القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

الباحثون عن الهزيمة في ثنايا النصر

الباحثون عن الهزيمة في ثنايا النصر

بقلم: د.عصام شاور

انتصرت غزة والمقاومة الفلسطينية بشرف على العدو (الإسرائيلي)، حق لأهلنا في غزة أن يفرحوا بنصرهم، ولكل فلسطيني ومسلم أن يفرح، ولا يحق لكائن من كان أن يصادر فرحتنا أو يزيفها، أو يحول فرح المنتصرين إلى فرح المقهورين.

لقد صدمني السيد نبيل عمرو بشدة بمقال كتبه بعنوان: "فرح المقهورين"، وأنقل منه بعض البؤس الوارد في مقاله: "...الذين عاشوا ثمانية أيام ينتظرون موتهم أو دمار بيوتهم، الموت والحالة هذه كما لو أنهما شيء يوزع بالقرعة، فمن جاءت ساعته فلا يقدم ولا يؤخر، ومن ذهبت عنه فليس له إلا الابتهاج بالنجاة والقلق من القرعة القادمة"، ويقول أيضًا: "تفرح لأن الموت صار هذه المرة أقل، تفرح لأن الطلقة مرت عن ابنك دون أن ترديه، تفرح لأن البيت الذي يؤويك نجا من الدمار".

السيد نبيل عمرو كتب ما كتبه بناء على مشاهدة من بعيد وعبر شاشات التلفزة، حسبما قال، المشهد يصور الفرح والابتهاج، ولكنه لا يظهر الدوافع التي يعرفها الجميع إلا البائسين والباحثين عن الهزيمة في ثنايا النصر، فالشعب الفلسطيني ابتهج بالنصر، سواء من كان في غزة تحت القصف أم في الضفة أم في الشتات، تلك الفرحة كنا نراها بعد كل عملية استشهادية أو غير استشهادية تضرب عمق المحتل، ولم نكن نراها بعد الغارات الصهيونية المباغتة التي تستهدف الأرواح البريئة في غزة أو البيوت الآمنة والمساجد والمدارس، كم من خنساوات وقادة قدموا فلذات أكبادهم في سبيل الله والوطن ووعدوا بتقديم المزيد!، وكم من مجاهد فرح حينما وقعت عليه القرعة لتقديم روحه في سبيل الله!، نحن لا نفرح بالطلقة التي تخطئ أبناءنا فتصيب من كتبت له الشهادة والفوز بالجنة، أو بالقذيفة تنأى عن بيوتنا لتدمر بيوت جيراننا، ليست تلك عقلية ومنطق من كان دينه الإسلام.

لقد افترى نبيل عمرو حينما تصور وصور أهلنا الكرام في غزة أنهم قطيع من الخراف يترقب قرعة الجزار ليذبح ما يشاء ويترك ما يشاء، لم ير أو يسمع ذلك "المنظّر" و"المحلل" صواريخ المقاومة الفلسطينية وهي تدك قلب الاحتلال وتجبر ملايينه على الاختباء في الملاجئ، ولم يرصد الذعر والرعب والهلع تفتك بنفوس قطعان المستوطنين في تل الربيع والقدس ومستوطنات الضفة الغربية!، فما ذنبنا إذا قرأ المنكسرون النص بالمقلوب؟!