القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة

إياد القرا

الهبة الجماهيرية التي شهدها قطاع غزة والضفة الغربية وعملية خطف وقتل الجندي في قلقيلية لمبادلته بأسرى فلسطينيين وعملية القنص في الخليل على يد قناص فلسطيني ماهر، وكذلك عودة الحصار إلى قطاع غزة والاحتقان الجماهيري في الضفة الغربية تجاه سلوك السلطة التفاوضي والأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعيشها المواطن الفلسطيني هناك، وسياسة الاستيطان وتهويد القدس والاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى، كلها مقدمات ودلائل على أن المنطقة مقبلة على تغير فلسطيني في المزاج العام ضد الاحتلال.

الانتفاضة الأولى انطلقت من مخيم جباليا وامتدت للضفة الغربية وكانت مقدماتها أقل بكثير من اليوم، على مدار 13 عاماً حتى انطلاق انتفاضة الأقصى بوتيرة مختلفة ،وكانت ذروتها بلجوء الشعب الفلسطيني إلى السلاح الأمضى والذي يملكه الضعاف وهو العمليات الاستشهادية والتي تسببت بألم شديد للاحتلال الإسرائيلي، وتعددت أدوات النضال، وما ميزها المشاركة الجماهيرية، والتحركات الشعبية والأدوات الشعبية ومن بينها العمليات الفردية.

حاول البعض سرقة واختطاف الانتفاضة الأولى بإيجاد حلول تفاوضية تحت ذرائع مختلفة مرتبطة بالمحيط العربي الذي كان مشتتاً في حينه، لكن الفشل كان من نصيب الجميع وتسبب بإحباط جماهيري عام ،بفشل مشاريع التسوية التي تأكد بأنها تهدف لإسكات صوت الشعب الفلسطيني الذي يرنو نحو الحرية والعودة.

جاء الرد بالانتفاضة الثانية التي انطلقت في مثل هذا اليوم عام 2000، وبمقدمات غير متوقعة لكن كانت تعبر عن توجه الشعب الفلسطيني نحو رفض مشاريع التسوية والتطبيع وسياسات القمع التي كانت تقوم بها السلطة تجاه المواطنين والمقاومين وخاصة أبناء الحركات الإسلامية، واعتقالهم ومطاردتهم، وكانت المقاومة أكثر تحصنا وقوة وإرادة ،فكانت الوسائل أكثر تطوراً ، ومن إمكانيات بسيطة من اقتحام للمواقع العسكرية إلى تفخيخ الأنفاق وخطف الجنود ، فكان الإنجاز هروب الاحتلال من غزة، وتطوير القدرات الردعية للاحتلال ، واعتلاء المقاومة سدة الحكم هو النقلة النوعية لإنجازات المقاومة بعد فوزها في الانتخابات ونيلها الشرعية الانتخابية بعد الشعبية.

اليوم نحن أمام ظروف مختلفة فيها قطاع غزة محاصر لكنه يمتلك مقاومة أكثر صلابة وقوة وتمثل ردعا للاحتلال، في حين الضفة الغربية تعاني من الاحتلال وتفشي الاستيطان وتهويد القدس وواقع معيشي كارثي وتنسيق أمني قائم على المطاردة للمقاومة وقمع الحريات ومفاوضات عبثية عقيمة تزيد من الاحتقان الداخلي ضد سلطة رام الله لفشلها وفسادها.

القدس هي كلمة السر في الانتفاضة القادمة التي تجمع بين ظروف قطاع غزة والضفة الغربية وقوة المقاومة في غزة والتحرك الجماهيري الشعبي في الضفة ، مما يشكل عاملا مهما لتوقع انتفاضة ثالثة تحقق إنجازات فلسطينية كما حققت الأولى والثانية وأن الظروف تساهم بشكل كبير في تحقيق إنجاز أعظم لصالح الشعب الفلسطيني ودحر للاحتلال.