الاونروا وفلسطينيو سورية.. مساعدات أم مناكدات؟!
كريم عبدالله- خاص/ لاجئ نت
بيروت، 08 نيسان، 2013
تفيد التقارير الواردة من الأونروا أن حوالى 34 ألف
لاجئ فلسطيني من سورية وصلوا إلى لبنان نتيجة الأزمة الدائرة هناك، كما تشير إلى أن
الاونروا باعتبارها المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين بشكل رئيسي تقوم بدورها تجاههم
وتقدم لهم الخدمات الإغاثية والصحية والتعليمية والمساعدات النقدية غير الثابتة من
حيث الكم والنوع.
لقد قامت في المرة الأولى بتوزيع 40$ نقداً مع إيصال
بقيمة 25$ مواد غذائية للشخص الواحد يحصل عليها من متجر محدد تعاقدت معه الأونروا في
مختلف أماكن التوزيع. في المرة الثانية قدمت الأونروا مبالغ مالية بمعدل 160 ألف ليرة
لبنانية للعائلة الواحدة بغض النظر عن تعداد أفرداها كبدل إيواء و20$ لكل فرد من العائلة.
في المرة الثالثة تباينت المساعدة المالية بعد أن ميزت الاونروا بالعطاءات حسب حجم
الأسرة، فنالت العائلة المكونة من ثلاثة أفراد فما دون مبلغ 160 ألف ليرة لبنانية كبدل
إيواء و20$ بدل مواد غذائية، أما العائلة المكونة من أربعة أفراد فما فوق فحصلت على
220 ألف ليرة لبنانية بدل إيواء و20$ لكل فرد من أفراد العائلة. وقُدمت هذه المساعدات
خلال الفترة الممتدة من 25 كانون الأول 2012 إلى الثاني من نيسان 2013 بفواصل متباينة
أرهقت اللاجئين وضيّقت عليهم، وبّرر المعنيون في الأونروا عدم الانتظام لشحّ الموارد
من الدول المانحة وتجاوز أعداد اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية العدد المتوقع
خلال الستة أشهر الأولى من عام 2013.
لقد تفهم الكثير من اللاجئين الفلسطينيين من سورية
إلى لبنان هذه القضية وصبروا على تأخر المساعدات عنهم، إلا انه من غير المقبول لديهم
الطريقة والمعاملة السيئة التي يتعامل بها القائمون على توزيع المساعدات لمستحقيها
والفوقية التي ينظرون بها إلى أبناء جلدتهم الذين هم (اللاجئون) سبب وجود هذه المؤسسة
أصلاً التي تأسست لخدمة قضية اللاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي حول بهجة اللاجئين
- الذين هم اليوم بأمس الحاجة للمساعدة - بحلول وقت توزيعها إلى يوم بؤس وتعاسة لما
رأى وسمع خصوصاً أن قسماً كبيراً منهم لم يكن يرتاد مؤسسات الأونروا في سورية أو ربما
يجهل عنوانها هناك.
لقد جرى التوزيع بصورة مختلفة تماماً عن الصورة المعروفة
لدوائر ومراكز الأونروا، فالعشوائية والفوضى كانتا سيدتَي الموقف، وكذلك المحسوبيات
والواسطات والتدافع من قبل الناس بكل فئاتهم؛ النساء والرجال والشباب، بصورة لا تنمّ
عن أي مظهر من مظاهر الحضارة دفعت البعض للسباب والشتم والتضارب أحياناً، كانت للأونروا
سبباً فيه تارةً والناس تارةً أخرى، والدليل شهادات العديد من اللاجئين الذين أتوا
إلى مركز التوزيع من الساعة السابعة صباحاً وحصلوا على أرقام وانتظروا حتى الرابعة
والنصف عصراً ولم يأتِ دورهم رغم الالتزام والانضباط الذي أبدوه، إلا أنهم عندما رأوا
أن هذا السلوك لم ينفع قاموا وتدافعوا فحصلوا على مبلغ المساعدة.
إن الطريقة التي اعتمدتها الأونروا هذه المرة لتوزيع
المساعدات اكتنفتها بعض الأخطاء بدءاً من الرسالة التي وجهت للناس وانتهاءً بالطريقة
التي تعامل بها الموظفون مع اللاجئين مرورا ً بقرار جمع كل اللاجئين المتواجدين في
صيدا بهذين المركزين فقط.
ولا نستطيع أن نخلي مسؤولية اللاجئين أنفسهم عن اختلاق
هذه الفوضى، إلا أنه كان يتوجب على المعنيين في الأونروا باعتبارهم الجهة الأكثر تنظيماً
استيعاب هؤلاء الناس وتقدير مدى احتياجاتهم وتنظيم توزيع المساعدات بشكل أفضل يوفر
جهد الموظف ويضمن كرامة اللاجئ.