القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

التربية الوطنية

التربية الوطنية

بقلم: عصام عدوان

أعدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) منهاجاً خاصاً بمقرر استحدثته دون اتفاق مع السلطة الفلسطينية، نفّذته في قطاع غزة دون مناطق عمليات الوكالة الأخرى هو مقرر "حقوق الإنسان". لقد أفسحت الالأونروا لمقررها الجديد عددًا من الحصص على حساب المواد الاجتماعية (التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية والتربية الوطنية) فغدا نصيب التربية الوطنية حصة كل أسبوعين بينما نصيب مقرر حقوق الإنسان حصتين أسبوعيًا رغم أنه خارج نطاق مناهج التعليم المعتمدة حكوميًا.

إذا كانت الالأونروا تتصرف بهذه الطريقة لتحقيق أهدافها. ألا يجدر بوزارة التعليم في قطاع غزة أن تفرض المنهاج الذي تقرره والذي يحقق أهدافها الوطنية؟.

تعتبر التربية الوطنية إحدى أهم المواد اللازمة لخلق الشخصية الفلسطينية العربية الإسلامية، وعبرها يمكن بلورة شخصية وطنية للطالب، ترى نفسها جزءًا من الوطن، تحيا من أجله وتموت في سبيله، تحب شعبها وعلمها وتراب وطنها ومقدساتها ولغتها وقيمها وعاداتها وتقاليدها وتراثها. تتعلم تجارب الأمم في الدفاع عن أوطانها وتحريرها من نير الاستعمار.

إن الطريق إلى الوحدة الوطنية وإنهاء ما يسمى بالانقسام البغيض يمر عبر التربية الوطنية. والطريق إلى التعايش المشترك وتقبُّل الآخر يمر عبر التربية الوطنية. والطريق إلى مقاومة المحتل؛ قواعدها وأدواتها وسبلها يمر عبر التربية الوطنية. والطريق إلى الثوابت الفلسطينية وترسيخها حتى تصبح بدهيات يمر عبر التربية الوطنية. بل إن الطريق إلى محاربة الجريمة المنظمة، والغوغائية وسوء الانضباط والتفلت يمر عبر التربية الوطنية.

إن بمقدور وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة وحده، فضلاً عن الضفة الغربية لو أرادت، أن تفرد مساحة يومية للتربية الوطنية من خلال تخصيص حصة يومية تضاف على جدول الحصص المعتاد، وتُعَدُّ لها مناهج خاصة مميزة ومتدرجة حسب الأعمار، تستفيد من المناهج الحالية ما استطاعت، لكن عليها أن تستكمل النقص الذي فرضته قيود أوسلو.

على التربية الوطنية أن تتعدى الإطار النظري، لتشتمل على حصص عملية، يحصل من خلالها الطالب على تدريب على السلاح؛ كلٌ بما يتلاءم مع عمره، واستخدام الحاسوب والشبكة العنكبوتية للتعرف على المواقع الإلكترونية لمؤسسات الوطن، وقوى المقاومة، ويستطلع جغرافية فلسطين وتضاريسها ومدنها عبر الصور وعبر برنامج (غوغل إرث). يزور متاحف الوطن والمواقع الأثرية أو يشاهدها عبر العالم الافتراضي على أقل تقدير.

إن على وزارة التربية والتعليم مسئولية وطنية جسيمة، وهي مسئولية ذات أثر بعيد وخطير، ويقع على عاتقها صهر الأبناء في بوتقة وطن واحد يحبونه ويدافعون عنه بكل طاقتهم، ويعرفون كيف يميزون بين المجاهد وبين المتعاون مع الاحتلال، بين المتمسك بالثوابت، والمفرِّط بها، وبين الفعل الوطني والفعل الخسيس. بعد خمس سنوات يمكننا أن نحصد مجتمعًا مقاوِمًا بكل معنى الكلمة. والله لا يضيع أجر مَن أحسن عملاً.

المصدر: فلسطين أون لاين