسلم ، والشدائد تشد عزيمته، وتقوي شوكته،
لأنه على يقين بالوصول إلى أهدافه.
المصدر: فلسطين أون لاين