الانتفاضة وتصريحات
اللواء ماجد فرج !!
بقلم: رامز مصطفى
يقف الإنسان الفلسطيني
في حيرة من أمره أمام ما يسمعه أو يقرأه من تصريحات متناقضة يطلقها على الدوام العديد
من المسؤولين في السلطة الفلسطينية، في ملفات تتعلق مباشرة بالفلسطينيين. ويقع ملف
التنسيق الأمني في أولويات تلك الملفات التي تمس بالمباشر حياة وأمن الفلسطينيين في
الأرض المحتلة، وعلى وجه التحديد في الضفة الغربية.
منذ ما قبل اندلاع
الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، والجميع يسمع أن التنسيق الأمني مع الاحتلال "
الإسرائيلي " قد توقف، ولم يبقى إلاّ التنسيق الاجتماعي المتصل بالقضايا الحياتية،
وحركة التنقل من وإلى أراضي الضفة الفلسطينية المحتلة. ولطالما تم التأكيد على ذلك
في اللقاءات والاجتماعات التي تجمع الفصائل الفلسطينية مع بعضها، خصوصاً مع اندلاع
الانتفاضة.
في مطلع تشرين
الأول من العام الماضي، نفذ ثلاثة مقاومين عملية ايتمار شرق نابلس، استهدفت سيارة للمستوطنين
قتل فيها اثنين منهم. يومها ونتيجة إصابة أحد المقاومين الثلاثة، واضطراره دخول إحدى
المستشفيات للعلاج، وصلت إليه الأجهزة الأمنية في السلطة وحققت معه، وما أن غادرت حتى
اقتحمت مجموعة من المستعربين الصهاينة المشفى واعتقلت الجريح الفلسطيني. حركة حماس
التي تبنت العملية، اتهمت يومها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بالتواطؤ من خلال تمرير
المعلومات عن المقاوم الجريح إلى أجهزة أمن الاحتلال الذي اعتقل بقية أعضاء المجموعة.
وبين الحين والآخر
تخرج علينا وسائل الإعلام العبرية، والتي تتحدث بإسهاب عن استمرار التنسيق الأمني بين
أجهزة السلطة والاحتلال، وبأنه في أحسن حالاته، على الرغم من اندلاع أعمال الانتفاضة.
ومن موقع حرصنا كنا نقول أن وسائل الإعلام "الإسرائيلية "، ومعلوماتها لا
يُعّتد بها، لأن لها مصلحة في دق الآسافين بين أبناء الشعب الفلسطيني.
اليوم نحن وكسائر
عموم الشعب الفلسطيني من نصدق؟، هل نصدق وسائل الإعلام العبرية، أو مسؤولي السلطة؟.
وبين تلك وهؤلاء، يأتينا الخبر اليقين، ليؤكد ما نحن قانعون به، عن أن التنسيق الأمني
لم يتوقف لحظة واحدة. وهذا اليقين اليوم هو مسؤول المخابرات في السلطة اللواء ماجد
فرج. الذي اعترف إذا جاز التعبير في مقابلة أجرتها معه مراسلة الشؤون الأمنية والعسكرية
في مجلة " ديفنس نيوز "، بأن التنسيق الأمني مع " إسرائيل " لم
يتوقف، مقدماً جردة حساب أمني، من خلال تأكيده على منجزات أجهزته التي تمكنت من إحباط
200 هجوم ضد " الإسرائيليين "، منذ اندلاع الانتفاضة الثالثة. وأضاف فرج
" أن التنسيق الأمني مع إسرائيل يمثل الجسر الذي يمكن ان يُبقي على حضور الظروف
الملائمة لكلا الطرفين، الى ان تتهيأ الظروف المناسبة بين السياسيين نحو العودة الى
مفاوضات جادة ".
مع اقتراب دخول
الانتفاضة شهرها الخامس، ما هي الرسالة التي أراد أن يوصلها كبير مسؤولي الأجهزة الأمنية
في السلطة الفلسطينية اللواء ماجد فرج؟، هل القول أن تهيئة الظروف المناسبة نحو العودة
إلى المفاوضات الجادة، يتطلب العمل في الحد من الانتفاضة، وصولاً إلى إنهائها؟.